الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حرب بيانات بين "المستقبل" و "التيار الوطني الحر"... العودة الى لغة ما قبل الـ2015

حرب بيانات بين "المستقبل" و "التيار الوطني الحر"... العودة الى لغة ما قبل الـ2015
حرب بيانات بين "المستقبل" و "التيار الوطني الحر"... العودة الى لغة ما قبل الـ2015
A+ A-

أعاد طلب سحب الوزير والنائب السابق محمد الصفدي اسمه من التداول لجهة امكانية تكليفة برئاسة الحكومة الخلاف بين الرئيس سعد الحريري و"التيار الوطني الحر" الى نقطة الصفرويبدو ان الجرح الذي تركته استقالة الحريري بين "التيارين" لم يلتئم بعد رغم اللقاءات العلنية والسرية التي عقدت بين الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل وهذا ما ترجم في حرب البيانات والمصادر منذ صباح اليوم"، وحملت كلاماً قاسياً من الجهتين، فمن بعد ان وصف الحريري "التيار الوطني الحر" بإعتماد سياسة عديمة المسؤولية ومحاولة التسلل الى التشكيلات الحكومية رد "التيار" بإتهام الحريري بمحاولة تكريس السياسة المدمرة منذ 30 سنة والتي اوصلت لبنان إلى الوضع الصعب الذي هو فيه.

وعلى هامش هذه السجالات، اشتعلت ايضاً بين الصفدي و"المستقبل" وكانت بيانات وردود لا تخلو من التعابير القاسية، فبعد ان أكد الصفدي ان الحريري أخّل بوعده طالبه النائب السابق مصطفى علوس بالعودة الى النوم.

وكانت بداية السجال مع "التيار" الذي قدم قدّمت مصادره روايته فيما يتعلق باقتراح تسمية الصفدي لتشكيل الحكومة، فأشارت الى "أننا طرحنا فكرة حكومة اخصائيين مؤلفة ومدعومة من الكتل النيابية ويتمثل فيها الحراك، لم يوافق عليها الثنائي. طرح الثنائي فكرة حكومة تكنو-سياسية لم يوافق عليها الحريري. عندها اقترحنا فكرة ما بين الاثنين برئيس مدعوم من الحريري ويتمثل فيها كل فريق بحسب ما يريد بين اخصائيين وسياسيين، فوافق الجميع على الفكرة. عليه، تم طرح اسماء عدة لرئاسة الحكومة وتم الاتفاق على اسم الصفدي ليدعمه الحريري بشكل كامل. تم الاتفاق بين الحريري والصفدي على ثلاثة امور التزم بها الحريري لتأكيد دعمه: دعم المفتي، دعم رؤساء الحكومة السابقين ودعم علني واضح من الحريري. لم ينفّذ الحريري أيّاً من الأمور الثلاثة لا بل حصل العكس بخصوصها". وتابعت: "رأى الصفدي ان الدعم غير متوفر وقرّر الانسحاب. وعليه قدم التيار كل التسهيلات المطلوبة للاسراع بالتكليف والتأليف حيث تم الاتفاق ايضاً على الخطوط العريضة للتأليف".

وأشارت الى أن "التيار" "سيستمر بالتسهيل وبذل الجهود للاسراع في ظل الوضع الضاغط ويأمل ان تتجاوب معه الاطراف المعنية وخاصة الحريري". ورأت أنّه من الواضح أنّ "هناك مماطلة وتأخيراً لحرق الاسماء و الضغط بالظروف الصعبة، والرئيس ميشال عون سيستمر بالتشاور، و"التيار" بالحوار والتسهيل، على قاعدة الدستور والمعايير الموضوعية لتحقيق تطلعات الناس وثقة البرلمان".

الحريري

ولم يتأخر الرد حتى جاء مباشرة من الحريري فقد أكّد بيان صادر عن مكتبه أنّه "منذ ان طلب الوزير السابق محمد الصفدي سحب اسمه كمرشح لتشكيل الحكومة الجديدة، يمعن التيار الوطني الحر، تارة عبر تصريحات نواب ومسؤولين فيه وطورا عبر تسريبات اعلامية، في تحميل الرئيس سعد الحريري مسؤولية هذا الانسحاب، بحجة تراجعه عن وعود مقطوعة للوزير الصفدي وبتهمة أن هذا الترشيح لم يكن إلا مناورة مزعومة لحصر امكانية تشكيل الحكومة بشخص الرئيس الحريري.

