الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ملائكة الميلاد: "أطفالنا ممنوع تجوع"

المصدر: "النهار"
ريجينا الأحمدية
ملائكة الميلاد: "أطفالنا ممنوع تجوع"
ملائكة الميلاد: "أطفالنا ممنوع تجوع"
A+ A-

منذ 17 تشرين الثاني والشعب اللبناني يقدّم صورته الإنسانية بأبهى حللها. بدءاً من تقديم الطعام للمتظاهرين، إلى تنظيف أماكن التظاهر، مروراً بتقديم المساعدات المعنوية والمادية لمن يحتاجها، وصولاً إلى المبادرات الفردية والجماعية تجاه الأطفال رفضاً للجوع والعوز.

وبعد انتحار أب بسبب عدم قدرته على تأمين ألف ليرة لبنانية لطفلته، بادرت مجموعة من سيدات المجتمع اللواتي يقمن أصلاً بالأعمال الخيرية، بالوقوف إلى جانب أطفال لبنان تحت اسم مجموعة "ملائكة الميلاد"، ومن بينهن السيدة سينتيا صباغ التي أعلنت لـ"النهار" أنّ "هدفنا أن نرسم فرحة على وجوه الأطفال، وقلنا ممنوع ألّا يفتح أولادنا في عيد الميلاد لعبة". ومن عكار إلى الجنوب برزت الويلات أكثر، "اتضح أنّ الحاجات تشمل الطعام والثياب، فقمنا بتوسيع مهامنا والتبرّعات لتتوافق مع تلبيتها".

ولأنّ المعاناة الاجتماعية متجذرة لدى الشعب اللبناني، وبما أنّ الأوضاع الراهنة قست على كل فئات المجتمع، تمنت سينتيا أنّ يُصار إلى الإضاءة على أنّ "الشعب جوعان ولا يملك النقود لكي يبتاع طعامه"، فتم توزيع 500 علبة غذائية في الفنار وبصاليم والمنصورية، بالإضافة إلى 1000 لعبة و500 جاكيت، كما سيتم تأمين العدد نفسه لصور وعكار وفالوغا وكرم الزيتون والنبعة. وأفادت سينتيا أنّهن اشترين الطعام من "أجيالنا" و Lebanese food bank الذي ساهم في تعليب الحصص، والذي سيرافقهن لتوزيعها. أمّا feed Lebanese فسيقدّم الطعام لكرم الزيتون والنبعة. وأضافت أنّهن "ابتعنا الألعاب من joue club الذي خفّض ثمن اللعبة إلى 5000 ليرة لبنانية، وسيشاركون بتوزيعها معنا"، مشيرة إلى أنّهن عمّمن "على كل من يريد المساهمة أنّ يقوم بالشراء من joue club ويضع الهدايا في "opera gallery"، لافتةإلى أنّهن "قدمن 100 علبة غذائية و100 لعبة للـ usj".

وكما أصبح واضحاً أنّ طلبات الشعب لا تنحصر بالطعام والملبس بل تعدته إلى مكان أبعد بكثير، فسردت الصباغ ما حصل معها أثناء زيارتها إلى أحد المراكز التي تحتضن الفتيات فقط، قالت: "سؤلنا من قبلهن إنّ كنا مع الثورة وإذا شاركنا بالتظاهرات، وما إن اطمأنوا، حتى حمّلونا رسائلهن لجميع السيدات والثوار، خاصة أنهن لا يستطعن الخروج من مركزهن، أمّا رسالتهن فهي: "ثوروا إنتو السيدات كرمالنا وكرمال حقوقنا". تغصّ بالدموع وتكمل: "أصبحت أحلام بناتنا وبنات البلد سوداء، فلم يطالبن بالطعام وبالثياب بل بالتغيير والمستقبل الآمن".

ولشدة تأثرها بتلك الأصوات الراغبة بحياة أفضل من التي عاشها ذووهن، ذكرت أسماءهن قائلة: "رندلى وإلهام وديزيري وتالا، أعمارهن بين الـ 13 و15 سنة يُردن أنّ يصبحن محاميات للدفاع عن حقوق المرأة، فبناتنا بطلات"، خاتمة برسالة منها لهن: "إلى رندلى وإلهام وكل شاباتنا، أعدكن بأن نكمل مسيرتنا لنؤمّن على قدر ما نستطيع حقوقكن علّنا نصل وإياكن إلى برّ الأمان، وإلى دولة مدنية بعيدة من الأديان والطوائف التي أبلت البلد سياسياً ولحق البلاء حياتنا. أعدهنّ بأنهنّ سيكبرن وسيصبحن محاميات لامعات".

أمّا خطوات "ملائكة الميلاد" القادمة فهي توزيع الطعام والهدايا والثياب غداً السبت الموافق 21كانون أوّل في المحمرة والقرنة وعند الساعة الثانية من بعد ظهر غد أيضاً في فالوغا. والأحد 22 كانون أول في ساحة صور وكرم الزيتون والنبعة، أمّا الاثنين الموافق 23 كانون أول فسيتواجدن في أوتيل مونرو في وسط بيروت لإستقبال الأطفال وتقديم الهدايا لهم. ووفقاً لسينتيا الصباغ "لقد أصبحنا مواطنون لبنانيون فعلا لأننا وحدنا الطبقات الإجتماعية والجميع يحاولون تقديم المساعدات".

انتقلت ذبذبات الخير والعون إلى معظم الأفراد وبانت الأيادي البيضاء التي تحاول انتشال الأطفال والكبار من بئر الفقر بكل أصعدته، علّها تتبدل تلك الملامح الشاحبة على وجوه أطفالنا وتصبح ملامح بريئة تنضح فرح وأمل.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم