حالات يعيشها المواطنون في التظاهرات وارشادات للتحكّم بها

"عندما قطعت جسر الرينغ متوجهةً إلى ساحة الشهداء، أحسست بضيق في التنفس"، هكذا تختصر إحدى الشابات مشكلتها النفسية التي بدأت بعد الاشتباكات بين المتظاهرين والقوى الأمنية في ساحة رياض الصلح، "وقفت في النصف بينهما ورأيت عملية الكر والفر، فشعرت بدقات قلبي تتزايد ورجفة في الأطراف". معاناتها كمعاناة أي فرد يتظاهر، ويطالب بحقوقه، وتعرض لعنف جسدي أم نفسي. ونظراً لأنّ الدعم النفسي هو أحد أساسيات الحقوق الصحية للأفراد، يعاني الشعب اللبناني أكثر من غيره من ضغوطات يومية ومعيشية وعائلية، تؤدي إلى ردات فعل قوية رغم محاولته التعايش معها، فكانت "ردات فعل طبيعية لوضع غير طبيعي"، بحسب ما شرحت الدكتورة بريجيت خوري، أستاذة في عالم النفس العيادي في الجامعة الأميركية في بيروت. وفي الوقت الذي تعدّ الإسعافات الأولية الطبية الحاجة الأولية في أي تظاهرة، يبقى الدعم النفسي مطلباً يوازي الاهتمام الطبي خاصةً في ظلّ الانتفاضة الشعبية التي تقوم على حرب نفسية بين ثلاثية الدولة والحكومة والشعب. 

هذه أبرز الحالات! 

وأشارت خوري إلى حالات متنوعة تستقبلها خيمة "الدعم النفسي الأولي" المتواجدة بين مبنى اللعازارية وساحة الشهداء بشكل مجاني، تضمّ اختصاصيين من كل الجامعات، ومن أهم هذه الحالات: 

أولاً- الشعور بالهلع والخوف 

ثانياً- الإحساس بضيق في التنفس.

ثالثاً- ضغط عائلي نتيجة الانقسام في الآراء داخل أفراد العائلة الواحدة بين مؤيد للثورة ومعارض لها.

رابعاً- الإحباط 

في هذا السياق، شددت الأستاذة في علم النفس العيادي على أنّ الدعم النفسي يتمثل من خلال حديث الفرد (يفش خلقه) وأدوات أخرى كتمارين التنفس الصحيحة، وترخية الأعصاب، وممارسة الرياضة، والاستماع الى الموسيقى أو قراءة الكتب إضافة إلى العناية الذاتية بالنفس كمدخل أساسي يساعد على التخلص أو إدارة الضغوطات التي يتعرض لها الفرد. 

اتبع هذه الإرشادات! 

وفي هذه الحالة، وجّهت خوري إرشادات متنوعة لإدارة الضغوطات التي يعاني منها الفرد خلال هذه التظاهرات، ومن أبرزها: 

أولاً- الاهتمام بالنفس أو ما يعرف بالعناية الذاتية (Self Care).

ثانياً- أخذ فترات استراحة والعودة بعدها إلى ساحات التظاهر.

ثالثاً- التعامل مع الناس الايجابيين أو الإحاطة بأشخاص يتمتعون بأفكار ايجابية.

رابعاً- عند الإحساس بأي عارض، يجب التوجه إلى الدعم النفسي للتخفيف من حدّة المشكلة.

هل تتحول المشكلة إلى مرض نفسي؟ 

وحذرت خوري أنّ الفرد إذا لم يتدارك هذه الأعراض أو التعامل مع هذه المعاناة النفسية، فهناك تخوف إلى تحولها لمرض نفسي، تصعب معه عملية المعالجة. لذا، تنصح بتلقي الفرد الدعم النفسي الأولي قبل تفاقم هذه المشكلة.