هدوء ما قبل العاصفة: رسالتان

رسالة إلى جماعة "العهد" والحلفاء

افهموا جيّدًا، يا أهل الطبقة الحاكمة: لا يخدعنّكم هذا الهدوء المريب. بل يجب أنْ تستولي عليكم الخشية من جرّائه.

انتبِهوا جيّدًا إلى خطواتكم "الواثقة". إنّكم تسيرون فوق حقولٍ من الألغام. الرمال تحت أقدامكم متحرّكة، وستغرقون فيها.

تُعِدّون العدّة خلال عطلة نهاية الأسبوع هذا، اليوم السبت وغدًا الأحد، السابع والثامن من كانون الأوّل 2019، لإجراء الاستشارات الملزمة يوم الإثنين (؟!). لا بدّ أنّكم مطمئنّون جدًّا إلى النتائج التي ستنتهي إليها هذه الاستشارات. عال. مبروكٌ عليكم هذا الاطمئنان. ناموا، والحال هذه، على حرير. واطمئِنّوا.

لا بدّ أنّ الرؤوس الحامية فيكم قد رتّبت توزيع الحقائب أيضًا، خصوصًا السياديّة منها، وخصوصًا جدًّا وأيضًا "المدهنة"، بما يضمن استمرار الائتلاف العظيم، "التيّار الوطنيّ الحرّ" – "حزب الله" – حركة "أمل" – تيّار "المستقبل" – "الحزب التقدّمي الاشتراكي"، والكتل الأخرى. حسنًا فعلتم. حسنًا تفعلون.

أيًّا يكن الرئيس المكلّف، الذي سيحظى بأكثرية الأصوات في الاستشارات، فإنّه لن يحظى بالشرعيّة الشعبيّة والوطنيّة، إذا كان من نادي الطبقة السياسيّة الفاسدة، أو من أذيالها.

قد تحصل الحكومة الموقّرة على ثقة "سيّد نفسه"، مجلس النوّاب الفاقد الشرعيّة.

وقد تقرّر هذه الحكومة (مَن يدري إلى أين قد تأخذكم الرؤوس الحامية؟!) إزاحة قائد الجيش، لضمان سريان المراسيم "الأمنيّة" الرعناء التي ربّما ستتّخذها لتثبيت سلطتها الجائرة.

وقد تعلن هذه الحكومة أحوالًا شبيهةً بالطوارئ، لمنع التجمّع والتظاهر والخطوات التصعيديّة الأخرى المحتملة.

ممتاز. افعلوا ما تشاؤون.

لكنّ هذا كلّه لن يمرّ.

المواطن العاديّ يقول لكم إنّ هذا لن يمرّ.

رسالة إلى الرأي العام

لم يعد عند الناس ما يخافونه: لا الجوع. ولا الانهيار. ولا الإفلاس.

لقد نال الناس من القهر والذلّ ما لا تتحمّله الجبال العاتيات.

هؤلاء الناس جائعون. ومنهارون. ومفلسون. وعاطلون عن العمل.

هؤلاء الناس سيخشون ماذا بعد الآن؟

السلطة تخوّف هؤلاء الناس بالجوع. بالانهيار. وبالإفلاس.

أهلًا بالجوع. وأهلًا بالانهيار. وأهلًا بالإفلاس.

الناس يجب أنْ يكونوا "سعداء" لا خائفين من جرّاء ذلك.

ممّ سيخافون بعد الآن؟ وممّن سيخافون.

المواطن الفقير الجائع المفلس يقول لهم: ليته يتحقّق هذا الانهيار. ليته يقترب هذا الإفلاس.

الانهيار أو الإفلاس الذي قد يحصل، هو الانهيار الذي سيصيب الخمسة (أو العشرة) في المئة، مالكي أكثر من ستّين في المئة من الثروات والودائع.

إنّه انهيار هؤلاء خصوصًا. وبسبب من ذلك، هم في حالٍ هستيريّةٍ من الهلع. ولن يتورّعوا عن ارتكاب الخطوات - المعاصي الخطيرة المحتملة في الساعات والأيّام القليلة المقبلة. ظنّا منهم أنّهم يبعدون شبح الانهيار والإفلاس.

الرمال تحت أقدامهم متحرّكة. وسيغرقون فيها.

إنّهم يسيرون فوق حقلٍ من الألغام. وستنفجر فيهم هذه الألغام.

أيّها الناس،

إنّكم في الإفلاس الأعظم، وفي الانهيار الأعظم. وإنّكم في الخضمّ الأهوج، فهل تخافون البلل؟

هذا الهدوء هو هدوء ما قبل العاصفة.

حكومتهم لن تمرّ.

أيّها الناس، افعلوا ما يلزم سلميًّا (أكرّر: سلميًّا)، لكي لا تمرّ مثل هذه الحكومة.

وافرضوا سلميًّا حكومتكم البديلة.

النظيفة، السيّدة. العارفة. الراسخة الأقدام. المتخصّصة. الإداريّة. المستقلّة.

حكومة الناس. حكومة هذا الشعب النبيل، الجائع والثائر.

Akl.awit@annahar.com.lb