الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تعطُّل ماكينة الإشعاع لمرضى السرطان في مستشفى بيروت منذ 10 أيام... "هالخبيث ما بينطر"

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
تعطُّل ماكينة الإشعاع لمرضى السرطان في مستشفى بيروت منذ 10 أيام... "هالخبيث ما بينطر"
تعطُّل ماكينة الإشعاع لمرضى السرطان في مستشفى بيروت منذ 10 أيام... "هالخبيث ما بينطر"
A+ A-

"المركز معيّد بس مرضى السرطان ما بيقدروا يعيّدوا إذا موجوعين، الماكينة بعدها علقانة وهناك عشرات المرضى في انتظارها"، بهذه الكلمات تُلخص حلا نصرلله ما تعانيه عائلات ومرضى السرطان منذ 16 كانون الأول بعد تعطل مكنة الاشعاع في مستشفى بيروت الحكومي. في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد، تبقى الصحة قضية لا يمكن التهاون بها أو غضّ النظر عنها مهما كانت الأسباب، مريض السرطان لا يتحمل تأجيلاً أو انتظاراً، صرخة بعض الأهالي ومعاناتهم كفيلة في نقل ما نرفض أن نراه أو نعترف به من تقصير أو استلشاق بقصد أو من غير قصد.

من يضمن عدم تطور المرض في ظل التأخير في علاج السرطان؟ لسنا في موقع الاتهام بل لرفع الصوت مع هؤلاء المرضى وعائلاتهم الذين يعيشون وجع المرض والخوف من تدهور صحة أهلهم بسبب هذا التأخير وعجزهم عن نقلهم الى مستشفى آخر بسبب الضائقة المادية. هم في حلقة مغلقة، يتألمون لوحدهم ويصرخون علّ أحدهم يساعدهم على التحرك لبت الأمور. وقد علمت النهار أن مستشفى بيروت الحكومي تواصلت مع مكتب وزير الصحة لمتابعة الموضوع مع مركز البحوث الصناعية، في انتظار ما ستؤول اليه الأمور ومدى امكانية تسليم القطعة بأسرع وقت ممكن. في حين شدد الإختصاصي في الطب النووي الدكتور محمد حيدر على أن "سيتم التواصل مع هيئة البحوث الصناعية بمتابعة القطعة وفحصها وتركيبها الذي يتطلب وقتاً وليست بهذه البساطة. ولكن أعد ببتها في أسرع وقت ان شاء الله". 

تُشاركنا حلا نصرلله معاناتها، والدتها واحدة من مرضى السرطان الذين ينتظرون تصليح الماكينة حتى تتمكن من تلقي العلاج الشعاعي في مستشفى بيروت الحكومي. تقول لـ"النهار" أن "في تاريخ 16 كانون الأول كانت الجلسة الأخيرة لوالدتي قبل أن نتبلغ أن ماكينة الإشعاع معطلة وهم في انتظار وصول قطعة من بريطانيا لإصلاحها. وأكد لنا الطبيب المتابع لحالة والدتي أن القطعة وصلت الى بيروت في 24 كانون الاول وهي في مركز البحوث لفصحها والتأكد منها قبل تسليمها. وبما اننا في فرصة العيد، نحن في انتظار  مركز البحوث للتصديق على القطعة وتسليمها للمستشفى.والحقيقة اننا لا نملك خياراً آخر ، فأي بديل يفرض علينا أعباءً مادية اضافية لا قدرة لنا عليها".

لا تُخفي حلا حالتها "في حال أردتُ نقلها الى مسشتفى آخر، يتطلب الأمر صوراً وفحوصات جديدة بالإضافة الى المواصلات ووضع الطرقات التي لا نعرف متى تُقفل ومتى تكون سالكة. ما يعيشه مريض السرطان يكفيه، لماذا علينا أن نزيد عليه قلقاً ونقصاً وخوفاً من عدم القدرة على إجراء الجلسة؟ نحن لا نطلب سوى الكشف على القطعة حتى يتمكن المرضى من العودة إلى علاجهم. لماذا علينا ان نصطدم كل مرة بخبرية صادمة، حتى الجرعات الكيميائية التي كنا نحصل عليها من الوزارة كانت تصل ناقصة وكنا نضطر الى الدفع لتأمين الجرعة كاملة. اليوم علينا ان ننتظر اصلاح الماكينة حتى نعود الى العلاج".

تعاني والدة حلا من سرطان الثدي في المرحلة الأولى من نوع grade 3 الذي يعتبر من أخطر أنواع السرطانات. وضع والدتي أفضل من غيرها، هذا ما تعترف به حلا لكن النوع الذي تعاني منه شرس وخطير، تقول "لم تخضع والدتي للعلاج الشعاعي منذ 10 أيام، لكن الطبيب أكد لي أن التأخير في حالتها لا يجب أن يتعدى بين 15 و20 يوماً وحالتها أفضل من غيرها لأنها في المرحلة الأولى، إلا ان هناك حالات أخرى لا تتحمل التأخير وعليها أن تتلقى علاجها بصورة يومية.

قصتنا ومعاناتنا ليست إلا عينة صغيرة من واقع أكبر، وفق حلا "هناك حالات كثيرة يواجهون مشاكل وصعوبات أكبر، نحن نتحدث عن مرضى سرطان الذين يجدون أنفسهم اليوم معلقين بحبال الهوى، يعيشون صراعاً بين تأمين الدواء ورفض بعض المستشفيات تأمين الجرعات بسبب الدفع المتأخر من الضمان أو عدم توفر العلاج". 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم