5 وجوه تحوّلت إلى رمز للاحتجاج والثورة حول العالم!

جاد محيدلي

إن أردنا وصف عام 2019، فهو بالتأكيد عام الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية والثورات حول العالم. تميزت هذه السنة بأنها كانت بمثابة صحوة للكثير من الشعوب التي نفضت الغبار عنها واحتلت الشوارع لتقف بوجه عدة قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية تختلف من دولة إلى أخرى. وخرج مئات الآلاف من الجماهير الغاضبة إلى الشوارع، في هونغ كونغ وتشيلي وإيران ولبنان والعراق وكتالونيا وبوليفيا والإكوادور وكولومبيا وغيرها من الدول. ورغم اختلاف المطالب والأهداف أو طرق الاحتجاج، إلا أن القاسم المشترك كان غياب العدالة وانعدام المساواة، والظلم والعنف. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والكاميرات بمثابة سلاح بيد المتظاهرين بكل ما للكلمة من معنى، وحتى عندما عمدت حكومات الدول إلى قطع الإنترنت لمنع انتشار الفضائح، تمكّن المتظاهرون الشباب من خرق هذا القانون ونشر الفيديوات التي تُظهر حجم العنف المُرتكب من قبل القوى الأمنية أو "المرتزقة".

وبحسب BBC، تحوّل بعض المتظاهرين إلى رموز احتجاجية وإن لم يكونوا قادة الاحتجاج، واكتسب بعضهم شهرة عالمية. وفي التالي نقدّم لكم أبرز الوجوه الاحتجاجية:

علاء أبو فخر

كان علاء أبو فخر الذي يبلغ من العمر 38 عاماً، مسؤولاً محلياً في العاصمة اللبنانية بيروت، وعضواً في الحزب التقدمي الاشتراكي، إلا أنه شارك في التظاهرات وانتقد علناً وفي مواقع التواصل تصرفات هذا الحزب. وفي تشرين الثاني الماضي، أطلق جندي لبناني النار عليه أثناء مشاركته في قطع الطرقات بمنطقة خلدة في بيروت. وكان أبو فخر ثاني متظاهر يموت في الاحتجاجات، لكن طريقة موته أجّجت الكثير من الغضب، خاصة بعد انتشار مقطع فيديو يظهر مقتله بين يدي زوجته وعلى مرأى من ابنه الصغير.

دانيلا كاراسكو - "لا ميمو"

عُرفت بـ "لا ميمو" أو "ذا ميمي"، كانت فنانة وناشطة تبلغ من العمر 36 عاماً عند بدء مشاركتها في احتجاجات تشيلي. اعتقلتها الشرطة في تشيلي، ثم عُثر على جسدها معلقاً على أسوار إحدى الحدائق في 20 تشرين الأول الماضي. وأشارت تقارير عدة إلى أنها تعرضت للاغتصاب والتعذيب حتى الموت، وقصدَ معذّبوها ترهيب وتخويف غيرها من النساء اللاتي شاركن في التظاهرات لكنهم لم يتمكّنوا من ذلك، بل ازدادت نسبة مشاركة النساء.

صفاء السراي

كان مهندساً، يبلغ من العمر 26 عاماً، كما كان شاعراً وناشطاً معروفاً في مواقع التواصل الاجتماعي التي استخدمها لرفع الوعي بالحقوق السياسية والمدنية في العراق. كما كان يهتم بشأن أزمة البطالة بين الشباب. شارك في تظاهرات مناهضة للفساد في أعوام 2011، 2013، و2015. وفي تشرين الأول الماضي، أصيب في رأسه بأحد فوارغ قنبلة غاز مسيل للدموع، ثم توفي متأثراً بالإصابة.

عين المتظاهرة

في تظاهرات هونغ كونغ، وقعت اشتباكات عنيفة في 11 آب الماضي بين الشرطة والمحتجين، وأُصيبت فيها عين امرأة شابة كانت الشرطة قد أطلقت الرصاص المطاطي تجاه وجهها، وتحديداً باتجاه عينها، بحيث اخترق الرصاص للنظارات الواقية التي كانت ترتديها. وانتشرت مقاطع الفيديو للمصابة وهي راقدة على الأرض والدماء تتدفق من عينها اليمنى. وسرعان ما أصبح وجهها وإصابتها رمزاً لما يصفه المتظاهرون بمنهج دموي متزايد تتبعه السلطات في هونغ كونغ لقمع المحتجين.

ديلان كروز

قُتل هذا الشاب، وهو طالب كولومبي يبلغ من العمر 18 عاماً، في تشرين الثاني الماضي، بعد أن أطلقت شرطة مكافحة الشغب قذيفة تجاهه، قبل أيام قليلة من تخرجه من المدرسة الثانوية. وقال أصدقاؤه إنه أراد دراسة إدارة الأعمال، لكنه كان بحاجة لمنحة. وانضم إلى الاحتجاجات في العاصمة بوغوتا ليعبّر عن المصاعب التي تحول دون حصول الطلبة أمثاله على تعليم جامعي. موته أشعل موجة من الغضب في البلاد، وخرج المتظاهرون في احتجاجات كبيرة بعد ذلك.