ستريدا جعجع تعلق مهرجانات الأرز وتبادر بيئياً: كيف ننظم مهرجاناً والناس لا تملك المال لتأمين العلاج؟

في مبادرة بيئية وطنية من الشمال الى الجنوب، وبعد قرار تعليق مهرجانات الأرز للعام 2020 بسبب الاوضاع المعيشية التي يعيشها اللبنانيون، قدمت رئيسة مهرجانات الأرز النائب ستريدا جعجع ولجنة المهجرنات نظاماً معلوماتياً اسمه "Smart Forest" يختصّ في دراسة وتحليل تبدل العوامل الطبيعية المؤدية الى الحرائق في كلّ غابة بحسب خصائصها وإطلاق انذارٍ مبكرٍ باحتمال اندلاعها. 



وقالت جعجع خلال المؤتمر الذي عقدته في معراب  أننا "في لبناننا الحبيب نتشارك جميعاً حالة نضال يومي للبقاء والإستمرار والعيش بكرامة"، معلنةً أنه "تكريماً لنضال الشعب اللبناني، وبعد الإنتفاضة الشعبيّة والتظاهرات الحاشدة التي شهدها لبنان أخيراً، واحتراماً لوجع اللبنانيين وتحسساً مع معاناتهم، والتزاماً من القيّمين على لجنة "مهرجانات الأرز الدوليّة" بتطلعات الناس، ووقوفاً إلى جانب صرخات شعبنا ومطالبه المحقّة، اتخذنا قراراً بتعليق "مهرجانات الأرز الدوليّة" لصيف العام 2020، لأن لا قيمة لأي مهرجان أو عمل فنّي في ظلّ الأوضاع الإقتصاديّة والإجتماعيّة الصعبة التي يمرّ بها الشعب اللبناني، لذلك علينا توجيه جهودنا المعنويّة والماديّة لمساعدته والوقوف إلى جانبه لتعزيز صموده".

ولفتت إلى أن "هذه المهرجانات التي أعدنا اطلاقها سنة 2015، اعتمدت دائماً البعد الوطني، كالارزة التي تتوسط علمنا، تستبدل هذه السنة فعالياتها الفنية، بسعي ٍ لتطوير سياحتنا البيئية، وحماية ثروتنا الحرجية وطنياً، خصوصاً على أثر الحرائق التي أصابت لبنان في شهر تشرين الاول الماضي، وفي خطوة متطورة وسباقة من نوعها في لبنان في مجال الوقاية المبكرة لحماية الغابات من الحرائق التي كثرت أخيرا ً، قررت لجنة "مهرجانات الأرز الدولية"، تقديم نظامٍ معلوماتي "Smart Forest" من اعداد شركة"Eurisko" لصاحبيها ادغار وزياد طوق، يختصّ في دراسة وتحليل تبدل العوامل الطبيعية المؤدية الى الحرائق في كلّ غابة بحسب خصائصها وإطلاق انذارٍ مبكرٍ باحتمال اندلاعها، وتقّدر كلفة هذا البرنامج بنحو //100.000// دولار أميركي لكلّ موقعٍ. وسيقدّم الى المواقع البيئية السبعة التالية :غابة أرز الرب في قضاء بشري، حرج السفيرة في قضاء الضنية، محمية جبل موسى في قضاء كسروان، أحراج بلدة المتين في قضاء المتن، الأحراج المحاذية لمحمية الشوف، حرج الدبيّة في قضاء الشوف ومحمية أرنون الطبيعية البيئية الأثرية في محافظة النبطية".



وشددت على أن "لي ملء الثقة بانه في سنة 2021 ستكون الاوضاع الاقتصادية قد تحسنت ان شاءالله، وستزول هذه الغيمة السوداء من سماء لبنان ، وسيعاود اللبنانيون مشاهدة فنانين عالميين الى جانب فنانين لبنانيين يقدمون اعمالا فنية راقية على خشبة " مهرجانات الارز الدولية". كما وإنني أعد محبّي "مهرجانات الارز الدولية " ، باستئنافها صيف العام 2021، في ظروفٍ أفضل من التي نمر فيها اليوم ، وسنحافظ على المستوى نفسه الذي بلغناه السنة الماضية".

