الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رداً على دعم تركي للغرب الليبي...اليونان شرقاً قوات حفتر ضبطت سفينة طاقمها تركي

رداً على دعم تركي للغرب الليبي...اليونان شرقاً قوات حفتر ضبطت سفينة طاقمها تركي
رداً على دعم تركي للغرب الليبي...اليونان شرقاً قوات حفتر ضبطت سفينة طاقمها تركي
A+ A-

يتصاعد التوتر في ليبيا وشرق المتوسط في ضوء إصرار ليبيا على تنفيذ اتفاق التعاون العسكري مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً، بينما احتجزت قوات "الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده المشير المتقاعد خليفة حفتر سفينة طاقمها تركي قبالة السواحل الليبية، في حين بدأت اليونان تحركاً ديبلوماسياً في اتجاه الحكومة الليبية الموقتة في شرق ليبيا الموالي لحفتر.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدى تدشينه غواصة تركية أولى محلية الصنع إن بلاده "لن تتراجع إطلاقاً عن اتفاقاتها البحرية والأمنية المبرمة مع ليبيا"، مضيفاص أن: "تركيا ستزيد الدعم العسكري لليبيا إذا اقتضت الضرورة وستدرس الخيارات الجوية والبرية والبحرية". ولاحظ أن الأطراف الداعمين لحفتر، قال: "يدافعون عن بارون الحرب بدلاً من الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة". واكد أن تركيا وليبيا جارتان بحريتان. كذلك تعهد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أن تقف بلاده بجانب الحكومة الليبية الى أن يتحقق السلام والاستقرار والأمن. وتبنى مجلس النواب التركي السبت، الاتفاق الثنائي بين حكومتي أنقرة والوفاق الوطني الليبية، الذي يشمل إطلاق قوة رد فعل سريع، اذا طلبت طرابلس ذلك. وتدعم تركيا الحكومة الليبية المعترف بها دولياً برئاسة فايز السراج ووقع الجانبان مذكرة تفاهم في شأن التعاون البحري في شرق البحر المتوسط، الى اتفاق أمني قد يعمق التعاون العسكري بين الجانبين.

ويقول ديبلوماسيون ومسؤولون في طرابلس، إن حفتر يحظى بدعم من مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة كما من مرتزقة روس أخيراً. وأثيرت القضية في اجتماع هذا الشهر بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

قوات حفتر أوقفت سفينة

وبعد أيام من إعلان حكومة الوفاق الوطني "الموافقة على تفعيل" مذكرة التعاون العسكري مع تركيا، ضبطت قوات حفتر سفينة تركية قبالة السواحل الشمالية الشرقية للبلاد.

وقال الناطق باسم "الجيش الوطني الليبي" اللواء أحمد المسماري، في بيان نشره على صفحته الرسمية في موقع "الفايسبوك"، أنه "تم القبض على سفينة تحمل علم (غرينادا) يقودها طاقم يتكون من أتراك" وذلك اثناء "دورية في المياه الإقليمية الليبية قبالة ساحل درنة" الواقعة على مسافة 1300 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، لـ"السرية البحرية المقاتلة (سوسة)". وأضاف :"تم جر السفينة إلى ميناء رأس الهلال للتفتيش والتحقق من حمولتها واتخاذ الاجراءات المتعارف عليها دولياً في مثل هذه الحالات". وميناء رأس هلال الواقع ضمن ساحل مدينة درنة يخضع لسيطرة قوات حفتر في شرق ليبيا.

ونشر الناطق العسكري مقطع فيديو يظهر أفراد دورية خفر السواحل يحملون أسلحة خفيفة، كما يظهر عملية اعتراض السفينة وإنزال طاقمها المكون من ثلاثة أشخاص على متن قارب دوريتهم، والتحقيق معهم والتحقق من وثائقهم الخاصة. كما نشر صوراً لجوازات سفر تركية لثلاثة أشخاص.

تحرك يوناني

في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس إلى مطار بنينا الدولي في مدينة بنغازي، على رأس وفد رسمي لإجراء محادثات مع مسؤولين في الحكومة الليبية الموقتة. ويلتقى دندياس رئيس الحكومة الليبية الموقت عبد الله الثني ووزير الخارجية عبد الهادي الحويج، للبحث في العلاقات الثنائية ومذكرة التفاهم الأمنية الموقعة بين أنقرة وحكومة الوفاق الليبية. ومعلوم أن ليبيا منقسمة منذ عام 2014 إلى معسكرين عسكريين وسياسيين متناحرين أحدهما في العاصمة طرابلس والآخر في الشرق. وتخوض حكومة السراج صراعا مع قوات حفتر المتمركزة في شرق ليبيا.

الموقف الأميركي

وفي واشنطن، أفاد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية طلب عدم ذكر اسمه، أن الولايات المتحدة تواصل الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، لكنها لا تنحاز الى طرف في الصراع وتتحدث مع جميع الأطراف الذين قد يكونون مؤثرين في محاولة لصوغ اتفاق يحل الصراع.

وقال: "نحن قلقون جداً من التصعيد العسكري... نرى الروس يستخدمون الحرب الهجينة ويستخدمون الطائرات والطائرات المسيرة... هذا ليس جيداً". وخلص الى أنه "مع تزايد أعداد قوات فاغنر والمرتزقة على الأرض، نعتقد أنها تغير مشهد الصراع وتصعده" في إشارة إلى مجموعة مرتزقة معروفة باسم "فاغنر".

وشدد وزير الخارجية مايك بومبيو على أنه لا يمكن أن يكون هناك أي حل عسكري للصراع، وأن واشنطن حذرت الدول من إرسال أسلحة إلى ليبيا. وكشف أنه نبّه لافروف تحديداً إلى حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.

ويحاول "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر منذ نيسان انتزاع السيطرة على طرابلس. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن حفتر إطلاق "المعركة النهائية" للسيطرة على العاصمة لكنه لم يحرز تقدما يُذكر. وقال المسؤول الأميركي إن مشاركة المرتزقة الروس حتى الآن لم تغير كفة الصراع لمصلحة حفتر. ورأى "أنهم يجعلون الصراع أكثر دموية... لحقت أضرار أخرى بالمدنيين وبالبنية التحتية مثل المطارات... تم استهداف المستشفيات. لكن في الوقت نفسه لا نرى أن حفتر يحقق تقدما". وفي أول رد فعل من الولايات المتحدة على الاتفاقين بين تركيا وليبيا، وصف المسؤول الأميركي مذكرة التفاهم البحرية بأنها "غير مفيدة" و"استفزازية". وقال: "الآن في ما يتعلق بالحدود البحرية، أنت تقوم بترسيم الحدود في اليونان وقبرص... من وجهة نظر الولايات المتحدة، هذا مثار قلق... هذا ليس الوقت المناسب لإثارة مزيد من عدم الاستقرار في البحر المتوسط".

جاء في تقرير لخبراء الأمم المتحدة اطلعت عليه "رويترز" الشهر الماضي، أن أنقرة أرسلت فعلاً امدادات عسكرية إلى ليبيا في انتهاك لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة. وأثار اتفاقها البحري مع ليبيا استياء اليونان والاتحاد الأوروبي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم