الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

شخصي جداً - عن ذلك الغرام الذي "حيّر" الهرمونات!

كانديس حاتم
A+ A-

نظّن أننا نختار بملء ارادتنا شريكنا، وأننا قادرون على التحكّم بمشاعرنا، ولكنّ للعلم رأياً آخر. فمسألة "الغرام" لا ارادية والمغروم ليس ضحيّة "دماغه"، والهرمونات التي يستعملها لحثنا على الوقوع في حبّ هذا الشخص وليس غيره.


احمرار الوجنتين، دقات قلب متسارعة، تعرّق اليدين. اشارات خارجيّة لشعور أجمعت الأرض على تسميته "الحب هي علامات خارجيّة". ولكن تفسيرها داخل الجسم وتحديداً في الدماغ، حيث يكمن مصدر المشاعر وسرّ "الغرام".
يؤكّد العلماء والمعالجون النفسانيّون، ان انجذاب الشخص الى آخر يستغرق بين 90 ثانية الى 4 دقائق حداً أقصى. أما الباحثة في جامعة Rutgers في ولاية نيو جيرسي الاميركية، هيلين فيشر، فوجدت من خلال دراسة أجرتها حول الموضوع أن الوقوع في الحبّ يمّر بثلاث مراحل، علمياً وهورمونياً، لكلّ منها هورموناتها الخاصة المسؤولة عن المشاعر.
¶ المرحلة الأولى هي مرحلة "الشهوة"، هي المرحلة الأولى من "الحبّ" وتقودها هورمونات الجنس اي "التستوستيرون" و"الاوستروجين" لدى المرأة والرجل على حدّ سواء. في هذه المرحلة يكون التركيز الأساسي على الشكل الخارجي والرغبة الجنسيّة.
¶ المرحلة الثانية في مرحلة "الإنجذاب" هي مرحلة "الحبّ الأعمى". قد يتوقّف الحبيبان عن تناول الأكل. يمتنعان عن النوم. يقضيان معظم وقتهما سوياً، متناسين أن لكلّ منهما حياة اجتماعيّة منفصلة عن الآخر. في هذه المرحلة تؤدي مجموعة ناقلات عصبيّة تسمى "monoamines" دوراً مهماً، كالدوبامين (الذي تنشطه ايضاً المخدرات)، النوريبينيفرين (Norepinephrine) أو المعروفة بالـAdrenalin والسيروتونين، وهي أهمّ مواد الحبّ كونها مسؤولة عن فقدان العاشق لصوابه.
¶ أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الارتباط الجديّ. يتأكد فيها الشريكان من قدرتهما على الاستمرار مهاً لمدى العمر أم لا. فمن المستحيل ان يبقى الثنائي في مرحلة الثانية، اما الانفصال أم الارتباط الابدي. لهذه المرحلة هورمونان مهمان "الاوكسيتوسين" والـ"فاسوبريسين" يطلقهما الجهاز العصبيّ ويلعبان دوراً اساسياً في اتخاذ قرار الارتباط بالشريك.
بعد معرفة هذه المراحل وخصوصيّة كل منها، يصبح من الأسهل على الشريكين العمل على انجاح علاقتكما بمجرّد مراعاة متطلبات كل مرحلة ومجاراة التيّار. فمثلاً، احذر طلب الارتباط من شخص ما زال في مرحلة "الشهوة"، فهو غير مستعّد هورمونياً لذلك. وتذكّر ان المسألة ليست بيدك بل بتصرّف هورموناتك.
¶ بالنسبة الى بعض الحقائق العلميّة المرتبطة بحالة "الحبّ" الذي يعيشها الثنائي، فقد أكد الاستاذ المحاضر في جامعة Leiden في هولندا هانك فان ستينبيرغ، أن الشخص المغروم أقل قدرة على التركيز من غيره وعلى انجاز المهمات المطلوبة منه بتفان.
¶ من ناحيةّ يؤكّد استاذ علم النفس في جامعة نيويورك آرثر آرون، أن الحبّ قادر على تخفيف الشعور بالألم، وأن لمس يدّ الحبيب قادرة على ذلك.
¶ دراسة أخرى توصلت الى أنه في حالة الحبّ، تتساوى سرعة دقات قلب الحبيبين.
¶ أما التأكيد العلمي لتعبير "الحبّ أعمى" فهو بحسب دراسة حديثة، أن الاشخاص الملتزمين علاقة عاطفيّة جديّة يتغاضون عن النظر لا بل يتجاهلون اي شخص من الجنس الآخر باستثناء الحبيب وهو ما يسمى علمياً "Unconsicousattentional bias".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم