السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ما صحّة "الأنباء عن مقتل الجنرال الأميركي ستيفن تاونسند في كينيا"؟ FactCheck#

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
ما صحّة "الأنباء عن مقتل الجنرال الأميركي ستيفن تاونسند في كينيا"؟ FactCheck#
ما صحّة "الأنباء عن مقتل الجنرال الأميركي ستيفن تاونسند في كينيا"؟ FactCheck#
A+ A-

أوّل الغيث... "المخابرات الايرانية تغتال الجنرال #ستيفن_تاونسند"، وفقا لمزاعم تتناقلها حسابات وصفحات عل  منصات اجتماعية. "الثأر بدأ"، وفقا لتعليقات. وتأكيدا "للانتقام"، هذا "خبر عاجل" منسوب الى وكالة أنباء "فارس" الايرانية، و"أنباء أولية عن مقتل الجنرال ستيفن تاونسند، رئيس القيادة العسكرية الاميركية في افريقيا"، خلال "استهداف قاعدة عسكرية اميركية في ضاحية نيروبي في كينيا". FactCheck# 

النتيجة: هذه المزاعم لا صحة لها، والجنرال تاونسند لا يزال حيا يرزق. صحيح ان هجوما استهدف، الاحد 5 كانون الثاني 2020، قاعدة عسكرية في كينيا اوقع ثلاثة قتلى اميركيين، جندي ومقاولَين، وتبنته حركة الشباب الاسلامية الصومالية، غير ان تاونسند بخير. وقد اصدر بيانا بعد الهجوم، توعد فيه "بمطاردة المسؤولين عنه والشباب الذين يسعون لمهاجمة الأميركيين والإضرار بالمصالح الأميركية" (أ ف ب، 5 ك2 2020).

يشار الى ان موقع القاعدة العسكرية التي استهدفها هجوم حركة الشباب، ليس في ضاحية نيروبي، كما جاء في الزعم، بل في لامو جنوب شرق كينيا قرب الحدود الصومالية. 


"النّهار" دقّقت من أجلكم

الوقائع: منذ ساعات، تكثف تناقل هذا "الخبر العاجل" المزعوم على الواتساب وفي مختلف المنصات الاجتماعية، لا سيما فيسبوك وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، في وقت نشرت حسابات "#عاجل المخابرات الايرانية تغتال الجنرال تاونسند"، و"إيران قتلت الجنرال  تاونسند". وقد أُرفق في عدد منها وسم "#انهاء_الوجود_الامريكي"...  

وقد انتشر هذا الخبر المزعوم بالتزامن مع مراسم تشييع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني، ونائب قائد الحشد الشعبي أبو المهدي المهندس، والتي انطلقت من العراق (السبت 4 كانون الثاني 2020)، وصولا الى ايران (الاحد 5 منه)، وذلك بعد مقتلهما مع آخرين في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي الجمعة 3 منه. 

التدقيق: 

-أولا، بحثا عن الصورة المتناقلة، نعم انه الجنرال ستيفن تاونسند Stephen Townsend، قائد القيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا (أفريكوم). ويمكن ايجادها هنا، في موقع Stars and Stripes المتخصص بالاخبار العسكرية الاميركية، على سبيل المثال. 

-هل وقع هجوم على قاعدة عسكرية اميركية في ضاحية نيروبي بكينيا، وفقا للزعم؟ 

يظهر البحث ان هجوما شنّه مقاتلو حركة الشباب الاسلامية الصومالية، الاحد 5 كانون الثاني 2020، على قاعدة تعرف باسم "معسكر سيمبا" في خليج ماندا، قرب جزيرة لامو السياحية، وفقا لما تورد وكالة فرانس برس (هنا، النهار الاحد 5 كانون الثاني 2020). ووفقا للتفاصيل، هذه القاعدة العسكرية المستهدفة أميركية- كينية، تقع في لامو جنوب شرق كينيا، بالقرب من الحدود مع الصومال.

