فات الأوان

هديل المغربي

من قِلة الوِد، تُتاح القَسوة.

و من قِلة الرحمة، تُخلق الأنانية.

و 

فكما ينتعش الزَهر بقطرات الماء، يموت من نُدرَتِها.

ها هو الزَهر قد ذَبل الآن ومات، ولا شيء يعيده إلى ما كان.

لا الصوت ولا الصدى يحركان أوراقه.

لا اللمس ولا الهواء يداعبان ألوانه.

لا الاعتناء ولا الثناء يطرقان بابه. ولو بعد حين.

فقد فات الأوان!

وقد صار الزهر اسماً وباتت أشلاؤه الجافة الباردة تشكل مستقبلاً ضبابياً لكل الزهور المجاور لها.

وليس بمقدور الدموع أن تعيد شموخ أغصان الزهور الحالمة.

ولا بإمكانها أن تعيد كبرياء الألوان الزاهية في ذروتها.

لأنه الآن قد فات الأوان!