لا يمكنني إلا أن أفكّر بكل لبنان

وطرح الصحافيون، في نهاية المؤتمر، مجموعة من الأسئلة على النائب جعجع.

- خلال هذا المؤتمر الصحافي، تم تعليق مهرجانات الأرز الدوليّة للعام 2020، لماذا ربط هذا التعليق بالوضع الاقتصادي ووضع الناس؟

هذا الربط حقيقي، كيف ننظم مهرجاناً والناس جائعة؟ كيف ننظم مهرجاناً والناس لا تملك المال لتأمين العلاج؟ كيف ننظم مهرجاناً والناس لا تستطيع تسجيل أولادها في المدارس؟ كيف ننظم مهرجاناً والناس لا تستطيع تأمين البنزين؟ كيف نقيم مهرجاناً وهناك 100 ألف شخص مهدد بالطرد من عمله نهاية هذا العام؟

- في سياق مبادرتكم الرائدة هذه السنة للاهتمام بالسياحة البيئيّة والثروة الحرجيّة في لبنان، يبدو طبيعياً اختيار مناطق بشري، والضنيّة، وكسروان، والمتن، والشوف، لكن لماذا النبطيّة؟

أليست النبطية في محافظة الجنوب والجنوب في قلب لبنان، ألم تشتعل الحرائق في النبطية؟

من موقعي كنائب عن الأمّة وكرئيسة لجنة مهرجانات الأرز الدوليّة التي تحمل شعار الأرزة الموجود على علم لبنان، لا يمكنني إلا أن أفكّر بكل لبنان عندما أقوم بمبادرة من هذا النوع.

- عندما أطلقت مهرجانات الأرز الدوليّة العام 2015 كان لديك هاجساً أساسياً وهو إطلاق القطاع السياحي في قضاء بشري من بابه الواسع، هل تعتبرين أن تعليق المهرجان سيؤثر سلباً على هذا القطاع في المنطقة؟

صحيح أنه حين استأنفنا مهرجانات الأرز الدوليّة في قضاء بشري بعد انقطاع 50 سنة، أطلقنا القطاع السياحي من بابه الواسع، وشهدت المنطقة فورة سياحيّة كبيرة جداً، لكن أين السياحة في لبنان اليوم؟

الوضع الاقتصادي المالي مذرٍ وناتج عن الشلل السياسي الموجود في البلد، ولا حكومة لدينا منذ شهر تقريباً. قبل دخولي إلى هذا المؤتمر تبلغت خبراً عن أن نحو 700 عامل سيصرفون من عملهم في هذا القطاع. وبشري جزء من لبنان، وما يصيب لبنان في القطاع السياحي يصيب بشري.

وضعنا هذا البرنامج في يد الحكومة، والأمل أن تتشكل اليوم قبل الغد، سنهتم بمنطقة إهدن ايضاً لأنها في القلب.

- هل ستضعين كل طاقتك كنائب من أجل أن تحوّلي كل الجهد الذي كنت تبذلينه من أجل تنظيم هذا المهرجان على المستوى العالي والضخم الذي كنا نراه، من أجل الوقوف إلى جانب أهلك في قضاء بشري تربوياً، وصحياً واجتماعياً خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد؟

يهمني أن أوضح أنه قبل تعليق المهرجان هذا العام، نحن كنواب قضاء بشري (أنا والنائب جوزيف اسحق) دائماً على تماس مباشر مع أهلنا وناسنا في المنطقة. وأعطي مثال على ذلك، المساعدات التربويّة بدأت منذ 10 سنوات، ولا نميّز بين من هم معنا أو ضدنا في السياسة. تُقدّم هذه المساعدات لكل أولادنا. وهذا العام، وأمام هذا الوضع الاقتصادي المالي المذري، اتخذنا قراراً بالوقوف إلى جانب 250 عائلة في قضاء بشري من خلال مساعدات غذائية وطبية وهي مستمرّة لتاريخ اليوم بعد 11 شهر، وسنكمل.