وازاء هذا التمادي في طرح وقائع كاذبة وتوجيه اتهامات باطلة، وجب توضيح الآتي:

أولا: إن مراجعة بيان الانسحاب للوزير الصفدي كافية لتظهر أنه كان متيقنا من دعم الرئيس الحريري له وعلى أفضل علاقة معه، وتمنى أن يتم تكليف الرئيس الحريري من جديد، وهو ما يتناقض مع رواية التيار الوطني الحر جملة وتفصيلا. كما يتضح من مراجعة البيان نفسه أن الوزير الصفدي كان صادقا وشفافا باعلان أنه رأى صعوبة في “تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الافرقاء السياسيين تمكنها من اتخاذ اجراءات انقاذية فورية تضع حدا للتدهور الاقتصادي والمالي وتستجيب لتطلعات الناس في الشارع”، وهو ما يكذب كليا مزاعم التيار الوطني الحر ومسؤوليه.

ثانيا: إن الوزير جبران باسيل هو من اقترح وبإصرار مرتين اسم الوزير الصفدي، وهو ما سارع الرئيس الحريري إلى ابداء موافقته عليه، بعد أن كانت اقتراحات الرئيس الحريري باسماء من المجتمع المدني، وعلى رأسها القاضي نواف سلام، قد قوبلت بالرفض المتكرر أيضا. ولا غرابة في موافقة الرئيس الحريري على ترشيح الوزير الصفدي الذي يعرف القاصي والداني الصداقة التي تجمعه به والتي جرى ترجمتها في غير مناسبة سياسية.

ثالثا: إن الرئيس الحريري لا يناور، ولا يبحث عن حصر امكانية تشكيل الحكومة بشخصه، لا بل إنه كان أول من بادر إلى ترشيح أسماء بديلة لتشكيل الحكومة. وفي المقابل، هو كان واضحا منذ اليوم الأول لاستقالة الحكومة مع كل ممثلي الكتل النيابية، أنه لا يتهرب من أي مسؤولية وطنية، إنما المسؤولية الوطنية نفسها تفرض عليه إبلاغ اللبنانيين والكتل النيابية سلفا أنه إذا تمت تسميته في الاستشارات النيابية الملزمة التي يفرضها الدستور، فإنه لن يشكل إلا حكومة اخصائيين، انطلاقا من قناعته أنها وحدها القادرة على مواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة والعميقة التي يمر بها لبنان.

رابعا، وأخيرا: إن سياسة المناورة والتسريبات ومحاولة تسجيل النقاط التي ينتهجها التيار الوطني الحر هي سياسة غير مسؤولة مقارنة بالأزمة الوطنية الكبرى التي يجتازها بلدنا، وهو لو قام بمراجعة حقيقية لكان كف عن انتهاج مثل هذه السياسة عديمة المسؤولية ومحاولاته المتكررة للتسلل الى التشكيلات الحكومية، ولكانت الحكومة قد تشكلت وبدأت بمعالجة الأزمة الوطنية والاقتصادية الخطيرة، وربما لما كان بلدنا قد وصل إلى ما هو فيه أساسا".

الصفدي

وتعليقاً على بيان الحريري عاد الصفدي واصدر بيان أكّد فيه أنّه أراد "أن يكون بيان انسحابي أمس بيان يجمع ولا يفرق، شكرت فيه الرئيس الحريري على تسميتي لتشكيل الحكومة العتيدة، ولم أود أن أذكر تفاصيل المفاوضات بيني وبينه، فإذا بي أفاجأ اليوم ببيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئيس سعد #الحريري يتضمن تفنيدا لما صدر عني وذلك في إطار الاستخدام السياسي، وهنا أود أن أؤكد أن المرحلة التي يمر بها لبنان مرحلة صعبة ومفصلية وخطيرة وتتطلب منّا جميعا التكاتف والتضامن ووضع الخلافات السياسية جانبا، وانطلاقا من هذا الامر تخطيت الوعود التي على أساسها قبلت أن أسمّى لرئاسة الحكومة المقبلة والتي كان الرئيس قطعها لي لكنه لم يلتزم بها لأسباب ما زلت أجهلها، فما كان منّي إلاّ أن أعلنت انسحابي".

