الذهب القابل للأكل... كيف يصنّع وما هي مضارّه؟!

حسام محمد

تنتشر الوجبات المطلية بالذهب الخالص شيئاً فشيئاً حول العالم، إذ لم يعد الذهب، ذلك المعدن الثمين الواجب حفظه في أماكن مخصصة بالنسبة للبعض، بل تحول إلى دلالة على درجات عالية من الرفاه والمفاخرة، علماً أنّ تناول الذهب ليس بالأمر الحديث فعلياً.

ووفقاً لتقرير نشره موقع "science abc" فإنّ تاريخ تناول الذهب يعود إلى آلاف السنين، حيث اعتُبر كدليل على القوة والثروة، في التقاليد الصينية واليابانية والمصرية القديمة، على الرغم من أنّ الذهب ليس له أي طعم.

طريقة تصنيعه!

في الواقع أصبح للذهب أو الفضة، القابلين للأكل عدة أشكال، منها الرقائق، والفتات المسحوق، وغيرها، حيث يشير التقرير إلى أنّ أكل الذهب يجب أن لا يتجاوز كميات ضئيلة محددة، الأمر الذي يحصر الصعوبة في تصنيعه، على جعله رقائق رقيقة جداً، وهو الأمر المطلوب أيضاً، كي تكون قابلة للطي والتفتت وبالتالي التمكن من ابتلاعها.

وعلى الرغم من أنّ تصنيع الذهب القابل للأكل، كان مهمة صعبة قديماً تحتاج إلى ماهرين في صناعته، إلّا أنّ التكنولوجية الحديثة، أصبحت قادرة على إنتاجه بسهولة كبيرة. 

تناول الذهب... آمن أم لا؟!

في الواقع يعرف الذهب على أنّه عنصر خامل كيميائياً، ما يعني أنه عنصر لا يقوم الجسم بهضمه، كما أنّه لا يتفاعل مع المواد والمركبات الكيميائية الأخرى بطرق خطيرة، الأمر الذي يعني أنّ الذهب سيمر من الجهاز الهضمي وكأنّ شيئاً لم يكن، خاصة أنّ الكميات التي يتناولها الشخص كميات ضئيلة جداً.

من جهة أخرى فإنّ للذهب الصالح للأكل معايير خاصة، إذ يجب أن يكون الذّهب من عيار 22 إلى 24 قيراطاً، ما يعني أنه يجب أن لا يقل عن 90% ذهباً خالصاً، جنبًا إلى جنب مع 10% من معدن نقي آخر كالفضة، إذ يمكن أنّ تسبب هذه النسبة الضئيلة خطراً في حال كانت من معادن خطيرة قابلة للهضم.

الفضة أمر مختلف!

الفضة ليست مشابهة للذهب تمامًا، نظرًا لوجود أشكال أيونية وغير أيونية من هذا العنصر، حيث إنّ الجسم لا يمتص النسخة غير الأيونية ما يجعلها آمنة للاستهلاك، بينما بإمكان النسخة الأمونية أن تتسبب بالتسمم، لكونها قابلة للهضم بشكل طبيعي، لذلك يشير التقرير إلى أهمية معرفة مصدر أي ورقة فضية توضع على الطعام في سبيل أكلها.

وعلى ما سبق فإنّ التقرير أكّد على أنّه من الصعب معرفة مدى الأمان في تناول الوجبات المطلية بالمعادن، ما لم يتم معرفة مصدرها ونسب تركيبها والعناصر الكميائية الداخلة فيها، وهو أمر شبه مستحيل لأنّ تكلفته تضاهي تكلفة الوجبات الثمينة المطلية بتلك المعادن.