السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - أبعد من الخلاف التجاري الصيني-الأميركي

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - أبعد من الخلاف التجاري الصيني-الأميركي
أرشيف "النهار" - أبعد من الخلاف التجاري الصيني-الأميركي
A+ A-
نستعيد في #نهار_من_الأرشيف مقالاً كتبه عدنان السيد حسين في "النهار" بتاريخ 10 تشرين الأول 1995، حمل عنوان "أبعد من الخلاف التجاري الصيني-الأميركي".كادت الترتيبات المتعلّقة بوضع مدينة الخليل تطيح مفاوضات تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق اوسلو، حول توسيع صلاحيات الحكم الذاتي - الاداري في مختلف مناطق الضفة الفلسطينية. فما الذي تمثّله هذه المدينة بالنسبة الى الطرفين المتصارعين: الاسرائيلي والفلسطيني؟ ولماذا أخّرت التوقيع على الاتفاق الجديد؟ تعتبر مدينة الخليل من اقدم المدن الفلسطينية، فقد عُثر في جبالها على آثار انسان من العصور الحجرية القديمة والمتوسطة والحديثة. سكن هذه المدينة الكنعانيون واطلقوا عليها اسم "قرية اربع"، ثم عرفت باسم حبرون، ويمتدّ تاريخها الى (3500 سنة ق.م). وبحسب الاسطورة التوراتية، فان النبي ابرهيم، لما قدم من أور الكلدانية للمرة الاولى، نزل في نابلس (شكيم) التي كان يقطنها الكنعانيون، ايضاً. لكن ابرهيم ما لبث ان غادر الى مصر، حيث عاد منها ونزل هذه المرة في حبرون (1805 ق.م.)، فغدت منزلاً ومدفناً له ولاولاده من بعده، ومن ضمنهم اسحق ويعقوب ويوسف. اتخذها الملك داود (1010 - 971ق.م)، الذي حكم اربعين سنة، قاعدة له لمدة سبع سنين، ثم تركها الى القدس. بعد الملك سليمان بن داود (971-931ق.م.)، انقسمت المملكة اليهودية الى دولتين متناحرتين، ودبّ فيهما الضعف، حيث خضعت فلسطين، آنذاك، لنفوذ الاشوريين، ثم الكلدانيين، ثم الفرس فالمقدونيين، فالرومان، حتى اصبحت ضمن النفوذ العربي - الاسلامي، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. في اثناء الحروب الصليبية، استولى الفرنجة على الخليل (1168م) وجعلوها مركزاً ابرشياً، وبنوا كنيسة في موقع الحرم، ثم استعادها صلاح الدين الايوبي، فأعاد الحرم الى سابق عهده، وبقيت الخليل تحت السيادة العربية - الاسلامية مثلها، مثل كل المدن الفلسطينية، ثم وقعت تحت السيطرة العثمانية، فالانتداب البريطاني. منذ بداية النشاط الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، كان لمدينة الخليل الاولوية الى جانب القدس في هذا النشاط، حيث حاولت الحركة الصهيونية تجيير الرموز الدينية - التاريخية لليهود في عملها الاستيطاني، وقد استطاع اليهود اقامة حيّ لهم في مدينة الخليل ذاتها. واثناء ثورة (1929) في فلسطين، التي اندلعت آنذاك احتجاجاً على قيام مجموعات يهودية دينية بإثارة مشاعر المسلمين في القدس، وعُرفت بانتفاضة "البراق"، حصلت مصادمات عنيفة بين اهالي الخليل واليهود المستوطنين فيها، هذه المصادمات التي نتج عنها اخلاء المدينة نهائياً من اليهود. وقد ظلّت مدينة الخليل منذ ذلك الوقت عصيّة على النشاط الاستيطاني الصهيوني، حتى استطاعت الدولة العبرية احتلال بقية الاراضي الفلسطينية اثر حرب حزيران 1967....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم