الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

من خيمة إلى أخرى، المواضيع متنوّعة... الطلاب الثوار محور حلقات النقاش في بيروت

المصدر: "النهار"
كني-جو شمعون
من خيمة إلى أخرى، المواضيع متنوّعة... الطلاب الثوار محور حلقات النقاش في بيروت
من خيمة إلى أخرى، المواضيع متنوّعة... الطلاب الثوار محور حلقات النقاش في بيروت
A+ A-

تحوّلت بيروت في الأسابيع الأخيرة من مدينة أشباح إلى مدينة تعجّ بالحياة وبالوجوه الشابة. مساحات النقاش في ساحة العازارية يوميّة: حوارات وتساؤلات وطروحات تبتكر أفكاراً جديدة وثورية. الأسلوب ديموقراطي يكفل حريّة التعبير والمشاركون من مختلف الأعمار يبدون آراءهم كلّ على طريقته. من خيمة إلى أخرى، المواضيع متنوّعة ويتجمّع الأفراد في حلقات بحسب اهتماماتهم. يسهّل النقاش خبراء قانونيون، اقتصاديون، سياسيون...

تشرح تاتيانا سكاف وهي منسقة في مجموعة تحالف وطني أنّ الحلقات اليومية توعويّة والنقاشات تتعلّق بخطوات عمليّة مرتبطة بجلسات مجلس النواب والموقف من العفو العام والمطالبة بحكومة مصغّرة مستقلة ذات صلاحيات تشريعية. "الثورة دون رأس وأهمية المشاورات تكمن باتخاذ الأفراد القرارات السليمة. لذا نُشجّع الجميع على القدوم وطرح أفكارهم والاستماع إلى أفكارنا؛ فهكذا تبنى الأوطان. لا شيء يُفرَض وكلّنا في بلد ديموقراطي".

مساء 12 تشرين الثاني، كان المعتصمون والشباب المستقلّون على موعد مع مساحة حوارية حول نظرة الطلاب للثورة ومشاركتهم في صنع التغيير من تنظيم #تحالف_وطني.

تقول سكاف إنّ الطلاب هم أمل المستقبل والهدف من اللقاء هو مشاركة الشباب خبرتهم في الانتفاضة الشعبية ورؤيتهم وتسليط الضوء على دورهم في صنع القرار؛ "الطلاب يقومون بعمل عظيم". حاور المشاركين كلّ من الخبيرة في القانون الدولي وحقوق الانسان الدكتورة حليمة قعقور والخبير في ادارة التعليم الدولي والأزمة السورية الدكتور كارلوس تفاح.

أكّدت شابة لفّت رأسها بالعلم اللبناني على أنّ الطلّاب يؤمّون الساحات من تلقاء نفسهم وهم ليسوا موجّهين. لقد تحرّروا وتخلّوا عن التبعية والأفكار التي ورثوها من أهلهم الذين عاشوا الحرب. بالنسبة لها في الانتفاضة شبّان ناصروا الأحزاب وانتفضوا مبدين رغبتهم بمساءلة الزعماء عن مصادر أموالهم. تتمنى عدم الاستخفاف بالمطالب معوّلة على طاقات الشباب الفكريّة التي تفوق مؤهلات السلطة. "الطلاب أملنا ومستقبلنا والتغيير".

يشير شبان آخرون إلى أن لا أحد يلزمهم بالنزول إلى الشارع وأنّ أقساطهم الجامعية تدفعهم للثورة. يصرّح شاب (21 سنة) بأنه "لا أسمح لأحد يكبرني سنّاً أن يطالب بحقوقي؛ فأنا قادر على تحصيلها".

من اللافت وجود مسؤولين أو منتسبين إلى نوادٍ علمانية في جامعات مختلفة، الأميركية، اليسوعية، سيدة اللويزة يتحدّثون عن التنسيق في ما بينهم من خلال شبكة "مدى". فيقول رئيس النادي في الجامعة الأميركية إنّ مطالبهم واضحة وتُختصر بخمس نقاط: تشكيل حكومة مستقلة اولويّتها حل المشاكل الاقتصادية تدعو إلى انتخابات مبكرة خارج القيد الطائفي؛ خفض سن الاقتراع إلى 18 سنة؛ فرض عقد طالبي؛ رفض رفع الأقساط واجبار الجامعات على التراجع عن هذه الخطوات من خلال وزارة التربية ورفض سياسات التهميش المتبعة بحق الجامعة اللبنانية، جامعة الوطن. تلا الطرح نقاش حيوي وحقوقي فشدّدت قعقور على أهميّة العقد بين الطلاب والجامعات قارنته بالعقد بين المنتخبين والسلطة.

من جهة أخرى، انتقد بعض الشباب السياسة الطائفية التي تفرّق وعبّروا عن أملهم الذي يستمدّونه من الثورة؛ وأشار البعض إلى التحديات والإحباط الذي واجهوه منذ أزمة النفايات لغاية انتفاضة 17 تشرين التي جعلتهم يستعيدون ثقتهم بنفسهم وبالمستقبل.


لم تقتصر الحلقة الحوارية على الوجوه الشبابية، بل جمعت رجالاً ونساء من مختلف الأعمار والمناطق.

يعتبر رجل مسنّ ومثقّف أنّ الانتفاضة أشعرته بانتمائه لوطنه وبأنّه إنسان؛ مديناً الانقسامات السياسية-المذهبية التي تجبر الطلاب على التبعية لإيجاد عمل أو متابعة الدروس.

ويسلّط مشاركون الضوء على النزيف الحاصل في المجال التربوي وعلى الحالة المزرية في المدارس الرسمية: الصفوف غير مجهزة للبرد والثلج، المواصلات والبنى التحتية رديئة في المناطق النائية؛ مصرون على ضرورة وجود تلاميذ الشهادة المتوسطة بينهم للمطالبة بتحديث المناهج، فجيلهم يتمتّع بوعي وإدراك يمكّنه من المناشدة بحقوقه.

الفنان علي حوحو من برجا يوجّه رسالة عن أهمية تحقيق الذات "لا تقل قال أبي، بل قُل ها أنذا".

ويقول شاب لبناني: "لا نريد السفر ونرفض أن نحمل وزر فشل ونزاعات الطبقة السياسية".

ويُستشَفُّ من مجمل المواضيع المناقشة أنّه على المؤسسات التربوية تفهّم الطلاب واحترام حقّهم بالتعبير عن آرائهم والمشاركة في الاعتصامات المصيرية التي تنهي صفحة الحرب في لبنان وتفتح صفحة جديدة لوطن متماسك جديد.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم