الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

من أين كان يأتي الفراعنة بملايين الطيور المحنطة؟

جاد محيدلي
من أين كان يأتي الفراعنة بملايين الطيور المحنطة؟
من أين كان يأتي الفراعنة بملايين الطيور المحنطة؟
A+ A-

لطالما ارتبط إسم الفراعنة بالألغاز والأسرار، مثل لغز بناء الأهرامات أو تحنيط الجثث أو حتى الطيور، فمن أين أتت مثلاً تلك الملايين من الطيور؟ في الواقع أجاب العلماء على هذا السؤال الأخير. وعبر التاريخ، عُثر على قطط وتماسيح وفئران ونموس وغيرها من الحيوانات محنَّطة. وقد اكتشف بعضها إلى جانب المدافن البشرية، إلا أنه جرى تحنيط حيوانات أخرى، وأبرزها طائر "أبو منجل" المقدس، وكان ذلك جزءاً من الطقوس المخصصة لتقديم قرابين للآلهة.

وفي هذا الإطار، عثر العلماء على أكثر من 4 ملايين مومياء محنطة لطائر "أبو منجل" المقدس في مقابر قرية تونة الجبل في محافظة المنيا بجنوب مصر، بالإضافة الى 1.75 مليون مومياء في مقبرة سقارة القديمة. وكانت تلك المومياوات قرابين للإله "تحوت"، وكانت هذه الممارسة منتشرة بكثرة في الفترة بين عامَي 450 قبل الميلاد و250 قبل الميلاد، وفق صحيفة The Guardian البريطانية. لكن لماذا هذا الطائر بالذات؟  تقول سالي واصف، وهي زميلة البحث في جامعة جريفيث بأستراليا، والمُعدة الرئيسية للبحث، إن "المصريين القدماء اعتبروا طائر أبو منجل رمزاً للإله تحوت، إله الحكمة، وإله السحر، وإله العدل، ومُقرر كل شيء. فإذا كان لديك رئيس يزعجك ولا تشعر أنك تحصل على التقدير المناسب منه وتريد العدالة والإنصاف، تذهب وتطلب من الإله تحوت أن يتدخل، وفي المقابل تعده بتقديم مومياء محنطة لطائر أبو منجل في عيده السنوي".

أما السؤال الثاني الذي يُطرح، فهو "من أين أتت كل تلك الطيور؟". تقول إحدى النظريات أن المصريين القدماء كانوا يربون تلك الطيور في مفارخ. ويبدو أن هناك ما يدعم تلك الفكرة في الكتابات المصرية القديمة، مثل كتابات حور، الكاهن والكاتب من مدينة سمنود في القرن الثاني قبل الميلاد، إذ كتب عن إطعام عشرات الآلاف من طيور أبو منجل المقدسة بالخبز والبرسيم. لكن سالي وزملاءها قاموا بتحليل الحمض النووي من 14 مومياء للطيور المقدسة في مصر القديمة و24 عينة عصرية من أنحاء إفريقيا. وأشارت النتائج إلى أن المصريين القدماء لم يربوا طيور "أبو منجل" في المفارخ الجماعية، بل استدرجوها إلى المناطق المحلية وحافظوا عليها في بيئة طبيعية، أو اصطادوها وحافظوا عليها في المزارع لوقت قصير، قبل التضحية بها مباشرة. وكان هناك بجوار كل معبد بحيرة أو مساحة من الأراضي الرطبة، وهي البيئة الطبيعية التي يعيش فيها طائر أبو منج،ل وإذا قدّمت لها الطعام سوف تواصل المجيء. وذكرت سالي أنه كان هناك مستنقع بالقرب من مدينة تونة الجبل وبحيرة فرعون بالقرب من سقارة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم