السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"مصانع للخضر" تنبت في مدن اليابان لمواجهة تراجع إنتاج الأرياف

المصدر: "أ ف ب"
"مصانع للخضر" تنبت في مدن اليابان لمواجهة تراجع إنتاج الأرياف
"مصانع للخضر" تنبت في مدن اليابان لمواجهة تراجع إنتاج الأرياف
A+ A-

تنبت في الأراضي الواقعة على تخوم المدن اليابانية "مصانع خضر" ممكننة لسد حاجات سكان #الأرياف الآخذة أعدادهم في التناقص ومواجهة تبعات الكوارث الطبيعية المتكررة.

إنه مبنى عادي في قلب مدينة صناعية وموقع لمراكز البحوث بين كيوتو وأوساكا في غرب اليابان. لا شيء يشي من الخارج بأن نبتات من الخس تنبت في هذا الموقع التابع لشركة "سبريد" حوالى 11 مليون حبة خس سنويا (يوزع منها 30 ألف حبة يوميا)، بالاستعانة بخدمات 25 موظفا فقط.

كل شيء يحصل خلف واجهة زجاجية داخل قاعة معقمة مليئة برفوف كبيرة جدا لناحية الحجم والطول والعرض. وتنقل روبوتات باستمرار الخضر من مكان إلى آخر طوال النهار. وبموازاة تضخم حجمها، تنقل الخضراوات إلى مواضع تكون فيه درجة الإنارة والحرارة والرطوبة متكيفة مع مرحلة نموها. وكل هذه العملية تحصل من دون أي مبيدات حشرية أو تربة لكن باستخدام المياه الغنية بالمغذيات.

وإلى جانب الدنمارك، تصنف اليابان منذ عقود رائدة في المهمة الشاقة لتطوير "مصانع خضر بالاستعانة بأنوار اصطناعية". وقد خاضت مجموعات عملاقة بينها "باناسونيك" و"توشيبا" و"تي دي كاي" و"فوجيتسو" هذا الغمار محققة نتائج متفاوتة، وذلك من خلال تحويل خطوط إنتاج شبه الموصلات إلى "مزارع عمودية" وعبر تطوير أنظمة إنارة ولواقط وتقنيات أخرى مخصصة لهذه الغاية.

غير أن "سبريد" التابعة لمجموعة كانت في الأساس شركة لتوزيع الخضر، هي من الجهات النادرة التي نجحت في تحقيق أرباح تجارية في هذا الإطار.

ويوضح رئيس الشركة شينجي إينادا "في البداية، كان ثمة صعوبة في بيع الخس، غير أننا نجحنا بسهولة نسبيا في تحقيق صورة جيدة عن علامتنا التجارية لجذب الزبائن لأننا نستطيع الإنتاج بالجودة والسعر عينهما على مدار السنة".

أما عن السر في ذلك، فيجيب إينادا "لا نسجل سوى القليل من الخسائر" كما أن المنتجات التي يمكن إيجادها بسهولة في المتاجر الكبرى في كيوتو وأيضا في طوكيو، يمكن حفظها لوقت طويل. وقد استغرق تطوير هذا النظام الأوتوماتيكي سنوات طويلة.

وفي مصنع آخر أكثر قدما لشركة "سبريد" في طوكيو، تنتج فيه 21 ألف نبتة يوميا، ينقل حوالى 50 موظفا النباتات، وهي "مهمة شاقة" بحسب موظفة.

ويشير إينادا إلى أنه تساءل عن الجدوى البيئية لمثل هذه الأنظمة قبل الانطلاق في هذا النشاط، غير أن أسبابا أخرى أعطته حافزا لخوض هذا الغمار، مضيفاً "بفعل النقص في اليد العاملة ونقص الربحية في القطاع الزراعي وتراجع الإنتاج، كنت أشعر بالحاجة إلى نظام إنتاج جديد". ويبلغ معدل أعمار المزارعين اليابانيين 67 عاما.

ويضيف "صحيح أننا نستخدم مزيدا من الطاقة مقارنة بالزراعات التي تستعين بالطاقة الشمسية، لكن لدينا في المقابل إنتاجية أكبر على مساحة مشابهة".

وفي نظام الزراعة العمودية لا حساب للمواسم، إذ يتم إنتاج النوع نفسه من الخس بواقع ثماني مرات سنويا. أما لناحية كمية الماء الذي يعاد استخدامه بنسبة 98 في المئة في نظام حلقة مغلقة، فهي ضمن مستويات دنيا مقارنة بكمية المياه المستخدمة في الزراعة التقليدية.

ويقول رئيس الشركة "مع كل هذه الخصائص، أرى أننا نساهم في زراعة مستدامة من أجل مجتمعنا".

وقد بدأت "سبريد" تستنسخ هذا النظام الزراعي في أماكن أخرى في اليابان للتقريب أكثر بين مواقع الإنتاج ونقاط الاستهلاك. ويجري إنشاء مصنع في ناريتا قرب طوكيو في منطقة شيبا المنكوبة هذا العام بفعل إعصارين قويين. ويجري الإعداد لمشاريع أخرى في اليابان وأيضا في الخارج.

ويوضح "في إمكاننا بسهولة تصدير نظامنا الإنتاجي إلى بلاد حارة جدا أو الاستثمار في المناطق ذات المناخ البارد لزرع الخضر".

وفي الوقت الحاضر، تعد اليابان حوالى 200 موقع لزراعة الخس بالاستعانة بالإنارة الاصطناعية، غير أن القسم الأكبر هو بحجم صغير. وبحسب شركة "إينوبليكس" المتخصصة للدراسات، سيرتفع العدد إلى 400 في 2025.

ويصنف الخس من الخضر التي يسهل إنتاجها في هذه الظروف الاصطناعية. لكن قد يتم إنتاج فراولة وطماطم ومنتجات أخرى بهذه الطريقة مع أنظمة مدارة بواسطة أجهزة الكمبيوتر.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم