وجوه مميّزة في انتفاضة صيدا... اسماعيل حفوظة انتفض قبل انتفاضة 17 تشرين الأول

أحمد منتش

قبل 25 يوماً من اندلاع الانتفاضة الشعبية على امتداد الساحات في المناطق اللبنانية، كانت مجموعة صغيرة من الشبان والشابات اتخذت قراراً بالانتفاضة على الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي، وأقامت في حديقة ساحة الشهداء في صيدا خيمتين للاعتصام المفتوح وللتباحث في أطر وأشكال التحركات الاحتجاجية، وعلّقت داخل الخيمتين عدة مطالب منها إسقاط النظام الفاسد ومحاكمة الفاسدين، من دون أن يأبه أو يكترث لحراكهم سوى الأجهزة الأمنية والمخابراتية التي كانت تراقب عن بعد حركة دخولهم وخروجهم من الخيمتين، بعد أن فشلت في طلبها من أفراد المجموعة تفكيك الخيمتين وعدم التجمع أو التواجد في الساحة.

بدايةً كانوا 8 أشخاص فقط، وبعد أسبوع أنضّم إليهم ناشطون مستقلون ومن أحزاب وطنية ليصبح عددهم نحو 25 شخصاً.

[[embed source=vod id=11800 url=https://www.annahar.com/]]

إسماعيل حفوظة كان أحد نواة هذه المجموعة الصغيرة التي اتخذت قرارها بالانتفاض على الواقع المعاش وعلى السلطة ورموزها قبل انتفاضة 17 تشرين الأول. عمره 44 عاماً، من مواليد حي الزويتيني في صيدا القديمة، ومن سكان الحيّ، متزوج ولديه 4 بنات، كان يدير منتدى ومقهى الصيداوي في البلد القديمة ـ صيدا، ومنذ ليل الخميس في 17 تشرين الأول ترك عمله وتفرغ لمواكبة حراك صيدا جنباً إلى جنب مع شقيقه اسماعيل (43 عاماً)، الذي طُرد من عمله في إحدى دول الخليج بسبب مواقفه الوطنية، كما قال إسماعيل لـ "النهار".

وبعد أن يتحدث حفوظة عن دور المجموعة في تنظيم سلسلة من الاحتجاجات داخل الأحياء السكنية قبل السابع عشر من تشرين الأول، وعن زيارة النائب أسامة سعد لهم في الساحة مبدياً تضامنه معهم، روى بإسهاب اللحظات الأولى لانطلاق أول تظاهرة من ساحة الشهداء مساء الخميس بعد أن انضم إليهم نحو 50 شاباً وفتاة، وجابت التظاهرة شارع رياض الصلح وساحة النجمة وصولاً إلى مبنى أوجيرو، "وبعد اعتصامنا لساعات توجهنا إلى ساحة إيليا وقمنا بقطع الطريق بكل الاتجاهات وإشعال الإطارات عند مداخل المدينة، وأعلنّا صباح اليوم الثاني إضراباً عاماً في المدينة، وتجاوبت معنا غالبية أبناء المدينة، وأول ما قمتُ به تسليم مفاتيح المقهى والمنتدى في صيدا القديمة، وتفرغت كلياً لمواكبة حراك صيدا في ساحة إيليا التي أطلقنا عليها اسم ساحة الثورة".

ونوّه حفوظة بدور تلامذة المدارس في الحراك، مشدداً على بقائه في الساحة حتى تحقيق مطالب الثوار، وما يهمه كحد أدنى أن يتمكن من تعليم بناته، وأن يضمن لهنّ عناية صحية، وأن يعشن في بلدهن بكرامة، وألا يشعرن بأي مهانة أو يحتجن إلى وساطة من أيٍّ كان حتى يتوظفن بعد إتمام دراستهن وتخرجهن.

ويبدي حفوظة تفاؤله بتحقيق مطالب الثوار، ويرى أن الشعب الذي استطاع مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والانتصار عليه قادرعلى مقاومة هذه السلطة الفاسدة والانتصارعليها.