الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

دينامية في خيم الحوار مواكبة لساحة النور (صور)

المصدر: "النهار"
رولا حميد
دينامية في خيم الحوار مواكبة لساحة النور (صور)
دينامية في خيم الحوار مواكبة لساحة النور (صور)
A+ A-

بالتوازي مع التحركات الشعبية الجارية منذ نحو شهر في ساحة النور بطرابلس، والتي تتصاعد صيحاتها بأناشيد وأغانٍ وطنية وحماسية، وخطابات رنانة، وشعارات جاذبة كـ "كلن يعني كلن"، وثورة.. ثورة"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، تمضي عشرات الخيم المنتشرة حول الساحة، والطرقات المتفرعة منها، خصوصاً على الفاصل العريض لبولفار الساحة-المعرض، بإقامة الحلقات، والندوات، والتجمعات مختلفة المشارب، ولكل طرحه وغايته.

في خيمة لم تحمل شعاراً محدداً، إنما رفعت عليها لافتات كرتون مختلفة الأحجام، تمجد المرأة والنساء، ومنها "وراء كل رجل عظيم امرأة..ثورتنا كرمالك"، و"الثائرات هن الجميلات"، و"تسقط الذكورية.. يسقط الفساد"، يعرف نزيه حيدر بأن "الخيمة هي سياسياً للتحالف الوطني، طابعها لوجستي، هدفها المساهمة في تنظيم وضبط الخيم، وتمديد الكهرباء لها، وتأمين الشوادر عند المطر، وتثبيت الخيم، وفي حال وقع إشكال، فنحن نتولى حله، كذلك التنظيف، وعملنا لوجستي، وعلى تنسيق مع جميع الخيم الأخرى، وعملنا تطوعي، وكل من يطلب مساعدة في نطاق الاعتصام، نقدمه له مجاناً".

أما الشعارات المرفوعة على أطرافها، فهي مبادرات من طلاب وطالبات تعبيراً لكل منهم عن نفسه، وأفكاره.

في خيمة لـ"الجامعة اللبنانية الدولية"، يقيم عدد من الطلاب الجامعيين، منهم المتخرجون، ومنهم من هو قيد التخرج. يرفعون أوراق "نسخة طبقة الأصل" عن شهاداتهم، علقت على أطراف الخيمة.

يتولى أديب شعراني، خامس سنة هندسة ميكانيك في الجامعة إدارة الخيمة، ويتحدث عن الدافع: "أقمنا الخيمة تثبيتا لوجودنا، وموقفنا كطلاب في الساحة، ونطالب بحقوقنا مثل كل الفئات، والمواطنين".

أضاف عن نشاطاتهم: "نقيم لقاءات حوارية مع متخصصين من الجامعة، ومن خارجها، وقد حضر مدير الفرع في طرابلس الدكتور أحمد الأحدب حيث أجرينا نقاشا حول الأوضاع الراهنة، والحلول، ومصير العام الدراسي".

مبادرة فريدة من الطلاب اتخذوا خطوتها بتعليق صورة عن شهادة الطالب الذي لم يجد عملاً، يظهرون بها خطوة راقية، كما قال شعراني للمطالبة بحقهم بطريقة سلمية، إضافة لإقامة صندوق تبرعات لتغطية تحركهم، وحاجاته من خيمة وكراسٍ، والسبب كما قال: "كي لا يقال إن سفارات تمولنا".

بدوره علّق الطالب هشام حميد، رابع سنة إدارة اعمال، بقوله: لو كانت الدولة ترعانا وترعى شعبها كما ترعانا جامعتنا، ربما لما كان لهذه الثورة أن تندلع، أتمنى أن نجد فرص عمل في بلدنا بعد التخرج لكي لا نضطر إلى الهجرة والبحث عن عمل في الخارج".

في خيمة المحامين، يتناوب محامون عدة على الخيمة، منهم الزائر، ومنهم المقيم، تحدث عنهم المحامي أحد البياع: "التزمنا هذه الحركة الشعبية الحضارية التي خرقت كل الطوائف والأحزاب، ووحّدت اللبنانيين تحت شعار واحد، ودورنا كمحامين مواكبة التحرك، وحمايته من استغلال أي جهة له”.

وحدد بعض مهام الخيمة، ومحامييها: توجيه الأهداف، وعدم حرفها عن المسار الذي رسمه التحرك، والدفاع عن أي متظاهر يتعرض للاعتقال أو التعذيب أو أي ممارسة غير قانونية بحقه، تحت شعار "حماة الحرية".

وينوه البياع بالخطوة التي "سبقنا أولادنا إليها، وهذا ما أراحنا لأنهم أثبتوا عن فهم بالسياسة، واستطاعوا أن يضعوا تصوراً لما يجب أن يبنى عليه بلدهم، بطريقة أفضل مما يتبعها المسؤولون".

وأثنى على ظاهرة الانصهار الوطني الهام جداً المتجلي في التحركات، آملاً أن "يظل سلمياً على ما أثبت منذ انطلاقته، إلى آخر نفس مهما تعرضنا له من مشاكل. أردف: "نريد أن نبني وطناً بسلمية، وبفكر، وليس بأية طريقة عنفية صدامية. والمطلوب أن تسمع السلطة صوت الشعب، وكفاهم تعالياً في أبراجهم، ولم يكلفوا انفسهم التوجه لمعرفة ما يريده الشارع، وهم يغردون بوادٍ آخر".

ورأى ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة "عندها صلاحيات تشريعية، من اختصاصيين اقتصاديين وسياسيين، يستطيعون مواكبة مطالب الشعب، ويجرون انتخابات نيابية جديدة، فالشعب قال كلمته إننا سحبنا التوكيل منهم، فيوم انتخبتم كانت النسبة 30 في المئة، واليوم جئناكم بنسبة خمسين في المئة، والمطلوب انتخاب برلمان على أساس غير طائفي، وهذه من الأولويات التي رفعتها الثورة، وهي فرصة ربما لن تتكرر".

وناشد السلطات الاستماع لصوت الشعب بأقصى سرعة، قائلاً: "نحن لسنا هواة تعطيل المؤسسات، وخسارة البلد، وليسرعوا في إيجاد مخرج آمن للبنان بدون صدامات، ولا تحديات خصوصاً أنهم يدعون أن مطالب الحركة، ومطالبهم هي عينها".

وختم مناشداً الإصغاء لصوت الشعب، و"لا مشكل إن استقالوا، وعادوا منتخبين من جديد، ولتحل المشكلة بطريقة سلمية، وبصورة عاجلة، واليوم قبل الغد".

تختلط الأصوات الهادئة نسبياً في الخيم، وفي ساحات الحوار، وتطغى عليها مكبرات الصوت العالية مصدرها منصة الساحة على مسافة قريبة، فتعطي للحركة بعداً متفاعلاً، وضجة حيوية قل نظيرها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم