المطر يهطل بغزارة في طرابلس... والحشود تقاوم

طرابلس- رولا حميد


على الطريق المؤدي إلى ساحة النور، تملأ الأنظار العبارات التي تحمل مسؤولية الأزمة للمصارف، ولحاكم مصرف لبنان، بينما تستمر الحشود متوافدة إلى الساحة، متحدية المطر الذي توقف عصرا، مما أفسح المجال لعودة المحتشدين إلى الساحة، يمارسون ما اعتادوا عليه من عبارات مثل: بدنا ناكل بدنا نعيش، نحنا جماعة دراويش..

ليس الشعار غريبا على كثيرين من أبناء المدينة، خصوصا المياومين، الذين مرت عليهم عشرة أيام دون عمل ومدخول، ومع ذلك ظلوا صامدين في التحرك، يحدوهم الأمل الذي لم يحلموا به قبل التحرك غير المسبوق باتساعه، وبمشاركة العدد الكبير من اللبنانيين فيه، حيث زالت الفوارق بينهم، ولأنه كذلك، استنشقوا فيه الأمل لما فتحه من نافذة جديدة علها تثمر.

وانهمك الموظفون في القطاعين العام والخاص في مقارعة صناديق الدفع الخارجي للبنوك، تقدم لهم أنصاف أو ارباع رواتبهم، وذلك عقب انتظار طويل بسبب الجموع المتوافدة إلى المصارف تبتغي حقوقها.

كان النهار ماطرا، فتراجع العدد، وعادوا بعد الظهر يحتشدون حيث باتت الساحة نقطة استقطاب لهم، اعتادوا على ممارسة حريتهم فيها، وكبر العدد ليلا مغطيا القسم الأكبر من الساحة.

لفتت الشعارات على الجدران ومنها: "ثوروا تصحوا" استعارة من عبارة "صوموا تصحوا"..

على منصة لبيع الأعلام، رفعت شعارات كثيرة توجه فيها مواطنون من السياسيين المحليين، وقالت إحدى العبارات: "بيكفي استغلالنا بالمال الانتخابي"، و"مابدنا موائد رمضان، بدنا وظايف"، و"نريد تطهير البلدية من المحسوبين والفاسدين"، و"دم شهداء الجبل والتبانة برقبتكم". ووقعت اللافتات باسم "طرابلس تنتفض للبنان"، و"كلن يعني كلن".

على المنصة، عادت الأصوات تصدح بقوة، فيردد الجمهور عباراتها، ملوحا بالأعلام، واضواء الهواتف النقالة، وتشكلت حلقات الدبكة العكارية التي رحب بها منشد المنصة، وراح ناشطون آخرون يحضرون لافتات جديدة تبلورت فكرتها في خضم التحرك، كأنها تنظر للثورة، وعليها: “الثورة هي تضحية الشعب بوقته وماله وجسده وروحه في سبيل تحرير وطنه".

رغم احتمال المطر، اختلط الحشد من نساء وأطفال، وشيوخ وشباب، ومنهم من جاء من مناطق بعيدة، غير آبه بالطرقات المقفلة، ولا باحتمال إغلاقها في كل لحظة.

والخيم حملت شعارات استعارت شعارت ثورة فلسطين: "طرابلس توجه البوصلة"، و"يسقط يسقط حكم المصرف"، فيما بدا أن أكثر استشعار بالخطر لدى الجمهور هو من السياسة المصرفية التي يشعر بها المواطن مباشرة، وهو على تماس بها، ولذلك انتشرت عبارات الإدانة للمصارف أكثر من سواها.