أرشيف "النهار" - أي سياسة زراعية تناسب لبنان وتنمي ريفه؟

نستعيد في #نهار_من_الأرشيف مقالاً كتبه لويس حبيقة في "النهار" بتاريخ 4 تموز 1997، حمل عنوان "أي سياسة زراعية تناسب لبنان وتنمي ريفه؟".ليس هنالك قطاع زراعي غير مدعوم في العالم. والسؤال هو: كيف ومتى وبأي الطرق والوسائل يأتي هذا الدعم. فحتى الدول الكبرى صاحبة الاراضي الخصبة والقطاعات الاقتصادية المنتجة والغنية تساعد بطريقة او باخرى قطاعها الاول لاسباب اجتماعية وانسانية وبيئية معروفة. فالمساعدات يمكن ان تكون مادية او تقنية ارشادية تفيد المزارع وتحسن انتاجه كما تساهم في خفض كلفته وتوسيع اسواقه. فما هي الدروس التي يمكن اخذها من التجارب العالمية الغنية في هذا المضمار وما هو تالياً دور الدولة اللبنانية في مساعدة القطاع الزراعي في الظروف الحالية؟. على الدولة اللبنانية دعم قطاعها الزراعي المهمل منذ سنوات عدة. ان الدعم المادي المحدود لسلع قليلة في هذه الايام الاقتصادية العصيبة يساهم في دعم الانماء الريفي وفي بقاء المواطن قرب ارضه. ومن الافضل طبعاً تخفيف هذا الدعم تدريجاً او تحويله ارشاداً زراعياً عندما تسنح الفرصة لذلك. وما الزيادة الاخيرة في حصة موازنة وزارة الزراعة لسنة 1997 الا خطوة مهمّة في الاتجاه الصحيح. فشل الدعم المباشر وقد اثبت الدعم المادي المباشر والمكثّف عبر المنح او القروض الميسرة الرخيصة فشله في تحسين اوضاع القطاعات الزراعية في كل دول العالم اذ من الصعب جداً مراقبة حسن صرف هذه المساعدات والقروض. وتظهر الاحصاءات في المكسيك وباكستان والفيليبين ان ما بين 25 و50 في المئة فقط من القروض استثمرت في الزراعة. فالمطلوب هو مساعدة القطاع الزراعي عبر الارشاد والتوجيه لزراعة الافضل وزيادة الانتاج مع الانتباه الى الامور البيئية. كما تظهر الوقائع في اندونيسيا والهند والمكسيك ذهاب الدعم المادي الى الاغنياء اي الى الذين ليسوا في حاجة الى مساعدة. ففي المغرب مثلاً، يقدر ان 70 في المئة من...