رالف يستعيد نظره بفضل جراحة جديدة في لبنان

عندما كان رالف في سن السابعة أي قبل عام ونصف العام من اليوم، لاحظت والدته كارول في أحد الأيام أن عينه اليسرى تبدو أكبر حجماً من الأخرى بشكل بسيط يكاد لا يكون ظاهراً. إلا أن هذا المؤشر كان كافياً لأم لتشعر بالقلق فتقرر سريعاً استشارة الطبيب خوفاً من وجود مشكلة خطيرة يعانيها ابنها. عندها بدأت رحلة رالف من طبيب إلى آخر وتعددت الآراء حول حالته إلى أن خضع للجراحة والتي تجرى للمرة الاولى في لبنان لتخلصه من هذه المشكلة التي كانت تؤثر بشكل واضح في حياته.

"عندما استشرنا طبيبة الاطفال الخاصة برالف طلبت اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي لعيني رالف، فتبين وجود عدة كتل تحيط عصب العين. إلا أنه لم يكن من الممكن اللجوء إلى هذه الجراحة لتعدد الكتل. استشرنا عدة أطباء اختلفت آراء كل منهم. لكن لم تكن فكرة العملية مطروحة بل طلب الأطباء الانتظار ومراقبة رالف ليتم التدقيق بتطور الحالة فإذا كبرت أكثر قد تكون العملية ضرورية".

هكذا تسترجع كارول والدة رالف تلك المرحلة الصعبة التي عاشتها العائلة من دون الوصول إلى نتيجة تخفف من القلق أو تحد من تطور الحالة. في الوقت نفسه حرصت على إرسال ملف رالف وفحوصه إلى بلجيكا علّها تجد آراء مختلفة كفيلة بإيجاد الحلول المناسبة لمشكلة رالف. "كانت فترة صعبة جداً علينا، عانينا فيها. في النهاية فكرت بالسفر لعرض حالته على أطباء في الخارج. وازداد الوضع سوءاً عندما أصبح حجم الكتل يزيد بشكل ملحوظ ويؤثر على شكل العين وعلى الجفن وعينه التي بدت أكبر حجماً. وأصبح الناس يلاحظون هذا التغيير اللافت في عينه فيسألون عن السبب. أعرف جيداً أن هذا كان يؤثر برالف حكماً إلا أنه لم يعبر يوماً عن انزعاجه من حالته بل كان يتكتم عن الموضوع. كذلك في مرحلة لاحقة تأثر نظر رالف وتراجع وكانت العملية ضرورية فلجأنا إلى الدكتور رمزي علم الدين الذي أجرى له الجراحة فكانت عملية ناجحة"

جراحة تجرى للمرة الأولى في لبنان

يشرح الطبيب الاختصاصي في جراحة تجميل وترميم العين الدكتور رمزي علم الدين عن حالة رالف بالقول إنه كان يعاني ورماً وراء العين يتسببب في بروز العين إلى الأمام وزيادة حجمها كما يبدو لمن ينظر إليها . "مع الوقت تراجع نظر رالف ولم يعد يرى بوضوح تام، علماً أن هذه الحالة تنتج عامةً من استعداد جيني وقد تكون موجودة من سنوات لكنها تصبح أكثر وضوحاً مع ازدياد حجم العين بشكل ملحوظ، ويؤدي ذلك إلى ضغط زائد على العين ما يؤدي إلى تراجع في القدرة على النظر".

وبحسب علم الدين كان أهل رالف قد انتقلوا من طبيب إلى آخر ولم تكن الآراء تجمع على ضرورة إجراء جراحة ما كان يتسبب بترددهم. مع الإشارة إلى أن عيناً واحدة كانت مصابة لديه فيما يمكن أن تحصل هذه الحالة في العينين. ويوضح علم الدين أن الموضع المصاب يعتبر حساساً، لهذا يتخوف الأطباء من إجراء الجراحة لارتفاع احتمال حصول نزيف في موضع حساس كهذا بحيث أن جحر العين مكون من شحوم وشرايين وأعصاب وعضلات، وثمة خطر في تعرض عصب العين للأذى في الجراحة بسبب ارتفاع خطر النزف. "كنت قد أجريت عملية مماثلة في الولايات المتحدة الأميركية وكان رالف المريض الأول لي الذي يعاني هذه الحالة ولم أتردد في إجراء الجراحة له لاعتبارها الحل الوحيد.

وقد أجريت العملية من دون شق العين بل تم الدخول إليها من بطانة الجفن وصولاً إلى الورم الذي بلغ حجمه 3 سنتمترات وقد اصبح أكبر من عينه نفسها. عندها تدخل الاختصاصي في الأشعة التداخلية الدكتور نديم المعلم إذ أجريت لرالف حقنة في الورم نفسه بهدف إدخال دواء ملون يسمح بالتصرف بمزيد من الدقة من دون تعريض الأعصاب للأذى. في الوقت نفسه أجريت الـRadio لمعرفة الموضع المحدد الذي وصلت إليه كتلة الشرايين. في خطوة تالية حقنا نوعاً من الصمغ الطبي الذي يسمح بتجميد الشرايين ووضع فيه الدواء الملون الذي يسمح بالتمييز بين الشرايين الطبيعية وتلك المصابة. وبذلك أجريت العملية من دون أن يتعرض ما حول الكتلة لاي أذى أو ضرر بفضل هذه التقنية"

.بعد الجراحة يؤكد علم الدين أن رالف شعر بتحسن ملحوظ وسريع في النظر وعاد شكل عينه طبيعياً بعد أن خف الورم في العين والضغط عليها. فيما الإجراء الوحيد الواجب اتخاذه هو مراقبته خلال عام للتأكد من عدم نمو هذه الكتلة في مواضع أخرى بعد الجراحة، حتى لو كان خطر حصول ذلك منخفضاً نسبياً، كما يشير علم الدين  إلى أنه في حال معاودة الحالة ثمة حقن يمكن إجراؤها عندها. أما اليوم فيرى رالف بشكل طبيعي وعادت العين إلى موضعها الطبيعي وإلى شكلها من دون أي تغيير.