وختم: "أما اليوم فأدعو الجميع الى الحكمة والتبصر والوعي أن لبنان أكبر منّا جميعا وهو في خطر داهم".

علوش

لم يتأخر رد "المستقبل" على الصفدي فقد علّق القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش على بيان الوزير السابق محمد الصفدي، بتغريدة عبر "تويتر"، فقال: "محمد الصفدي سكتَّ دهراً، نطقتَ كفراً، ليتك بقيت في تقاعدك، فمن رفض تسميتك هم الناس وأهل مدينتك بالتحديد، وعندما أعلنتَ العزوف عن التسمية، ظنّ الجميع أنّ ذاك كان عين الصواب، لكن البيان الذي صدر عنك، يؤكد أنّ ولاءك الحقيقي هو لولي عهد العهد، ولم يكن يوماً لغير ذلك. نصيحة لوجه الله عد سريعاً للنوم".

التيار الوطني الحر

وكان ختام البيانات لـ"التيار الوطني الحر" فقد أفادت اللجنة المركزية للإعلام في #التيار_الوطني_الحرّ، أنّه "في الوقت الذي كانت فيه جهود ‏التيار الوطني الحر منصبّةً على تسهيل عملية قيام حكومة انقاذ ‏بدءاً من الاتفاق على شخصية الرئيس الذي سيكلف والذي بامكانه ان يجمع اللبنانيين على الانقاذ الاقتصادي والمالي بعيداً من الانقسامات السياسية، فوجئنا ببيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري يتضمن جملة افتراءات ومغالطات مع تحريف للحقائق"، موضحة، في بيان، النقاط الآتية:

"1- ان اسباب وصول لبنان إلى الوضع الصعب الذي هو فيه تعود الى السياسات المالية والاقتصادية والممارسات التي ‏كرست نهج الفساد منذ 30 عاماً ولايزال اصحابها يصرّون على ممارستها وما المعاناة التي مررنا بها وعبّرنا عنها جزئياً في السنوات الأخيرة سوى بسبب رفضنا لهذه الممارسات واصرار تيار المستقبل على التمسّك بها وحماية رجالاتها.

2- ان التيار الوطني الحر بادر وتحرّك من اجل الاسراع في سدّ الفجوة الكبيرة التي سبّبتها استقالة الرئيس الحريري على حين غفلة لأسباب لو مهما كانت مجهولة الّا انها وضعت البلد في مجهول أكبر؛ لكنّ التيار، ولأجل التسريع في بدء عملية الانقاذ، قدّم كل التسهيلات الممكنة وذلك بعدم رفضه لأي اسم طرحه الرئيس الحريري وعدم تمسكه باي اسم من جهته ،‏ الّا انّه اصبح واضحاً ان سياسة الرئيس الحريري لا تقوم فقط على مبدأ "أنا أو لا أحد " على رأس الحكومة بل زاد عليها مبدأً آخر وهو "أنا ولا احد" غيري في الحكومة وذلك بدليل إصراره على أن يترأس هو حكومة الاختصاصيين‏؛ وتبقى شهادة الوزير الصفدي المقتضبة واللائقة كافية لتبيان من يقول الحقيقة.

3- إن ما يهم التيار الوطني الحر في النهاية هو قيام حكومة قادرة على وقف الانهيار المالي ومنع الفوضى والفتنة في البلد والتي يعلم الرئيس الحريري تماماً من وكيف يحضّر لها وعليه تفاديها؛ وحيث أنّ الحريري يؤكد ان اولويته هي تشكيل الحكومة دون اي غاية سياسية خاصة، فاننا ندعوه للتعالي عن اي خصام سياسي خاصةً وانه يفتعله معنا على قاعدة" ضربني وبكى، سبقني واشتكى"، فقد "فعل فعلته وسارع الى الاعلام"، ولذا ندعوه ان يلاقينا في الجهود للاتفاق على رئيس حكومة جامع لكل اللبنانيين ونقول إن الفرصة لا تزال متاحة أمامنا جميعاً لكي ننقذ البلد عوض عن الاستمرار بنحره افلاساً وفساداً".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم