الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

طهران تلوِّح لواشنطن بـ"عواقب" للغارات \r\nالسيستاني يرفض تحويل العراق ساحة

طهران تلوِّح لواشنطن بـ"عواقب" للغارات \r\nالسيستاني يرفض تحويل العراق ساحة
طهران تلوِّح لواشنطن بـ"عواقب" للغارات \r\nالسيستاني يرفض تحويل العراق ساحة
A+ A-

ارتفعت الى 25 قتيلاً حصيلة الغارات الجوية الأميركية التي استهدفت ليل الأحد قواعد لـ"كتائب حزب الله" العراقية الموالية لايران، قرب مدينة القائم وعلى امتداد الحدود العراقية - السورية في غرب العراق، رداً على مقتل أميركي في هجوم صاروخي، الأمر الذي أثار استياء في العراق وإيران، بينما وصف "البنتاغون" الهجمات بأنها كانت "ناجحة".

وشنت القوات الأميركية سلسلة غارات مساء الأحد على منشآت قيادة وتحكم تابعة لـ"كتائب حزب الله"، أحد أبرز الفصائل الموالية لإيران في "الحشد الشعبي" الذي يعد جزءاً من القوات العراقية ويخضع بعض فصائله لهيمنة إيرانية.

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس موسوي بأن "هذه الهجمات أثبتت مرة أخرى زيف مزاعم الولايات المتحدة عن مقاتلة داعش، إذ أن الولايات المتحدة استهدفت مواقع قوات كانت توجه ضربات مدمرة إلى إرهابيي داعش على مر السنوات الماضية"، في إشارة إلى "داعش".

ورأى أن "الولايات المتحدة كشفت بهذه الهجمات دعمها القوي للإرهاب، متجاهلة استقلال وسيادة الدول وسيادتها، ويجب أن تتحمل عواقب عملها غير القانوني". وأكد أن وجود القوات الأجنبية في المنطقة هو سبب انعدام الأمن والتوتر فيها، و"على الولايات المتحدة أن تنهي وجودها المحتل في المنطقة".

وجاء في بيان رسمي أصدره مسؤول مديرية الحركات في "الحشد" جواد كاظم الربيعاوي أن "حصيلة الاعتداء الغاشم على مقار اللواءين 45 و46 بلغت 25 شهيداً و51 جريحاً"، وأن "عدد الشهداء قابل للارتفاع نظراً إلى وجود جرحى في حالة حرجة وإصابات بالغة".

وكان وزير الدفاع الاميركي مارك إسبر صرح الاحد بأن الغارات على قواعد الكتائب الموالية لإيران في العراق وسوريا كانت "ناجحة"، ولم يستبعد ضربات أخرى "إذا اقتضى الأمر من أجل الدفاع عن النفس وردع الميليشيات أو إيران" عن ارتكاب أعمال عدائية. وكشف أنه ناقش في وقت سابق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب "خيارات أخرى مطروحة"، بعد 11 هجوماً صاروخياً خلال الشهرين الأخيرين على المصالح الأميركية في العراق، الذي يشهد انتفاضة على السلطة وطهران، فيما تبدو واشنطن غائبة عنه سياسياً.

وندد ناطق باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، بـ"انتهاك السيادة العراقية".

السيستاني

وفي بيان استرعى الانتباه، ندد المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني بالغارات، وطالب باحترام سيادة العراق.

وقال إن "ممارسات غير قانونية يقوم بها بعض الأطراف" يجب ألا تستخدم ذريعة لانتهاك سيادة العراق، لافتاً إلى أن "السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنية بالتعامل مع تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها، وهي مدعوّة إلى ذلك وإلى العمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية".

وتوعدت فصائل "الحشد" برد قوي.

وحذر القيادي العراقي البارز في "الحشد" جمال جعفر إبراهيمي، المعروف بأبو مهدي المهندس، من رد قوي على القوات الأميركية في العراق، قائلاً إن "دماء الشهداء لن تذهب سدى وردنا سيكون قاسياً جداً على القوات الأميركية في العراق".

ورأت جماعة "عصائب أهل الحق" التي فرضت واشنطن عقوبات على بعض قيادييها أنّ "الوجود العسكري الأميركي صار عبئاً على الدولة العراقية بل صار مصدراً لتهديد واعتداء على قواتنا المسلحة"، و"أصبح لزاماً علينا جميعاً التصدي لإخراجه بكل الطرق المشروعة".

ودعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي حسن الكعبي، المدعوم من تحالف "سائرون" الذي يحظى برعاية رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الحكومة إلى "إتخاذ التدابير اللازمة" لمواجهة الهجمات الأميركية، وهو ما طالبت به أيضاً "منظمة بدر"، احد أبرز الفصائل المسلحة الموالية لإيران.

وندد أيضاً عدد من النواب بالإتفاق العراقي - الاميركي الذي يسمح بوجود قوات أميركية في البلاد.

في المقابل، رحبت البحرين بالغارات الاميركية.

ومنذ 28 تشرين الأول، سجّل 11 هجوماً على قواعد عسكرية عراقية تضم جنوداً أو ديبلوماسيين أميركيين، وصولاً الى استهداف السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء المحصنة أمنياً في بغداد.

وتزامنت الغارات الأميركية مع استمرار التظاهرات التي تشهدها بغداد وغالبية مدن جنوب البلاد.

وتدفع إيران، منذ إستقالة عبد المهدي قبل شهر، لتسمية خلف له يكون موالياً لها.

ولوح رئيس الجمهورية برهم صالح الخميس بالإستقالة، معلناً رفضه مرشحاً اقترحه تحالف موال لإيران لمنصب رئيس الوزراء . لكن ذلك ينذر بتعميق الأزمة السياسية في البلاد خصوصاً مع تنامي نفوذ الجارة الإيرانية.

وكانت آخر تداعيات التظاهرات إقفال حقل الناصرية النفطي في جنوب البلاد يومي السبت والأحد والذي يبلغ إنتاجه مئة ألف برميل يومياً، قبل ان يعاود العمل فيه الاثنين، كما أفادت مصادر نفطية محلية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم