الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تعرّض لحادث سير مروع في طفولته فاخترع لغة غيّرت العالم!

جاد محيدلي
تعرّض لحادث سير مروع في طفولته فاخترع لغة غيّرت العالم!
تعرّض لحادث سير مروع في طفولته فاخترع لغة غيّرت العالم!
A+ A-

لويس برايل أو لويس براي ولد في عام 1809، وهو مطور كتابة بريل، أي نظام الكتابة والقراءة العالمي الذي يستخدمه الأشخاص المكفوفون، أو الذين يعانون من ضعف حاد في البصر. واللافت في الأمر أن لويس برايل نفسه أصيب بالعمى بسبب حادث مأسوي، لكنه تفوق على إصابته وأحدث ثورة بابتكاره نظام كتابة بريل الذي غيّر العالم، وهو يُقرأ عبر تمرير الأصابع على حروف مكتوبة بنتوءات بارزة، وقد تم تبني هذا النظام تقريباً في كل اللغات المعروفة في العالم.

ولد برايل في كوبفراي - فرنسا، وهي مدينة صغيرة في شرق باريس. فقد بصره وهو في الثالثة من عمره عندما فقد إحدى عينيه بالخطأ بواسطة عصا مثبت بها مثقابين من ورشة عمل والده. عالج الطبيب المحلي العين وضمدها، ورتب موعد لبرايل مع جراح متمكن في باريس لكن العين كانت متضررة بالكامل وازدادت اصابتها لتعدي العين الأخرى أيضاً، وببلوغه الخامسة كان قد فقد البصر كلياً في كلتا عينيه. تلقى برايل الاهتمام والعناية والتشجيع مِن كل الذين حوله وهذا كان من غير المألوف في ذلك الوقت حيث عانى فاقدي البصر من سوء المعاملة والخدمات، وتعلم لويس التنقل في أنحاء قريته باستخدام عصا من صنع والده. أبهر معلميه في مدينته بعقليته الفذة وتلقى التشجيع للحصول على تعليم أكثر.

تعلم برايل في مدينته حتى بلغ العاشرة، حصل بعدها على منحة تعليمية إلى معهد للمكفوفين اليافعين في باريس. الأوضاع في المعهد كانت سيئة حيث لم يكن يحصل الطلاب في العادة على أكثر من الخبز والماء للطعام، وأحياناً كانت تساء معاملتهم كنوع من العقاب. لكن بريل كان طالبا متفوقا في المعهد وخصوصاً في دروس الموسيقى. كان يوجد في المعهد آلة تكتب على الورق من جهة فتبرز من الجهة الأخرى ويلمسها الكفيف بإصبعه لقراءتها. هذا النظام كان له الكثير من السلبيات إذ لم يكن نظاماً عملياً لنشر الكتب. يشار الى أن المعهد كان يحتوي على 14 كتاباً بذلك النظام، برايل قرأها جميعها.

في عام 1821 قام ضابط في الجيش الفرنسي للمعهد اسمه شارل باربيار بزيارة للمعهد، أبلغ خلالها لويس برايل بأنه ابتكر طريقة جديدة مشفرة للكتابة يستطيع بها الجنود التخاطب في ما بينهم في الأمور السرية بدون الحاجة للكلام، وهي بأن تبرز على ورق سميك أشكالاً من النقاط أقصاها اثنتي عشرة نقطة، لكل منها دلالة كلامية. برايل واجه صعوبة في فهم تلك الكتابة فقام بتخفيض العدد الأقصى للنقاط من 12 إلى 6، وبدأ في نفس ذلك العام بالعمل على اختراع طريقة كتابة جديدة، وانتهى في عام 1824 وهو في الخامسة عشرة. استخدم بريل في نظامه الجديد 6 نقاط فقط كرموز لحروف، بينما استخدم باربيار 12 نقطة كرموز لأصوات. وسّع بريل لاحقاً نظام كتابته ليشمل رموز الرياضيات والموسيقى، ونُشر أول كتاب بنظام كتابة برايل في عام 1829.

أصبح برايل مدرّساً في المعهد ولكن لم يعتمد نظام كتابته الجديد رسمياً في المعهد في فترة حياته بل اعتُمد النظام رسمياً في فرنسا في عام 1854، أي بعد وفاة برايل بعامين. وكان برايل مريضاً في طفولته وساءت صحته عندما كبر، وعانى من امراض دائمة في الجهاز التنفسي. استقال من وظيفته عندما اشتد عليه المرض، وعندما وصل مرضه لمرحلة مميتة عاد إلى بيت عائلته في كوبفراي حيث توفي عام 1852 بعد يومين من بلوغه سن الـ 43.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم