السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ميشيل حجل أبكتنا ومريم أضحكتنا... إليكم أكثر القصص حزناً وأكثرها أملاً!

المصدر: "النهار"
ميشيل حجل أبكتنا ومريم أضحكتنا... إليكم أكثر القصص حزناً وأكثرها أملاً!
ميشيل حجل أبكتنا ومريم أضحكتنا... إليكم أكثر القصص حزناً وأكثرها أملاً!
A+ A-

ليس سهلاً أن تسترجع ذكريات وقصص طبعت بفصولها الحزينة كما السعيدة أحداث عام بأكمله، بكينا بصمت مع الذين رحلوا وضحكنا في الملأ للذين انتصروا على آلامهم ومرضهم وانتكاساتهم الصحية. الحياة رحلة "طلعات ونزلات"، وجوه رسمت الأمل على وجوهنا من دون أن تعرف ذلك، وأخرى رسمت الدموع لرحيلها. أسماء كثيرة اختبرت المرض وحاربته بكل ما أوتيت لها من قوة، البعض غدره الموت دون سابق إنذار والبعض الآخر ناضل حتى النفس الأخير...في حصاد العام 2019، إليكم أبرز القصص التي كسرت قلوبنا في عالم الصحة وتلك التي أزهرت أملاً:

صورته هزّت الضمائر... محمد الزعبي: "رح يشوفوني ولادي لأول مرة عم بمشي ع إجريي التنَين" (فيديو)

صورة محمد الزعبي يقف على قدم واحدة وعكازه ينظف شوارع طرابلس في الثورة هزّتنا جميعاً، تحوّلت في غضون ساعات إلى الأكثر انتشاراً على مواقع التواصل الإجتماعي. لخّصت صورته صورة مدينة مجروحة ولكنها صامدة لا تعرف الاستسلام. أيقظ فينا محمد الإرادة الثائرة، لم يكن يعرف أنه بوقوفه الراسخ سيتحوّل إلى مثال حيّ للأمل بغد أفضل. ومن صورة إلى مبادرة إنسانية، خضع محمد لجلسات وتحضير قبل أن يُركب جهازاً ويمشي على قدمه دون عكاز. 

صورة محمد الزعبي عكست بعنفوانها التمرد والمعاناة، لقد تحوّل إلى رمز للشجاعة والمثابرة والنضال، ثورته الداخلية يمضي بها في الثورة الكبرى، فبعَد أن فقد رجله ولم يكن يتجاوز عمره السنتين في حادث سير، فاقم تداعياته خطأ طبيّ أدّى إلى بترها "بسبب ضعف الطّبابة، تطوّر الجرح إلى غرغرينا أدّت إلى قطع رجله، هو اليوم يمشي على قدميه دون عكاز ودون رجل مبتورة.

آخر ما قاله جان بيار... "بكّرت كتير مين قال منشوف صورتك ع الحيطان"

بكرّت كتير، مين قال منشوف صورتك ع الحيطان... صار عنا ملاك بالسما". بهذه الكلمات ودع أصدقاء الشاب جان بيار عساف الذي خذله قلبه فجأة وكسر برحيله قلوب محبيه. لم يكن جان بيار يعرف أن الموت سيسبقه، كان يضحك مع أصدقائه قبل أن يستشعر أنه ليس على ما يرام ويُغمى عليه.

ما أقسى الموت، فكيف إذا كان مباغتاً ومفاجئاً؟ برأي صديق عمره كميل شعيا "بالعادة بتقلنا منمشي ورا بعض! هالمرة نحنا مشينا وراك.. للأبد"، يصعب عليه أن يتقبّل رحيل رفيق دربه، شأنه شأن كثيرين من الذين صدموا بوفاة جان بيار بهذه الطريقة المفاجئة. ⁦كيف نُسكت هذا الوجع في داخلهم؟ ما كتبه له أصدقاؤه ومحبوه يكشف عن هذه الشخصية الطيبة التي خلفت وراءها فراغاً قاتلاً. شقيقه الذي يرزح تحت وطأة الألم والفاجعة، قرر الحديث إلينا بهدف إنقاذ باقي الشباب، ما حصل معهم لا يتمناه لأحد. يقول إميل عساف لـ"النهار": "كان يعاني من تنفيس في القلب حيث خضع لجراحة عن عمر 15 سنة لوضع صمام قلب "بلاتينيوم".  كان قد أجرى فحوصاً طبية وكان كل شيء على ما يرام. وفق تقرير الطبيب الشرعي، تعرض جان بيار الى ذبحة قلبية أودت بحياته، لم يحتمل جسمه فتوفي على الفور".

