نساء ثائرات!

"عم تتخيّلوا صوركن بكتاب التربية بدرس "الثورة" والطلاب عم يرسمولكن شوارب؟"، جملة نابضة بالأحلام وحسّ الفكاهة المُسيّجة بالإصرار والعزيمة وشرارة التحدّي تداولتها وسائل التواصل الإجتماعي "بهال كم يوم يالّلي مرقوا وراح ينذكروا إلى أبد الآبدين".

جملة صغيرة تُلخّص المرأة اللبنانيّة التي هي اليوم أقوى وأكثر أناقة وأنوثة وبسالة من أي وقت مضى. يُحكى أن المرأة اللبنانيّة فهمت أن أعظم من الخوف هي الرغبة في القتال من أجل الأحلام المستحيلة. وأن الساحات هي الأماكن المثالية لنُزهة ساحرة في رواق الحريّة.

"صار وقت نقول بنشيدنا الوطني: منبت للنساء والرجال"، جملة أخرى دوّنتها الناشرة المتخصصة في كتب الأطفال ندين توما على صفحتها الخاصة عبر "فايسبوك".

الثورة اللبنانيّة إمرأة يا جماعة، تمطتي حصانها الأبيض وتُنقذ نفسها. من كل الأعمار والأديان والانتماءات، وكل أنواع الجنون "ركب الحلم برأسها وما عادت قاشعة غير الحريّة".

يُحكى أنها اقتحمت الساحات وقد تعرّت من ثوب "الضحيّة" الذي يُلازمها لسبب أو لآخر، وقالت من أعلى أنوثتها: "عليّ وعلى أعدائي"....لكنها قالتها بعنف شاعري وغضب ملحميّ سيُغير وجه التاريخ الذي سيذكر ذات يوم أن ثمة سيّدة كحّلت عينيها بلون الخيبات المتكررة واضطلعت بكل الأدوار في ساحات الحريّة لتحذو ابنتها وحفيدتها حذوها، ولتفهم أنها ذات يوم تاريخيّ تمكّنت من أن تُحدث موجات نابضة من الأمل.

كما رسمت مشاهد غير اعتياديّة و"ما بئى تقولي Je ne peux plus، نحن بعصر Je peux"، وبالإذن مرة جديدة من ندين توما الثائرة الأدبيّة وروحها الملوّنة بالإقتحاميّة.

التغيير السلميّ إمرأة لبنانيّة غمرت الشوارع بحكمتها، وأضاءت رواق الشك بمصباح يدوي عكس روحها التي لا تهاب الثورة، بل تصنعها.

يوماً ما، سيكون لنا كتاب للأطفال بأهميّة Good Night Stories For Rebel Girls، وBad girls throughout history، يروي قصص المرأة اللبنانيّة التي نزلت ذات يوم تاريخي إلى الساحات وزخرفتها بالحريّة...و"مدردرة ببلاش من إيدين إم عزيز".

Hanadi.dairi@annahar.com.lb