الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ثورةٌ حتى... سويسرا

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
ثورةٌ حتى... سويسرا
ثورةٌ حتى... سويسرا
A+ A-
في 12 أيار 2014 نشرتُ في "النهار" مقالًا تحت عنوان: "أيها الشعبُ فجِّر غَضبَك". وفي "النهار" أيضًا (21 أيلول 2015) مقالًا آخَر تحت عنوان "الثوّارُ الحقيقيّون والثورةُ المجازيّة". وفي كلا المقالين دعوتُ شبابَ لبنان إلى الثورةِ، مع أنّي كنتُ يومها وزيرًا في حكومةِ الرئيس تمام سلام.واليوم أغنّي الثورةَ منذ ولادتِها في 17 تشرين الأوّل 2019. أُغنّي جيلَها وهو مُتعدِّدُ الأعمار، وتَنوُّعَها وهو متعدّدُ المطالب، وسلميّـتَها وهي متعدّدةُ المستويات، وحضارتَها وهي متعدّدةُ الثقافات. وبلَغ تعاطفي مع هذه الظاهرةِ المجتمعيّةِ البهيّة ـــ بمنأى عن السياسةِ ـــ حتى "اتّهمني" الوزيرُ سليم جريصاتي بأنّني "صرتُ مُنظِّرَ الثورة".الحماسةُ للثورةِ ليست موجّهةً ضِدَّ الدولة، فالدولةُ القويّةُ هي الغايةُ، والثورةُ السلميّةُ هي الوسيلة. وأصلًا إنَّ تأييدَ الثورةِ نكايةً بالحكمِ هو تحجيمٌ لتاريخيّةِ الحدث. الثورةُ، بجماهيرِها الجامعة، تَسير في مدارٍ مستقلٍّ عن اليوميّاتِ السياسيّة. لها كوكـبُها وللحكمِ كوكبُه. لكنَّ مقاربةَ السلطةِ للثورةِ، بما هي فرصةٌ للتغييرِ من ضِمنِ الدستورِ والشرعيّةِ والمؤسّساتِ، كانت دونَ مستوى الحدثِ ودون مصلحةِ السلطةِ ذاتِها بما هي حاضنةُ شعبِها. الحكّامُ الشيوعيّون في الاتحادِ السوفياتيِّ ودولِ أوروبا الشرقيّةِ تجاوبوا مع مطالبِ شعوبِهم المنتفِضةِ في التسعينات الماضيةِ أسرعَ مـمّا تجاوب مسؤولون لبنانيّون مع الشعبِ اللبناني. أولئك اسْتَوعبوا معنى أن يُسقَطَ تمثالُ لينين في موسكو وجدارُ برلين في ألمانيا. أما هنا، فلا يزالُ البعضُ يَعتبر أنَّ ما يجري "مشوارٌ على شطِّ بحرِ الهوى". هكذا اجتَهد أهلُ الحكمِ في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم