الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تعرفوا الى الدولة الأولى في العالم بالأمانة والنزاهة!

جاد محيدلي
تعرفوا الى الدولة الأولى في العالم بالأمانة والنزاهة!
تعرفوا الى الدولة الأولى في العالم بالأمانة والنزاهة!
A+ A-

تعتبر مدينة طوكيو اليابانية كبيرة وكثيفة السكان، بحيث يعيش فيها وحدها 14 مليون نسمة، وعند قراءة ذلك قد تتوقعون بأنكم اذا فقدتم محفظتكم أو هاتفكم فيها فلن تجدونهم أبداً، الا أن العكس صحيح. ففي عام 2018، أعادت شرطة طوكيو 545 ألف بطاقة هوية و130 ألف هاتف محمول و240 ألف محفظة لأصحابها. وفي أغلب الحالات، استرد الناس مقتنياتهم في نفس اليوم الذي فقدوها فيه. وفي هذا الإطار، أشارت دراسة إلى أن اليابانيين لا يسلمون المفقودات طمعاً في المكافأة أو لاغتنام الفرصة لحيازتها في حال لم يستدل على صاحبها.  وتختلف صورة ضباط الشرطة في هذه الأقسام عنها في أي مكان آخر في العالم، إذ اشتهروا بأنهم ودودون، فيوبخون المراهقين إذا أساؤوا التصرف ويساعدون العجائز في عبور الشارع. ويقول ماساهيرو تامورا، المحامي وأستاذ القانون بجامعة كيوتو سانجيو، إن ضباط الشرطة يهاتفون العجائز الذين يعيشون في المنطقة للاطمئان عليهم. ويقول تامورا إن المجتمع الياباني يحرص على تعليم الأطفال أهمية تسليم المقتنيات المفقودة أو المنسية للشرطة، حتى لو كانت هذه الممتلكات عملات معدنية. ويتعامل ضابط الشرطة مع العملة المعدنية التي يسلمها له الطفل بجدية، فيحرر البلاغ، ويحتفظ بها في عهدته. ثم يعيدها للطفل كمكافأة.

وأجريت دراسة للمقارنة بين أعداد الهواتف والمحافظ التي يسلمها الناس للشرطة في نيويورك وطوكيو، وخلص الباحثون إلى أن 88٪ من الهواتف المفقودة سلمها المواطنون في طوكيو إلى الشرطة، في حين لم يسلم المواطنون في نيويورك إلا 6٪ من الهواتف المفقودة. وبالمثل سلمت 80٪ من المحافظ في طوكيو للشرطة، مقارنة بـ 10٪ فقط في نيويورك. وفي أعقاب التسونامي الذي ضرب شمالي اليابان عام 2011، وأسفر عن تشريد الآلاف، أظهر اليابانيون إصراراً على وضع احتياجات الآخرين في المقدمة. وربما يعود ذلك إلى فكرة الجلد والمثابرة والإيثار في العقيدة البوذية التي تسمى "غامان". وأشارت الصحف إلى أن السرقات في المناطق المتضررة في اليابان كانت أقل منها في المناطق التي شهدت كوارث مماثلة في بلدان أخرى. ويؤمن أتباع الديانة الشنتوية بأن لكل شيء في الطبيعة روحا، من الصخور إلى الأشجار، ورغم أنهم لا يمثلون إلا نسبة ضئيلة من سكان اليابان، إلا أن الممارسات والمعتقدات الشنتوية تغلغلت في الثقافة اليابانية، ولهذا الخوف هو الذي يدفع اليابانيين إلى تسليم المفقودات إلى أصحابها، لأنهم يشعرون أنهم مراقبون ويميليون دائماً إلى وضع الغير في المقدمة.

يقول مارك ويست، أستاذ القانون بجامعة ميشيغان، والخبير بالقانون الياباني، إن الناس في اليابان يعيدون المفقودات احتراماً للقوانين والأعراف، وليس لأنهم أمناء بالفطرة. بينما يرى آخرون أن اليابانيين يلتزمون بإعادة المفقودات إلى أصحابها لا بسبب الأمانة المترسخة، لكن بسبب انتشار أقسام الشرطة واحترامهم للتقاليد والأعراف التي تحث الناس على وضع الآخرين في المقدمة. لكن على أية حال، تعتبر اليابان من أكثر الدول أمانة ونزاهة في العالم وإذا أضعتم شيء ما فعلى الأرجح سيعود اليكم بوقت قصير.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم