هذا ما يزيد الخطر على المسنّ في فصل الشتاء

ثمة فكرة راسخة في أذهان المسنين والناس عامةً، أن المخاطر على صحة المسنّ تزيد في فصل الشتاء. كم سمعنا عن ارتياح المسنّ لدى انقضاء فصل الشتاء على خير، وكأن عمراً جديداً كُتب له عندها. عن أسباب هذه الذهنية السائدة وأساس المشاكل الصحية التي يواجهها المسنّون، يتحدث طبيب العائلة ماريو الشحروري مؤكداً صحة هذه الأفكار التي لها تفسير علمي وعملي.مما لا شك فيه أن فصل الشتاء والبرد يعتبر أشد وطأة على المسنين عامة، فيما يشير الدكتور الشحروري إلى أن ثمة ثلاثة أسباب فعلية لذلك:

1- ارتفاع معدلات التهابات الجهاز التنفسي والالتهابات الرئوية من رشح وانفلونزا والتهابات الجيوب الأنفية، مع كل ما لهذه الالتهابات من مضاعفات قد تكون لها خطورة ليس على المسن الذي يعاني مشاكل صحية فحسب، بل أيضاً على مجمل المسنين، فيزداد عندها خطر حصول حالات وفاة. كما تزيد المشكلة سوءاً ويرتفع معدل الخطر في حال وجود مشكلات كالربو وغيره من الالتهابات وفي حال التدخين . ويشير الشحروري إلى أن الموسم يبدأ من شهر أيلول ويمتد حتى شهر أيار . وبات معروفاً أن معدل الإصابة بالالتهابات يرتفع عندها ومعها يرتفع معدل الوفيات بين المسنين.

2- ارتفاع خطر الإصابة بجلطات وأمراض في الشرايين والقلب: في أيام البرد، يؤكد الشحروري أن أمراض الشرايين أكثر حجماً من الجلطات، وكذلك أمراض القلب نتيجة تضيّق الشرايين. "في هذا الفصل يزيد معدل الجلطات والذبحات القلبية، ومما لا شك فيه أن الخطر يزيد حكماً في حال وجود مشاكل أصلاً لدى المسن. وبالتالي يعتبر البرد نفسه سبباً في هذه الحالة لهذا النوع من المشكلات وارتفاع معدل الوفيات الناتجة عنها.

3- أسباب ترتبط بالحياة العملية والروتينية: في فصل الشتاء واثناء تواجد المسن في المنزل ثمة ظروف مختلفة في محيطه قد تتسببب له بالأذى. فبشكل خاص إذا كان المسن مصاباً بالباركنسون أو بأي مرض في الجهاز العصبي يكون أكثر عرضة للسقوط خصوصاً في فصل الشتاء حيث تكثر العوائق أمامه من بساط الأرض وغيره. أما في حال سقوط المسن قد يزيد خطر حصول وفاة في هذه الحالة لدى شخص في سن متقدمة، دون أن ننسى الأخطار الناتجة عن التدفئة والتسمم جراء انبعاث غاز الـCO من مختلف أجهزة التدفئة سواء كانت على الحطب أو المازوت. فقد شهدنا حالات عديدة من التسمم لهذا السبب في فصل الشتاء، خصوصاً في الجبال.

يستطيع المسن أن يحمي نفسه

يعتبر المسن أكثر عرضة لمخاطر عديدة لها عواقب خطيرة على صحته في فصل الشتاء، ولكن ثمة إجراءات يمكن اتخاذها للحد من هذه النتائج ومن الخطر الناتج عنها. انطلاقاً من ذلك يشير الشحروري الى أن ثمة حلولاً عديدة وإجراءات وقائية يمكن اللجوء إليها في هذه الحالة في فصل الشتاء حين يزيد الخطر:

- إجراء لقاح الانفلونزا سنوياً في بداية الموسم ليس في وقت لاحق كما يفعل البعض. هذا ما يساعد في الوقاية والحد من معدلات الإصابة بالأنفلونزا وبالتالي من مضاعفاته الخطيرة على المسن.

- تناول اللقاح الخاص للرئتين الذي يجرى لكل من تخطى سن 65 سواء كان يعاني مشكلات صحية أم لا. علماً ان هذا اللقاح يجرى مرة واحدة في الحياة ويسمح بتجنب الإصابة بالتهابات جرثومية لأي كان، وإن كان غير مدخن. مع الإشارة إلى أنه قد لا يشير إليه كافة الأطباء لدى استشارتهم إلا أنه يعتبر ضرورياً في هذه المرحلة العمرية.

- الإكثار من شرب الماء لأن أي التهاب يزيد حدةً في حال مواجهة مشكلة الجفاف في الوقت نفسه.

- غسل اليدين بكثرة للحد من خطر التقاط العدوى ونقلها.

- تناول الفيتامين C الذي يعتبر من الحلول الوقائية التي يجب اللجوء إليها مع بداية الموسم بمعدل مرة في اليوم للحد من معدل الإصابة، فيما لا تفيد في حال تناولها بعد الإصابة. كما يمكن التركيز على مصادره الغذائية من حمضيات وكيوي وفلفل أخضر.

- تناول مكملات الزنك الذي يساعد على الحد من معدل الإصابة بالأمراض الجرثومية في الشتاء لدى تناوله بمعدل حبة في اليوم بعد استشارة الطبيب. مع الإشارة إلى أنه قد يكون من الصعب الحصول على معدلات كافية من الزنك من الغذاء.

- يساعد اتباع نظام غذائي متوازن وصحي على الحفاظ على الصحة العامة  ومن المؤكد أن كل ما يؤثر إيجاباً على الصحة العامة يؤثر حكماً على معدل الإصابة بالالتهابات.

- يجب استشارة الطبيب المختص في حال وجود مشكلة سابقة في القلب أو الشرايين أو غيرها من المشكلات المرتبطة بذلك، كارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين والكوليسترول 

- ممارسة الرياضة بانتظام في الشتاء كما في أي فترة اخرى من السنة.

- اعتماد التدفئة المعتدلة في البيت، على أن تكون حرارة الغرفة بمعدل 25 درجة تجنباً لهبوط حرارة الجسم الذي يعتبر المسن أكثر عرضة له. 

- يجب تهوئة المنزل في حال التدفئة من شباك أو باب خاصة إذا كانت التدفئة بالحطب أو بوسائل أخرى مماثلة وبشكل خاص خلال النوم.

- يجب الحرص عل تجنب كل ما يمكن أن يشكل عائقاً أمام المسن في المنزل تجنباً لتعرضه للسقوط خاصة إذا كان يعاني صعوبات في المشي.

- عند الخروج يفضل ارتداء طبقات متعددة من الملابس بحيث يكون ممكناً التخفيف منها في مكان أقل برودة بدلاً من التعرض للإصابة بالمرض في حال ارتداء ملابس سميكة لا يمكن نزعها.