اختراعات ما كنّا لنشهدها لولا السفر إلى الفضاء!

جاد محيدلي

وصول الإنسان الى الفضاء يعتبر من أكثر الإنجازات أهمية عبر التاريخ، ومنذ إنشاء وكالة الفضاء الأميركية "الناسا" في عام 1958، قامت بتوفير الأبحاث حول مشكلات الطيران داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض. ولم تكتفِ فقط بالهبوط على سطح القمر، أو اكتشاف كواكب جديدة، ولكن ساهمت بحصول اختراعات كثيرة غيّرت حياتنا تماماً.

وفي التالي سنقدم لكم أبرز الاختراعات التي ما كنا رأيناها لولا السفر الى الفضاء:

كاميرا الهواتف

خلال التسعينيات، قام فريق تابع لمختبر "الناسا" بالبحث عن طرق لتحسين أجهزة استشعار الصور حتى يتمكنوا من استخدام كاميرات مصغرة على المركبات الفضائية من دون التضحية بجودة الصورة. انتهى الباحث الرائد إريك فوسوم بإنشاء مستشعرات بكسل نشطة من تكنولوجيا أشباه الموصلات التكميلية لأكسيد الفلز (CMOS). ويتم الآن إنتاج أكثر من مليار من مستشعرات صور CMOS كل عام وتستخدم في جميع الكاميرات الرقمية تقريباً. وبدون هذا الاختراع، من غير المرجح أن يكون لدينا حتى كاميرات الهواتف المحمولة.

 أجهزة تنقية المياه

في السبعينيات، عقدت "الناسا" شراكة مع شركة أبحاث (URC) لمعرفة كيفية تنقية مياه الشرب في رحلات الفضاء الطويلة. في نهاية المطاف، طوروا نظاماً للقضاء على الآفات الحيوية، والتي قضت على الحاجة إلى استبدال متكرر للخرطوشة المستخدمة لتنقية إمدادات المياه. تُستخدم هذه التقنية الآن لتنقية شبكات المياه الكبيرة في العديد من الدول النامية، حيث تنقّي مياه الشرب لآلاف الأشخاص كل يوم.

معدات رجال الإطفاء

عند إعادة الدخول للغلاف الجوي للأرض، يواجه رواد الفضاء درجات حرارة قصوى. لتوفير العزل والحماية المناسبين، طورت "الناسا" مجموعة من الأقمشة النسيجية المقاومة للحرارة واللهب المصنوعة من بوليمير بولي البنزيميدازول Polybenzimidazole، لاستخدامها في بدلات الفضاء والمركبات الفضائية. بعد ذلك، تم تقديم هذه المواد في أواخر السبعينيات لاستخدامها في معدات مكافحة الحرائق وساهمت بحماية الكثير من رجال الإطفاء.

زراعة القوقعة الصناعية

في السبعينيات، أصيب آدم كيسياه جونيور، وهو مهندس ضعيف السمع في مركز كينيدي للفضاء الشهير التابع للناسا، بالإحباط من حالة أجهزة السمع. فكان يمكن للأجهزة فقط تضخيم الصوت، وليس جعله أكثر وضوحاً. استغل كيسياه التقدم التكنولوجي في المركز لتطوير زراعة قوقعة الأذن لتنتج نبضات رقمية لتحفيز النهايات العصبية السمعية وإرسال إشارات سمعية أكثر وضوحاً ونهائية إلى الدماغ. استغرق استكمال بحثه وتطويره حوالى 3 سنوات، وفي عام 1977 حصل على براءة اختراع لزراعة قوقعة الأذن. 

GPS

ابتداءً من منتصف تسعينيات القرن الماضي، بفضل وكالة الناسا، طور خبراء استكشاف الفضاء برنامجاً قادراً على إصلاح بيانات GPS غير المصححة. كان مصدرها في الأصل وكالة "الناسا" للقوات الجوية الأميركية، ولكن منذ ذلك الحين تم تقاسمها مع الطيارين التجاريين والخاصين، كما أصبحت تستخدم في الهواتف والسيارات وبتنا نعتمد عليها في تحركاتنا اليومية.