لذلك، تعليق المهرجان سيزيدنا تصميماً أكثر للوقوف إلى جانب أهلنا.

- شعار مهرجانات الأرز الدوليّة للعام 2019 كان النضال ونراكم اليوم ترفعون في الخلفيّة شعار لبنان يناضل، هل سيوصل هذا النضال إلى الخلاص؟

- أنا في طبيعتي أعيش الرجاء وهو يترجم من خلال تجربتي الشخصيّة. عندما اعتقل زوجي وانحل حزب القوّات اللبنانيّة في العام 1994، واعتقلوا مجموعة كبيرة من رفاقنا في الحزب. اعتبر كثيرون أن كل شيء انتهى، لكن إصرارنا وتصميمنا وإيماننا بالقضيّة التي كنا نناضل من أجلها أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن. واليوم، بعد مشاهدتي للحراك في الـ50 يوماً ومتابعتي لهؤلاء الشباب والصبايا المصرّين والمصمّمين والمؤمنين بحلمهم، أقول، "لا محالة ما بصح إلا الصحيح".

- أكبر حرش في لبنان هو الضنية زغرتا وهما قضاءان ملتصقان ولا وجود لطرقات فرعية فيهما، وفي حال حصول أي حريق، فإن منطقة بكاملها ستحترق، ولا يوجد من يطفئ الحريق، كل ما أتمناه أن تنضم المنطقة إلى المبادرة التي تقدمت بها.

تصديقاً على كلامك، وأشكرك على هذا التمني، سأتصل قريباً برئيس تيار المردة سليمان فرنجية للبحث في الموضوع، وإن كان بالإمكان ربط قضاء زغرتا بقضاء الضنية.

ما هو المشروع؟ 

ومن جهته، قام طوق بعرض تفصيلي لطريقة عمل البرنامج، قال خلاله: "من أكبر المشاكل التي نعاني منها في لبنان هي انحسار الثروة الحرجيّة إلى ما دون الـ12% بسبب الحرائق وغياب استراتيجيّة واضحة على مستوى الوطن للحد من إندلاعها وإنتشارها".

ولفت طوق إلى أن "التطوّر التكنولوجي اليوم والذكاء الإصطناعي الذي يلعب دوراً كبيراً على مستويات عدّة كالطب والزراعة والطاقة وغيرها قادر أن يساهم بالمساعدة بشكل كبير بالوقاية من خطر الحرائق من هذا المنطلق قامت شكرتنا "Eurisko" والتي تعتبر من الشركات المتقدّمة في الشرق الأوسط في مجال الـذكاء الإصطناعي وتطبيقات الهواتف الذكيّة، بالتعاون مع لجنة "مهرجانات الأرز الدوليّة" التي تعمل ليل نهار من أجل حماية أرز لبنان عبر نشر الوعي، خلق المشاريع وتسليط الضوء على ثرواتنا الطبيعيّة عبر الفن الراقي، باعداد هذه المبادرة التي نطلقها اليوم".

وختم طوق: "أنا زياد طوق وأخي إدغار طوق، أبناء مدينة بشري، نضع هذا البرنامج بيد النائب ستريدا جعجع من أجل أن تقدّمه لهذه المواقع البيئيّة السبعة التي تكلّمت عنها فبشري لطالما كانت كريمة ورائدة بتطلعاتها في المجالات كافة ومن خلال النائب ستريدا جعجع أيضاً شقيقي وأنا نحب أن نقدّم هذا البرنامج للحكومة اللبنانيّة العتيدة كي يستفيد وطننا لبنان بأكمله منه".