١٤ آذار ٢٠٠٥

مها العمر

كأنه البارحة، عاد بي الزمان إلى الوراء، إلى الساحات التي امتلأت، إلى الحناجر التي صرخت: إيه ويلّا...سوريّا اطلعي برّا...

من على المنصة أقسم جبران ونادى سمير قصير...

فصرخ الشعب من الكبير إلى الصغير:

حرية... سيادة... استقلال.

حررنا الأرض يومها ولكن نسينا أن نتحرر.

رحل الجيش المحتل لكنه ترك وراءه عملاء وأزلاماً وأصحاب الأجندات الخارجية.

أسكتوا ديك النهار واغتالوا كل من ركب قطار الحرية والوطنية.

عدنا وتموضعنا كلٌّ تحت مظلته الطائفية والمذهبية.

احتمينا وراء الزعيم.

نسينا القسم واليمين.

واغتلنا الثورة واغتلنا شهداءها... مرتين.

دعوَشوا طرابلس واحتلوا بيروت، فرحل طائر الفينيق بعد صمتنا والسكوت.

١٧ تشرين الأول ٢٠١٩

هيلا هيلا هيلا هوووو..

شبان وشابات ملأت أصواتهم الساحات.

وكأن الثورة عادت وقامت من بين الأموات، وانضم إليها كل من كان ينام في سبات.

انتفضوا رافضين الذلّ وثاروا لكرامتهم وحقوقهم المسلوبة.

سبقونا في هتافاتهم.

عارفين معنى الحرية.

بصوت واحد صرخوا: لا للطائفية لا للمذهبية لا للزعيم ولا للحزب.

حزبهم هذا الوطن وشعارهم أحلى علم.

كلن يعني كلن...

نعم كلن يعني كلن.

كل من ساوم وسرق منا ما بدأناه في ٢٠٠٥

كل من أحبطنا وتخلى عنا من أجل مآرب ومصالح شخصية.

كل من أضاع شهادة الأبطال.

كل من تقاسم السلطة على حساب الأحرار...

شكرا لكم أيها الثوار.

املأوا الساحات وغنوا.

كسرتم حاجز الخوف وأشعلتم الأمل في قلوبنا من جديد...

الأمل بلبنان الحلم....

سأذهب إلى وادٍ عميق لأ طلق صرختي:

طائر الفينيق....الوقت قد حان لتعود إلينا وتستفيق.