"ما بتمنّى لحدا يعيش يلي عم منعيشو"... ابن السنوات الستّ توقف قلبه فجأة في مدرسته!

ليس سهلاً أن تكتب عن وفاة صبي صغير بشكل مفاجئ، ابن الست سنوات ونصف السنة خذله قلبه فجأة، أغمض عينيه ورحل بعد أن كان يضج حياةً وفرحاً وحركة. كيف يمكن العيش مع هذا الوجع، ومع هذه الصدمة التي لا يتوقع أحد أن يعيشها؟ استوقفتني صورة فادي وهبي، كيف لهذا القلب الصغير أن يتوقف من دون سابق إنذار، نحاول جاهدين فهم ما حصل، الموت صعب على الجميع، فكيف إذا كان مفاجئاً وبهذه السنّ؟

تروي ريما وهبي والدة فادي لـ "النهار" تفاصيل ما جرى مع ابنها قبل أن يفارق الحياة. تريد أن تشارك قصته للتوعية حول كهرباء القلب وإنقاذ حياة آخرين، تقول: "فادي راح بس فينا نحكي كرمال ما حدا يعيش يلي عم نعيشو، ما بتمنى لحدا يمرق بيلي عم نمرق فيه".

أُصيبت لمى وأمّها بالسرطان في الوقت نفسه: "لن أستسلم"

اكتشفت لمى إصابتها بسرطان الثدي وهي في سنّ الثامنة والعشرين، وبعد أسبوع واحد شُخّص المرض لدى والدتها، فكانت صدمة قوية لهما معاً. حاربتا المرض معاً آملتين بالتغلّب عليه يداً بيد، إلا أن والدة لمى خسرت المعركة بعد أشهر من العذاب. قد تبدو قصة لمى وأمّها مظلمة وقاسية، لكنها تحمل اليوم كل معاني الأمل والإيجابية بفضل الرسالة التي تحملها من وفاة والدتها. ها هي اليوم تستعدّ للمشاركة في ماراثون بيروت في سباق الـ42 كلم، آملةً بأن تساهم في إنقاذ آخرين من المرضى المحتاجين الذين قد يعجزون عن تأمين تكاليف العلاج وعيش الأمل بالشفاء.

تحلّت لمى بأمل كبير بأن تصل إلى اليوم الذي تتغلّب فيه هي ووالدتها على المرض بفضل إرادتها الصلبة. فمن اللحظة التي تمّ تشخيص المرض، أملت بالشفاء. إلا أن الأمور كانت معاكسة لطموحاتها. بعد تشخيص إصابتها بسرطان الثدي في مراحله الأولى، وذلك من طريق الصدفة، لم تمهلها الحياة إلا فترة قصيرة قبل أن تأتيها بضربة قاسية مع تشخيص مرض والدتها.

بعد ساعة ونصف ساعة من محاولته إخماد الحريق...سليم بو مجاهد يستسلم "وقف قلبو قبل ما يوصل ع المستشفى"

من منا لا يتذكر النيران التي إلتهت جبال لبنان وهددت المواطنين في المناطق الجبلية؟ هذه الأحداث الأليمة سطرت أيضاً نهاية مؤلمة وقاسية لشاب شجاع رفض ان يبقى مكتوف الأيدي أمام النيران التي اقتربت من منزل محبيه وعائلته. لم يكن الشاب سليم بو مجاهد (33 عاماً) يعلم أن هذه النيران التي يحاول جاهداً إخمادها ستُلهب قلوب محبيه بعد خسارته القاسية. توفي سليم قبل وصوله إلى المستشفى، غدره قلبه بعد استنشاقه الدخان والانبعاثات الناتجة من الحريق. "شهيد الإنسانية" كما يصفه أهله وأقاربه، توفي تاركاً وراءه زوجة وطفلين وعائلة مفجوعة على رحيله. كان يريد أن يحمي الناس ومنازلهم، ما كان يجري على أرض الواقع يصعب وصفه بالكلمات. عاد إلى منزله، كان منهكاً ومتعباً، طلب من والده كوب ماء قبل ان تسوء حالته كثيراً وينقله أصدقاؤه إلى المستشفى".

