إعادة المحاكمة من جديد في قضية إيلا... والدها: "قرار القاضي صادم ولن أبيع ابنتي"

بعد 4 سنوات من الانتظار والتحقيقات في قضية الطفلة إيلا طنوس، وبعد الآمال المعقودة في انصاف الحق واعادة بعض العدالة لما خسرته إيلا من حياتها، جاء القرار عكس المتوقع ليُعيد الأمور إلى بدايتها. ما كتبه والد إيلا حسان طنوس قبل يوم من الحكم على صفحتها "غداً هو يوم العدالة، غداً هو يوم الحق، غداً سيصدر الحكم في قضية إيلا" ضُرب بعرض الحائط في اليوم التالي حيث قرر القاضي المفرد الجزائي في بيروت باسم تقي الدين فتح المحاكمة من جديد لأسباب تضليله في قضية إيلا وتعين جلسة جديدة في 23/1/2020.

لم يكن أحد يتوقع حصول ذلك، لكن يبدو أن الأمور أخذت منحى آخر عما كانت قد قيل في آخر مرافعة قضائية حيث كان من المقرر أن يصدر الحكم النهائي أمس، إلا أن الحقيقة كانت في إعادة فتح التحقيق مع وجود معطيات جديدة.

لم أكن أتوقع أبداً تأجيل الحكم والعودة إلى البداية، هذه لعبة متفق عليها بين بعضهم، لا أعرف ثمنها ولا كيف توزع الأدوار. قرر القاضي إعادة المحاكمة بناءً على تقرير مُقدم، وهذا التقرير وضعه سابقاً البروفسور شرف أبو شرف ضمن الملف الطبي والذي يغطي نقطتين أساسيتين:

* تأخير في إعطاء المضاد الحيوي حيث إن هناك طفلة تلقت المضاد الحيوي ولكن لم يمنع ذلك من بتر أطرافها لأنها كانت تعاني من أمراض وراثية.

* إن اللجنة التي شكّلها البروفسور شرف أبو شرف أجرت لنا الفحوصات الوراثية لنا ولإيلا منذ العام 2015 وقد ثبت أننا لا نعاني من أي مشاكل وراثية. وهذه النتيجة مضى عليها البروفسور في الأمراض الوراثية في أوتيل ديو البروفسور مغربلي والذي أكد عدم وجود أي مرض وراثي في العائلة.

لذلك نحن نتفاجأ كما يقول طنوس بعد "مرور 4 سنوات وبعد تشكيل 3 لجان طبية (لجنة وزارة الصحة التي أدانت مستشفى المعونات - لجنة شرف أبو شرف التي أدانت 3 أطباء و3 مستشفيات وتقرير البروفسور أمين قزي الذي أدان المعونات وحمّلها المسؤولية) اتكل القاضي بعد 4 سنوات من المماطلة والعذابات على ورقة مقدمة قبل 20 يوماً من الحكم ، على فتح محاكمة من جديد. وهذا يطرح أكثر من سؤال: هل اطلع القاضي على الملف بكامله، لأنه لو قرأ الملف ما كان ليفتح محاكمة من جديد. أما في حال اطلع على كامل الملف وقرر فتح محاكمة من جديد فهذا أسوأ".

لذلك ونتيجة للذي حصل بالأمس يمكنني القول "انا لا أثق بالقاضي، هذه الثقة التي اعطيناك إياها لم تعد موجودة. ولذلك قد تنحى عن مهامه، ولكن ما قيل لنا منذ وقوع الحادثة وفتح القضية حول تلقي مبلغ مالي مقابل اسكاتنا نلتمسه اليوم أكثر فأكثر. للأسف وكما قالوا لي أن "يدهم طايلة وخيّروني بين القبول بالحل المادي او لن أتمكن من تحصيل حقي في القضاء. اليد الفاسدة ما زالت نفسها، ونحن في انتظار تعيين قاضٍ جديد، وبرغم من المعارف في الجسم القضائي إلا انني لن ألتزم الصمت ولن أتعب والأهم انني لن أبيع ابنتي".

ويؤكد طنوس "اننا سنفوز في النهاية، والأيام المقبلة ستظهر كل شيء. وعليهم ان يعرفوا أن مهما كان الحكم فهو لن ينصف إيلا لأنها خسرت حياتها وهي اليوم تعيش دون أطرافها الأربعة. لكن حربنا اليوم ونضالنا هو لكسب معركة معنوية لها، نحن لم نقبل ببيع ابنتنا وأن نقبل رشوة قدرها 10 ملايين دولار ، وهذا يطرح السؤال الأهم: من يعرض على الآخر هذا المبلغ من المال اذا كان محقاً؟ لذلك جاوبتهم حينها أفضل أن "ارى ابنتي عم تزحف كل العمر على أن تسألني يوماً لماذا بعتني؟" لن أستلسم لآخر العمر، وإيلا بشخصها مصدر إلهام وقوة لنا. هي أقوى من الصخر، والجبال لا تهزها، هي تعرف أنها دون أطراف وأنها مختلفة عن باقي الناس، لكنها تردد لي دائما "انا قادرة إعمل كل شي لأنو يسوع بقلبي". لذلك أقول لكل شخص معني في هذه القضية إنني "لن أتنازل عن حق ابنتي، وكل من اقترف جريمة بحقها سينال عقابه وإن الناس ما "بتنشرى بالمصاري ولادنا غاليين علينا".