وهذا يعني اذاً ان موقع القاعدة ليس في "ضاحية نيروبي"، وفقا لما يزعمه الخبر المتناقل، بل في منطقة حدودية بعيدة. واليكم لقطة شاشة لخريطة من موقع غوغل مابس تظهر موقعي لامو (العلامة الحمراء) ونيروبي (الاشارة الكحلية): 

-ما كانت حصيلة هذا الهجوم؟ وهل قُتِل فيه الجنرال تاونسند، رئيس أفريكوم، وفقا لما يزعمه الخبر المتناقل؟ 

في حصيلة أعلنتها القيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا (أفريكوم)، قُتل ثلاثة اميركيين، الاحد 5 كانون الثاني 2020، في الهجوم الذي شنه مقاتلو حركة الشباب الاسلامية الصومالية على القاعدة العسكرية في كينيا. والقتلى الاميركيون هم "جنديّ ومتعاقدان مع البنتاغون" (أ ف ب، 5 ك2 2020).  

وقالت أفريكوم، في بيان نشرته وكالة فرانس برس، إنّ موظّفَين اثنين آخرين في البنتاغون اصيبا بجروح، من دون ان تعطي مزيدا من التفاصيل حول هوية الضحايا. وقالت أفريكوم لوكالة فرانس برس إنّ الأشخاص الثلاثة الذين قُتِلوا كانوا جميعا من الجنسية الأميركيّة. 

وقال قائد أفريكوم الجنرال ستيفن تاونسند، في بيان، إنه يريد إظهار "تصميما اقوى" على الرغم من هذه الخسائر. واضاف: "جنبا إلى جنب مع شركائنا الأفارقة والدوليين، سنطارد المسؤولين عن هذا الهجوم والشباب الذين يسعون لمهاجمة الأميركيين والإضرار بالمصالح الأميركية". وتابع: "ما زلنا ملتزمين منع الشباب من الاحتفاظ بملاذ آمن يمكنهم من خلاله شن هجمات مميتة".

كذلك، أوردت وكالة فرانس برس ان حركة الشباب الاسلامية الصومالية اعلنت مسؤوليتها عن هجوم الأحد. وأكدت في بيان أنها "نجحت في مهاجمة القاعدة العسكرية المحصنة بشدة، وباتت تسيطر حاليا على جزء منها". وتحدثت عن سقوط ضحايا كينيين وأميركيين. وأوضحت أن هذا الهجوم يندرج في إطار حملتها بشعار: "القدس لن تهوَّد أبدا"، وهي عبارة استخدمت للمرة الأولى في هجوم على مجمع دوسيت الفندقي الراقي في نيروبي في كانون الثاني 2019، أسفر عن سقوط 21 قتيلا.

اذا، الجنرال تاونسند حيّ يرزق، وقد أصدر بيانا حول الهجوم، وذلك بخلاف ما يزعمه الخبر المتناقل. خبر الهجوم وتصريح تاونسند نشرتهما ايضا مواقع اخبارية عالمية عدة (هنا، هنا، هنا).

يشار الى ان الجنرال تاونسند اصبح القائد الخامس لأفريكوم في 26 تموز 2019، وفقا لما يورد موقع أفريكوم عنه (هنا).

كذلك، يشار الى حركة الشباب الاسلامية الصومالية التي اعلنت مسؤوليتها عن هذا الهجوم، ترتبط بتنظيم "القاعدة" في غرب افريقيا، وذلك بما يتنافى مع مزاعم نشرتها حسابات عن دور لـ"المخابرات الايرانية او ايران". 

-بحث أخير اجريناه في موقع وكالة انباء فارس الايرانية عن نشرها خبر "مقتل الجنرال تاونسند"، وفقا لما يتم تناقله. وقد جاءت النتيجة: صفر (في موقعها بالعربية). وقد امكن ايجاد خبر (هنا) نشرته عن هجوم كينيا، بعنوان: "تدمير طائرات ومركبات أميركية بهجوم في كينيا". ولا ذكر فيه اطلاقا عن مقتل تاونسند. 

النتيجة: ما يزعمه الخبر المتناقل عن مقتل الجنرال تاونسند في كينيا لا صحة له اطلاقا. صحيح ان هجوما شنته حركة الشباب على قاعدة عسكرية اميركية- كينية في منطقة لامو قرب الحدود مع الصومال، وقد اسفر عن 3 قتلى أميركيين، غير ان الجنرال تاونسند لم يُقتل، وفقا للزعم المتناقل، وهو لا يزال حيا يرزق. 

[email protected]





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم