الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فَشِلت الفيديراليّة السياسيّة فهل تنجح الجغرافيّة؟

سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
فَشِلت الفيديراليّة السياسيّة فهل تنجح الجغرافيّة؟
فَشِلت الفيديراليّة السياسيّة فهل تنجح الجغرافيّة؟
A+ A-
الفيديراليّة قد تكون أحد أرقى الأنظمة السياسيّة أوّلاً لأنّها تفسح في المجال أمام شعوب الدول التي تعيش في ظلِّها كي يهتمّ سكان كل مقاطعه أو ولاية أو كانتون بعددٍ من شؤونهم المحليّة المتنوّعة، وهذا أمر قد لا تُعطيه الدول ذات الأنظمة المركزيّة الأهميّة التي يستحق. وثانياً لأنّها تترك للحكومة الفيديراليّة مُهمّة الاهتمام بالقضايا التي تهمّ جميع المواطنين سواء كانوا من قوميّة واحدة أو دين واحد أو مذهب واحد أو خليطاً من ذلك كلِّه، وأهمّها السياسة الخارجيّة والدفاع والنقد. وثالثاً لأنّها تأخذ في الاعتبار مستوى سُكّان كل ولاية أو مقاطعة من الناحية الاقتصاديّة وحجم الثروات الطبيعيّة فيها إذا وُجِدَت ومقدار دخل أبنائها، ومدى قدرة الرسوم غير الفيديراليّة المُجباة والضرائب على مساعدتهم لتحقيق نموّ مُهمّ فيها اقتصاديّاً وتعليميّاً ومستوى عيش... فإذا وجدت تفاوتاً في ذلك كلّه بين الولايات والمقاطعات فإنّ الحكومة الفيديراليّة تتدخّل بواسطة القوانين لتساعد من تحتاج منها إلى مساعدة. وبذلك تُحقِّق نوعاً من المساواة في مستوى المعيشة والتنمية وتحفظ بواسطتها استقراراً وطنيّاً لا بُدّ أن يُهدِّده بل أن يصدعه غنى فاحش لبعضها وفقر مُدقع وحاجات غير مُلبّاة لبعضها الآخر. ورابعاً لأنّ أبناء الدولة الفيديراليّة مواطنون كاملو المواطنيّة وأحرار في أي مقاطعة أو ولاية سكنوا ولا تمييز في المعاملة بينهم وبين غالبيّة أبنائها. وإذا لم يعش المواطنون هذه المساواة التامّة فإنّ الفيديراليّة تصبح تقسيماً مُقنّعاً لا يشعر في ظلِّه المواطن "المُختلف" عن غالبيّة مواطني أي مقاطعة أو ولاية بالمساواة أو بالأمان أي بالمواطنيّة. وقد يضطرّ "المختلفون" في مرحلة مُتقدّمة بسبب الحاجة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم