الراعي: عرقلة التأليف هو إسقاط الدولة ولعنة التاريخ

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان انطوان عوكر وبيتر كرم، امين سر البطريرك الاب شربل عبيد، في حضور النائب زياد الحواط، الوزير السابق سجعان القزي، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، الرئيس السابق للاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "وكان عيد التجديد"، وفي الشأن السياسي، قال: "نحن اليوم في لبنان أمام عملية تجديد على صعيد الحكم والإدارة. وهو تجديد مطلوب في المؤسسات الدستورية والإدارات العامة، بالعودة إلى غايتها ومبرر وجودها، أي تأمين الخير العام والنمو الاقتصادي والمالي والاجتماعي. هذا التجديد يفرضه الفساد العارم الذي ينخر في العمق هذه المؤسسات والإدارات، حتى وصل بالدولة إلى شفير الهاوية والانهيار، كما تنبه باستمرارٍ المؤسسات الدولية والنقابات الداخلية والمصارف. لذا نناشد فخامة رئيس الجمهوية إجراء الإستشارات النيابية، وتكليف رئيسٍ للحكومة والإسراع معه في تأليفها كما يريدها شعبنا وشبابنا؛ فحال البلاد لا يتحمل أي يوم تأخير. أما دعاة التجديد فهم اليوم شباب لبنان وشعبه من كل دين وطائفة وحزب ولون. إنها ثورة حضارية بناءة لا تبغي سوى قيام الدولة اللبنانية من أجل خير الشعب وحماية الكيان. ومن المؤسف أن بعضا من الأحزاب والأفراد لا يماشي هؤلاء الشباب، فيكشف بنفسه عن نفسه أن مصالحه المادية والسياسية ومكاسبه الخاصة تعلو على الخير العام وعلى الدولة المهددة بالانهيار. لا يعتدين أحد بقوته، من أي نوع كانت، فلا أحد أقوى من الشعب وبخاصة الشباب عندما يتألب، كما هو اليوم، كالمطر الجارف. إنه واضح في مطالبه التي لا تقبل أي مساومة. الاستمرار في عرقلة تأليف حكومة جديدة تحظى بثقة الشعب، وقادرة على إجراء التجديد في الهيكليات والقطاعات، ومباشرة النهوض الاقتصادي والمالي، إنما هو حكم على الذات بتهمة الانهيار وإسقاط الدولة، ولعنة التاريخ". 

وتابع: "كما طهر عيد التجديد في أورشليم الهيكل من مدنسيه الذين استبدلوا العبادة للإله الحقيقي، بعبادة الأوثان البشرية والحجرية، كذلك اللبنانيون، وفي طليعتهم الشباب، مدعوون لتطهير هيكل الوطن من عبادة الأوثان الجديدة أعني: الإيديولوجية والشخص والحزب والمال والسلطة والسلاح والنفوذ والفساد؛ ومدعوون أيضا لعبادة الله "بالروح والحق" (يو23:4). إن هذه العبادة ترفع العابدين الحقيقيين إلى قمم الروح والأخلاقية والتفاني والتجرد، في سبيل الخير العام". 

وختم: "إننا نصلي اليوم ملتمسين من الله تجديد هيكل نفوسنا لنكون لائقين بسكنى الله فينا، وتجديد حياتنا الكنسية والمسيحية على ضوء الإنجيل، وتجديد هيكل وطننا بمسؤولين مميزين بالتجرد والتفاني والعلم والكفاءة والخبرة، من أجل قيام لبنان ونجاته".