السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الـضحـيّـتـان

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
الـضحـيّـتـان
الـضحـيّـتـان
A+ A-
إذا كانت الثورةُ تستطيعُ أن تَقتلعَ الطبقةَ السياسيّةَ الحاكمةَ ولا تَفعل، فهي جَبانة. وإذا كانت الطبقةُ السياسيّةُ الحاكمةُ تَستطيعُ أن تواصلَ الحكمَ من دونِ أخذِ الثورةِ بالاعتبار، فجَبانةٌ هي أيضًا. أمّا إذا كان الطرفان يدركان أنّهما محكومان بالتعاونِ لإنقاذِ لبنان، ويمارسان التعطيلَ المتبادَل لمصلحةِ طرفٍ ثالثٍ، فتلك جريمةٌ في حقِّ الثورةِ والحكمِ والشعب.تُخطِئُ الثورةُ إذا ظنَّت أنها قادرةٌ على طردِ كلِّ الطبقةِ السياسيّةِ برجالاتِها ونسائِها وأحزابـِها وتيّاراتـِها وطوائِفها ومذاهِبها، حتى لو سَقط الحكمُ والعهدُ والحكومة. هذا لبنان. بعدَ مئةِ يومٍ على انطلاقِها الرائع، لم تُقدّم الثورةُ بعدُ أوراقَ اعتمادِ أيِّ شخصيّةٍ جديدةٍ يَهِفُّ لها القلبُ. الأسماءُ المتداوَلةُ "آوْت لِت" (outlet). وكلمةُ اختصاصيّين، التي تَعني كلَّ شيءٍ ولا شيءَ، تحتاجُ إلى أن تَتجسّدَ في فريقِ حكمٍ جديدٍ قادرٍ على ممارسةِ الحكمِ بمعناه السياسيِّ والإداريّ. النزاهةُ جُزءٌ من الحوكمةِ الرشيدةِ وليست كلَّ الحوكمة. والحكمُ ليس مدرسةً إعداديّةً للاختصاصيّين، بل قيادةُ شعبٍ نحو التقدّمِ والعُلى وتقريرِ المصير. غريبٌ أن يَجدَ الثوّارُ من يُنظّمُ نزولَـهم إلى الشارعِ ولا يَجدون من يُـمثّلُهم للوصولِ إلى السلطة؟ قدرُ الثورةِ أن تَصل إلى السلطةِ حتى لو انقَسَمت، فالثوراتُ تَنقسِمُ، سَواءَ أَوَصَلت إلى السلطةِ أم بَقيت تَدور حولَ نفسِها.إذا كانت الطبقةُ السياسيّةُ أساءت إلى البلادِ، فما بالُ فئاتٍ ثائرةٍ تَــتَشَبّهُ بها وتُكمِلُ الـمَهمّة؟ نرى جماعاتٍ دَبِقَت بالثورةِ الجميلةِ وتقوم بتصرّفاتٍ فيها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم