أعمال شغب تهزّ تشيلي: الحكومة توسّع نطاق حال الطوارئ

قال رئيس #تشيلي سيباستيان بينيرا الأحد إنّ بلاده تخوض "حرباً ضدّ عدوّ قوي"، وذلك في معرض تعليقه على أعمال الشغب التي تهزّ منذ ثلاثة أيام العاصمة سانتياغو ومدناً عدة أخرى والتي أوقعت سبعة قتلى على الأقلّ.

وقال بينيرا للصحافيين: "نحن نخوض حرباً ضدّ عدوّ قويّ وعنيد، لا يحترم شيئاً أو أحداً وهو مستعدّ لتوسّل العنف والجريمة بدون حدود".

مساء الأحد، أعلنت السلطات التشيلية توسيع نطاق حالة الطوارئ لتشمل مدناً عدّة في شمال البلاد وجنوبها بسبب أعمال الشغب التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة أيام.

وفرضت السلطات التشيلية مساء الأحد، لليلة الثانية على التوالي، حظر تجوّل في العاصمة #سانتياغو في محاولة منها للحدّ من الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة أيام.

وقال المسؤول عن الدفاع الوطني الجنرال خافيير إيتورياغا إنّ "حظر التجوّل يسري اعتباراً من الساعة التاسعة مساء (22,00 ت غ)" حتى السادسة صباحاً، داعياً سكان العاصمة إلى "التزام الهدوء وملازمة منازلهم".

وقال وزير الداخلية والأمن أندريس تشادويك إنه يجري حالياً إعداد مراسيم لإعلان حالة الطوارئ في مدينتي أنتوفاغاستا في شمال البلاد وفالديفيا في جنوبها ومدن أخرى مثل فالبارايسو وتيموكو وبونتو أريناس.

الأحد، تجدّدت المواجهات في سانتياغو بين متظاهرين والشرطة في اليوم الثالث من أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ عقود وأسفرت عن سبعة قتلى على الأقلّ.

أعلنت الحكومة التشيلية مساء الأحد توسيع نطاق حالة الطوارئ لتشمل مدناً عدّة في شمال البلاد وجنوبها بسبب أعمال الشغب التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة أيام والتي أسفرت عن سقوط سبعة قتلى على الأقلّ.

وبدأت التظاهرات الجمعة احتجاجاً على زيادة رسوم مترو سانتياغو- من 800 إلى 830 بيزوس (1,04 أورو)-، التي تملك أوسع وأحدث شبكة لقطارات الأنفاق في أميركا اللاتينية يبلغ طولها 140 كيلومتراً وتنقل يوميا ثلاثة ملايين راكب.

ومع أنّ الرئيس تراجع مساء السبت عن قرار زيادة أسعار المواصلات، إلا أن شرارة الاحتجاجات لم تنطفئ، لا بل رفع المتظاهرون سقف مطالبهم لتشمل قضايا أخرى، مثل التفاوت الاجتماعي والاحتجاج على النموذج الاقتصادي المطبق والحصول على التعليم والخدمات الصحية المرتبطين خصوصا بالقطاع الخاص.

ومساء الأحد، دافع الرئيس المحافظ عن الطريقة التي تعاملت بها حكومته مع الاحتجاجات العنيفة، قائلاً إنّ الديموقراطية "عليها واجب الدفاع عن نفسها".

وعقب اجتماع طارئ مع كبار المسؤولين في الدولة، قال بينيرا إنّ "الديموقراطية ليس لها الحق فحسب، بل عليها واجب الدفاع عن نفسها باستخدام جميع الأدوات التي توفّرها الديموقراطية نفسها، وسيادة القانون لمحاربة أولئك الذين يريدون تدميرها".

وشارك في الاجتماع رؤساء كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ والمحكمة العليا.

وأعلنت السلطات أنّها أحصت 103 حوادث خطرة في جميع أنحاء البلاد، وأنّ عدد الموقوفين بلغ 1462 شخصاً، نصفهم تقريباً (614 موقوفاً) في العاصمة سانتياغو والبقية (848 موقوفاً) في بقية أنحاء البلاد.

وأضرم المتظاهرون النار في حافلات وحطموا محطات مترو ودمّروا إشارات مرور ونهبوا متاجر واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب في سانتياغو ومدن أخرى.

ومساء الأحد لقي خمسة أشخاص مصرعهم في حريق أضرمه سارقون بمصنع للملابس في شمال سانتياغو بعد نهبهم إيّاه، بحسب ما أعلنت فرق الإطفاء.

وليل السبت-الأحد، قضت امرأتان في حريق أضرمه سارقون بعد نهبهم سوبرماركت تابعاً لمجموعة وولمارت الأميركية في سان برناردو بالضاحية الجنوبية للعاصمة.

والأحد وقعت #مواجهات عنيفة بين محتجين ملثمين وعناصر الشرطة في لا بلازا ايطاليا بوسط العاصمة بحسب فرانس برس. وردّت قوات الامن باطلاق الغاز المسيل للدموع والمياه.

وبعد ثلاثة ايام من العنف، بدا المشهد في عاصمة تشيلي مؤلما مع احتراق حافلات ونهب متاجر والاف الحجارة والعصي التي ملأت الارصفة. وقالت السلطات إنه تم اعتقال 716 شخصا.

وقالت أنطونيا (26 عاما) لفرانس برس فيما كانت تحاول ان تستقل حافلة الى سانتياغو "ما يحصل محزن جدا، لكن الناس يئسوا من عدم الاستماع اليهم".

وتصاعد الغضب مع نشر صورة للرئيس وهو يتناول بيتزا في مطعم بينما كانت الحرائق تنتشر في سانتياغو.

وكان بينييرا وصف بلاده قبل أيام بأنها "واحة" في أميركا اللاتينية.

وحرم سكان سانتياغو البالغ عددهم نحو سبعة ملايين نسمة، السبت من كل وسائل النقل العام تقريبا مع تعليق رحلات الحافلات موقتا بعد إحراق العديد منها وإغلاق مترو سانتياغو بعد تخريب 78 من محطاته.

وأعلنت الحكومة وقف الدروس في العديد من المدارس في عدد من أحياء سانتياغو الإثنين.