العلاج المناعي يفتح نافذة جديدة في معالجة مرضى السرطان

استطاع التطور الطبي المهم في علاجات السرطان أن يخفف من معدلات الوفيات بشكل ملحوظ. لكن ثمة حالات بقي الطب عاجزاً عن معالجتها خصوصاً في بعض أنواع السرطان العدوانية أو تلك الحالات التي يتم كشف المرض فيها في مراحل متأخرة بحيث يصبح العلاج صعباً. إلا أن العلاج المناعي استطاع أن يعيد الأمل بالحياة إلى مريض السرطان في حالات عديدة، بحسب الطبيب الاختصاصي في أمراض الدم والأورام الدكتور  خليل الحلاّل أثناء مؤتمر عقدته شركة MSD حول العلاج المناعي للسرطان.

يعتبر السرطان سبباً رئيسياً للوفيات حول العالم بحسب الدكتور الحلاّل الذي يشير إلى أن سرطان الرئة يشكل نسبة 11 في المئة من معدلات الوفاة عامةً. فإضافة إلى كون سرطان الرئة شائعاً، ترتفع فيه معدلات الوفاة. ورغم التقدم الطبي المهم الحاصل لا تزال فرص المعالجة المتاحة للمريض الذي بلغ فيه السرطان لديه مراحل متقدمة محدودة حتى اليوم بالعلاجات التقليدية، خصوصاً أن كثراً من المرضى لا يتفاعلون بشكل جيد مع العلاجات التقليدية. هذا ويوضح الدكتور الحلاّل أن السرطان يقسم إلى مراحل 4 عامةً وبقدر ما تتقدم مرحلة المرض تتراجع فرص الشفاء، خصوصاً مثلاً في حالات سرطان الرئة. علماً أن ثمة عوائق عديدة تواجهها العلاجات التقليدية في مواجهة المرض أبرزها:

- انخفاض معدلات الاستجابة للعلاج

- عدم دوام مدة الاستجابة واحتمال عودة المرض

- الأعراض الجانبية الكثيرة المرتبطة بالعلاج

- مقاومة الجسم للعلاج

مع الإشارة إلى أن المريض يعتبر قد شفي إذا عاش 5 سنوات بعد انتهاء العلاج فيما كانت العلاجات التقليدية عاجزة عن تحقيق هذا الهدف في الحالات المتقدمة من سرطان الرئة. لذلك كان لا بد من العمل على رفع معدلات الشفاء.

سرطان الرئة حول العالم

تصل نسبة الوفاة من سرطان الرئة إلى 18 في المئة وبالتالي ترتقع نسبة الوفاة إلى حد كبير. علماً أن معدلات الإصابة به في مختلف الدول تتفاوت إلى كد كبير بحسب الطفرات الجينية في بلاد معينة والتي تساهم في زيادة معدلات الإصابة. فعلى سبيل المثال في اليابان والصين تختلف حالات سرطان الرئة عن الموجودة في لبنان. هذا ويشير الدكتور الحلاّل إلى أن نسبة تشخيص المرض في المرحلتين الثالثة والرابعة تصل إلى 67 في المئة حيث ينخفض معدل العيش. مع الإشارة إلى أن كشف سرطان الثدي في مرحلة مبكرة يعتبر أكثر سهولة بتوافر الصورة الشعاعية وكونه من الأورام التي تظهر خارجياً. أما في حالات سرطان الرئة فالورم داخلي ولا تظهر له أعراض في أولى مراحله.

في تطور العلاج المناعي

تطور العلاج المناعي بشكل لافت في مراحل عديدة، لكن بدءاً من عام 2011 حصلت نقلة نوعية في طريقة التعاطي معه وتطبيقه بحسب الحالات التي يتم التعاطي معها. أتى العلاج المناعي ليعيد الأمل إلى مريض السرطان وبشكل خاص لدى مرضى الميلانوما وسرطان الرئة الذين كانت فرص الشفاء لديهم قليلة، خصوصاً في الحالات المتقدمة. هذا وقد أتى العلاج المناعي في مقابل العلاج الكيميائي بما له من آثار جانبية سواء على مناعة المريض أو في غيرها من الجوانب لاعتبارها تصيب بشكل عشوائي الخلايا السرطانية وتلك الحميدة. فكان العلاج المناعي حلاً أمثل خصوصاً أن الآثار الجانبية الناتجة عنه هي أقل بكثير، إضافة إلى أنه يعمل بطريقة مختلفة وبفاعلية ليطيل معدل حياة المرضى ونوعية حياته بشكل ملحوظ، خصوصاً أنه يعمل على جهاز المناعة لإعادة تحفيزه في مكافحة السرطان. أما الآثار الجانبية الناتجة عنه فهي:

- التهاب القولون

- التهاب الرئة

وتحصل هذه الآثار الجانبية في 5 إلى 10 في المئة من الحالات. أما الحالات الحادة فتكون في نسبة لا تتعدى 3 في المئة.