لهذه الحسابات يُقلّل المعنيون من احتمالات انفتاح أبواب المواجهة في الجنوب

حسابات دقيقة جداً تضعف إلى حد بعيد من احتمالات بروز تطور أمني أو عسكري مفاجئ على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وتعزز تالياً من اطمئنان المطمئنين إلى فرضية أن ساحة الصراع الأساسي في الإقليم حالياً لن تكون بالضرورة في ميدان الجنوب كما كان مألوفاً منذ عقود، بل إن "ضرورات المواجهة" خصوصاً لدى محور الممانعة والمقاومة قد أملت صرف النظر حالياً وإلى أجل غير مسمى عن هذا الميدان وصرف الأنظار إلى ميدان آخر وتحديداً إلى الساحة العراقية. وإذا كان الكيان الصهيوني يسعى في الوقت الراهن، وفق قراءة الجهات الراصدة في المحور إياه، إلى النأي بنفسه عن التطورات العسكرية المتسارعة منذ الحدث المدوي بالقرب من مطار بغداد في 2 الشهر الجاري ويسعى جاهداً ليكون في خلفية صورة المشهد المضطرب والمعقد والمفتوح على احتمالات التصعيد، فإنه استقر لدى العقل الاستراتيجي في محور المقاومة حسابات ومحاذير أخرى تمنعه من القيام بأي تحرك أو عمل عسكري يكون بمثابة مستجد يغير من واقع "الستاتيكو" العسكري الفارض نفسه بعناد في ساحة الجنوب اللبناني منذ أيلول الماضي، أي اثر رد "حزب الله" العسكري (استهدف آلية عسكرية بصاروخ في عمق الجليل الأعلى)...