جعجع: مشكلتنا اليوم عدم وجود رجال دولة

اتّهم رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع السلطة في الدولة اللبنانية بـ"خصخصة السيادة" التي "سلّموها الى فريق آخر، وقالوا له قم بما تراه مناسباً ونحن سنتفرّغ للاهتمام بالشؤون البلديّة للبنان".

وقال في عشاء أقامه القنصل اللبناني العام في مونتريال-كندا انطوان عيد وزوجته كارول تكريماً له ولزوجته النائبة ستريدا جعجع: "جميعنا اليوم مستاؤون من الأوضاع في لبنان ونشعر بالقرف وننتقد، إلا أن الأهم هو ألا نضيع عن الهدف. وثمة حقيقة كبيرة جداً هي: حذار أن ننسى في أي لحظة من اللحظات الدولة، لأن ما من مجتمع قادر على النهوض إن لم تكن فيه دولة فعليّة قائمة".

ورأى "أن دولتنا في الوقت الحاضر أقل بكثير مما كان يجب أن تكون عليه، إلا أن هذا الأمر لا يمنع أن نبقى دائماً وأبداً متمسكين بمؤسسات الدولة ومبادئها ونقاط التقائها، لأن فيها خلاصنا الوحيد، ويجب أن تكون دولة فعليّة "جمهوريّة قويّة" تتطلّب لقيامها بالدرجة الأولى وجود رجال دولة، وهذه مشكلتنا الأساسية اليوم. ففي تاريخنا رجال دولة كبار وعلى سبيل المثال لا الحصر فؤاد شهاب وكميل شمعون اللذان يمكن أن تعطى لهما هذه الصفة تبعاً للطريقة التي كانا يتصرّفان بها. لا دولة فعليّة لدينا لأن ما من دولة مماثلة تتنازل عن جزء من قرارها السيادي لفريق آخر، أيا يكن هذا الفريق، إن كان حزباً او منظّمة أو فريقاً خارجياً أو داخلياً، فأول ما على الدولة القيام به هو المحافظة على سيادتها، باعتبار ان المسؤول عن الدفاع عنها هو الدولة اللبنانيّة ولا نريد لأي طرف آخر أن يقوم بهذه المهمة بدلاً منها. فالمواطنون يدفعون الضرائب ويصوّتون في الانتخابات من أجل ان تكون هناك دولة مسؤولة عنهم وعن كل شؤونهم، إلا أن ما تقوم به الدولة لدينا هو العكس تماماً، فبدل أن تشرك القطاع الخاص في إدارة المؤسسات العامة التابعة لها، قامت بالخصخصة في مجال آخر، هو السيادة التي سلّموها الى فريق آخر وقالوا له قم بما تراه مناسباً ونحن سنتفرّغ للاهتمام بالشؤون البلديّة للبنان".