ميشيل حجل لم تمت بل حلّقت بعيداً: "ما رح خلّي شي يكون أقوى مني"

ما شكّلته ميشيل حجل من قوة وأمل لا يمكن أن يُنتسى بالرغم من رحيلها، أصبحت أيقونة الضحكة والنضال برغم انتكاساتها الصحية مع السرطان الذي عاودها مرتين بقساوة. لم أصدّق ما سمعته وقرأته. اعتقدت أنّها شائعة أخرى كتلك التي سبقتها. لكن هذه المرة كلّ شيء كان يوحي بأنّ هناك خطباً ما، و #ميشيل_حجل التي أغرقتني بإيجابياتها وحبّها للحياة، تركت كلّ شيء خلفها ورحلت...

ليس من عادة ميشيل أن ترحل بهذه الطريقة. هذه المقاتلة الشرسة أدمت #السرطان مراراً وانتصرت عليه. ما الذي جرى؟ كيف لهذا الخبيث أن ينقضّ على جسدها بهذه السرعة ويسرق منها الروح... روح الحياة؟ سبق أن تحدثتُ إلى ميشيل. استمعتُ إليها بإبهار وحبّ وإعجاب. كانت قوية ومؤمنة وحالمة، حتى قلتُ لنفسي بعد مقابلاتي الثلاث معها: "ستفعلها هذه الفتاة وتهزمه". كنتُ متأكدة من ذلك. وكلما أقفلتُ الخطّ معها، ابتسمت ورددتُ على مسمع الجميع: "قوية ومجنونة بالحياة". هي دائماً هكذا، متفائلة وقوية. لا تدع شيئاً يؤثر فيها. حتى هذا الخبيث الذي حاول التسلُّل بوجوه مختلفة، انتصرت عليه ثلاث مرات قبل أن يهزمنا جميعاً. بالتأكيد هي ملكة جمال القلب والروح، وليست الوصيفة الثالثة لملكة جمال لبنان 2016 فحسب، وستبقى في ذاكرتنا "المحاربة الجميلة".

بعد تفوّقه في البروفيه... خذله قلبه باكراً "هيدا الوجع كبير كتير"

استيقظت بلدة تلال بعلبك على خبر حزين بعد وفاة ابنها مجد علي قاسم (15 عاماً) الذي خذله قلبه باكراً وكتب نهاية حزينة لعائلة لم يتسنَ لها ان تفرح بنجاح ابنها طويلاً. كانت الفرحة منذ أيام قليلة تعمّ منزل عائلة قاسم بعد تفوق ابنها مجد بدرجة جيد جداً في شهادة البروفيه، إلا أن الإحتفال تحوّل اليوم الى عزاء ودموع وصدمة بعد رحيل ابنها بشكل مفاجىء، الذي خلّف وراءه عائلة وأقارب وأصدقاء مفجوعين على رحيله.

أن يتوقف قلب ابن الـ 15 عاماً فجأة أفجع قلوب محبيه، ليس سهلاً أن تفقد عزيزاً، فكيف اذا كان في هذا العمر؟! كان مجد نائماً في فراشه قبل أن تُوقظه آلام في ظهره وصدره، لم ينتظر والداه حلول الصباح بل ذهبا به الى المستشفى فوراً، لا سيما أن والده طبيب مختبر ووالدته معالجة فيزيائية. كان مجد ما زال واعياً في المستشفى، وبعد إجراء الفحوص الطبية اللازمة أغمض عينيه مسلماً للموت، ولم تنجح كل المحاولات في إحيائه".

وزير الصحة يوضح الملابسات إثر وفاة راغد قيس: "سأفتح تحقيقاً"

بصمت ومن دون أية مقدّمات رحل الناشط راغد قيس، صاحب صفحة "شرطة المشاهير" بسبب أزمة صحية عانى منها منذ نحو شهر ونصف الشهر. ابن كفرحيم الذي استطاع أن يدخل قلوب الملايين، رحل فجأة صادماً متابعيه ومحبيه بخبر إطباق عينيه للأبد. مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بالفاجعة، أهل الصحافة والفنّ نعوه على صفحاتهم بكلمات مؤثرة، طارحين علامات استفهام عن سبب موته. 

على إثر وفاة صاحب صفحة "شرطة المشاهير" راغد قيس، أكّد المكتب الإعلامي لوزير الصحة جميل جبق، رغم الفترة الطويلة لمرض الشاب (45 يوماً)، لم يطرق احد باب مكتب الوزير ولا الوزارة للمساعدة، ومع ذلك سنفتح تحقيقا بالحادث الذي حصل واسبابه، لاستبيان الامور بعد جمع التقارير والإفادات ذات الصلة، بهدف اتخاذ الاجراء المناسب في حال ثبوت جرم تقصيري من أحد المديرين في الوزارة، أو في المستشفيات".

