الاحتجاجات تُعيد الحياة إلى مبنى "البيضة" المهجور في وسط بيروت

في قلب مدينة بيروت النابض بالجمال، يوجد مبنى خرساني يحمل ندوب الحرب الناجمة عن طلقات الرصاص يُعرف باسم "البيضة".

صُمم هيكل المبنى المقبب، الذي كان يوما دار عرض سينمائي (متروبوليس)، في ستينات القرن الماضي ولحقت به أضرار بالغة خلال الحرب الأهلية بين 1975 و 1990، ثم أصبح مهجورا ليتحول إلى ملاذ للمراهقين الباحثين عن مكان سري للتدخين أو شرب المسكرات.

وقبل أسبوعين، بدأ المحتجون يتدفقون على الشوارع للتعبير عن غضبهم من الطبقة السياسية الحاكمة وإصلاح الأماكن غير المحبوبة في عاصمة بلدهم. ودخل المحتجون غرفة الصوت في المبنى وبدأوا في تنظيم حفلات في شكل ارتجالي، والتقاط صور وإلقاء محاضرات.

ودخل مسنون من السكان مبنى البيضة لإلقاء نظرة أخرى على معلم كانوا قد هجروه منذ زمن باعتباره لا يسُر الناظرين.

وقال سالم أديب (60 عاما) وهو محتج لم يسبق له دخول المبنى من قبل، "ان عمره كان 15 عاماً عند تشييد المبنى ولم يتسنى له زيارته. ولمناسبة الثورة الشعبية يتسن لي دخوله ورؤيته من الداخل. أضاف "ان المبنى أحدث ردة فعل لأنه لم يكن يتناسب مع المدينة، لكنها كانت فترة اختبار معماري جديد". وحول المحتجون مبنى البيضة إلى مكان لعقد الاجتماعات لمناقشة مستقبل الاحتجاجات وما يسعى المتظاهرون لتحقيقه.

وصعدت مجموعات صغيرة من المحتجين اللبنانيين درجا خطرا لرفع أعلام بينما زين آخرون جدرانه بكتابات وشعارات تطالب بالثورة وبمشاركة النساء وبحقوق المثليين.

وقالت فتاة محتجة تدعى ستيفاني خليل أثناء اجتماع عقد السبت الماضي، إن صالة السينما القديمة أفسحت المجال للقاءات لمناقشة مستقبل الاحتجاجات".

ورغم عدم اتضاح الدور الذي سيلعبه المتظاهرون والمكان المؤقت لاجتماعاتهم في النظام السياسي الجديد، فقد بدأت الأمور تتغير بالفعل.

وقال شاب محتج ذكر أن اسمه حيدر "هو من الأماكن العامة التي تعود للناس. المبنى لم يعد معزولاً وأصبح للناس".