مارفن ابن الـ4 سنوات توفي قبل الوصول إلى المستشفى... "بسكنتا تودعه اليوم بأسى"

صورته التي توسطت ورقة "النعوة" صدمت كثيرين، ابن الأربع سنوات توفي بين ليلة وضحاها، لم يستوعب أحد ما جرى. مارفن حبيقة، خذلته الحياة باكراً ليترك عائلته واصدقاءه في الصف وكل من عرفه في صدمة وحزن شديد. الحداد يلف المدرسة، هي التي أصدرت قراراً بالإقفال حداداً على ابنها الصغير، وبالرغم من كل الشائعات والتكهنات التي رافقت موته إلا ان الحقيقة الثابتة لغاية الآن ان مارفن توفي نتيجة الالتهاب البكتيري غروب "ألف" "ستريبتوكوكس" المسؤول عن وفاته بحسب نتائج الفحوص المخبرية التي أجراها مختبر مستشفى القديس جاورجيوس (الروم) على فحص السائل الجانبي في محيط الرئتين. فاجعة الموت ألمّت بالعائلة والمدرسة والطلاب والأساتذة وكل من عرف مارفن، حزن لا يُضاهيه اي كلام. 

3 موظفين يُنقذون شاباً من الموت... توقف قلبه في المباراة "بس رجع نبضو رجعتلنا الحياة"

ما شهدته قاعة "شارل هوستلر" في الجامعة الأميركية في بيروت، في 18 كانون الأول، مختلف عن باقي الأيام. حادثة صادمة وقعت فجأة، أثناء مباراة كرة السلة بعد سقوط أحد اللاعبين على الأرض نتيجة توقف قلبه. كل شيء مرّ بسرعة، الوقت كان عدو الموجودين هناك، لكن بفضل التدريب وسرعة البديهة نجح 3 موظفين في إنقاذ ابن الـ 19 عاماً لتكتب له حياة جديدة.

لم يكن الموظفون في قاعة "شارل هوستلر" في أرض الملعب لكنهم سمعوا بالحادثة وتحركوا فوراً. عملية إنقاذ تستحق الوقوف عندها، فهي أكبر دليل على انه يمكننا القيام بشيء قبل ان نخسر احداً نتيجة توقف القلب شرط وجود جهاز مزيل الرجفان القلبي أو ما يُعرف بالـ AED .

في لبنان أنجبت حسن وأمير في الـ61 ...مريم "بس شفتهم صغرت 30 سنة"

بعد أكثر من 23 عاماً من الانتظار، أعطت السيدة مريم عواضة في عمر الـ61 سنة، الحياة لتوأمين هما حسن وأمير. لم تفقد الأمل، وبقيت تحلم أنها ستحمل يوماً طفلاً بين ذراعيها. واليوم تحقق حلمها بطفلين. لا شيء مستحيل، عبارة أصبحت أكثر من واقعية، بعد أن شهد لبنان حالة نادرة بولادة توأمين في عمر 61 عاماً. تطور الطب والإرادة الدائمة ومشيئة الله جميعها كانت حاضرة في حالة مريم إبنة عيترون الجنوبية، هذه الفرحة تختصرها مريم لـ"النهار" بالقول: "الله لا يحرم حدا من كلمة ماما وبابا، أحلى شعور".

لبنان يخسر الدكتور جميل زغيب..."فلترقد نفسك بالسماء"

حلّق طبيب الأطفال الدكتور جميل زغيب خارج هذا العالم بعد سنوات من معركته مع مرض التصلب الجانبي الضموري الذي تسبب له بالشلل الدائم. ابن بلدة حراجل الكسروانية أغمض بالأمس عينيه إلى الأبد، رحلته الطويلة مع المرض جعلته قدوة ومثالاً في الصمود والإيمان وعدم الاستسلام، صاحب مقولة "هو صاحب مقولة ''كل ما قدّمت لي الحياة سببا للاستسلام ، قدّمت لها ألف سبب للمثابرة"، غيّبه الموت بالأمس لكن كلمات التعازي من الشخصيات والسياسيين والمحبين جعلته خالداً في نفوس كثيرين.

انه طبيب الأسطورة الذي استخدم عينيه على تلك الشاشة للتحدث مع الآخرين وتأليف أبحاث طبية عدة وتأسيس الجمعية اللبنانية لمرض التصلب الجانبي الضموري، بالرغم من فقدان قدرته على الحركة والنطق وعدم البلع وعاش على التنفس الاصطناعي. 



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم