الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"فتاة النابالم" تروي مأساتها في حرب فيتنام وخلاصها من الجحيم

"فتاة النابالم" تروي مأساتها في حرب فيتنام وخلاصها من الجحيم
"فتاة النابالم" تروي مأساتها في حرب فيتنام وخلاصها من الجحيم
A+ A-

بعد 47 عاما على تصدر صورتها وسائل الإعلام الدولية، تؤكد كيم فوك فان ثي المعروفة عالمياً باسم "فتاة النابالم" أنها تعيش بسلام مع نفسها والعالم رغم الندوب المستمرة لديها منذ طفولتها المعذبة في جحيم حرب فيتنام.

أما سرها فهو الإيمان الراسخ لديها، على ما تؤكد لوكالة "فرانس برس" على هامش زيارتها باريس لمناسبة نشر كتابها بالفرنسية بعنوان "مخلّصة من الجحيم" والذي تروي فيه هذا المسار الروحي الذي قادها إلى السلام الداخلي.

وقد عاشت كيم فوك فان ثي الجحيم بعد إلقاء قذيفة نابالم على قريتها في فيتنام الجنوبية في الثامن من حزيران 1972. يومها كانت الفتاة البالغة تسع سنوات تركض في الشارع فيما تلفح النيران ظهرها وتلتهم ملابسها كما أن رقبتها وظهرها وذراعها اليمنى كلها تحترق.

وقد خلّد المصور الشاب في وكالة "أسوشييتد برس" نك أوت هذه اللحظة الرهيبة. وأثارت الصورة التي نال صاحبها بفضلها جائزة "بوليتزر"، صدمة في العالم أجمع واستحالت رمزا لحرب فيتنام.

وعانت كيم فوك خلال الطفولة وسنوات الصبا آلاما مضاعفة، منها الجسدية التي لازمت جسدها الهزيل حتى بعد 14 عملية جراحية وزرع خضعت لها في السنوات التالية. لكن المعاناة كانت خصوصا نفسية. وهي تقول: "كنت أشعر بالغضب والمرارة. لقد كنت فاقدة للأمل والسواد يلف الدنيا في نظري. فكّرت في الانتحار. كنت أعلم أني لا أستطيع أن أكمل حياتي على هذا النحو إلى الأبد". تضيف: "كانت أسئلة كثيرة تراودني: لماذا أنا؟ لماذا حصل ذلك؟ كنت في حاجة إلى إجابات".

وهي لم تجد هذه الأجوبة في الديانة الكاودية وهو معتقد توفيقي ظهر في مطلع القرن الماضي في منطقة كوشينشين التاريخية (الواقعة حاليا في فيتنام) حيث تربت. وتقول: "كنت ملتزمة دينيا لكن في النهاية كنت أفتقد للسلام والحب وكان قلبي خاويا".

وفيما تسترجع ذكرياتها، لا تفارق البسمة وجه كيم فوك لكنها تخفق أحيانا في إخفاء تأثرها الذي يخنق الكلمات لديها قبل أن تستجمع قواها وتواصل تلاوة قصتها.

وفي سن التاسعة عشرة، توجهت "فتاة النابالم" إلى مكتبة وغاصت في الكتب الدينية إلى أن استوقفها العهد الجديد من الكتاب المقدس. وهي تقول: "لقد شكّل ذلك منعطفا في حياتي".

وهي تتطرق في كتابها إلى هذا المنعطف لنقل بعض "السلام والأمل". وتقول: "في كتابي لا أتحدث عن الدين بل عن الإيمان، إيماني الخاص بالطريقة التي حررت قلبي".

وفي مواجهة هذه المشقات التي عاشتها طوال سنوات طويلة، تؤكد كيم فوك فان ثي أن إيمانها كان سلاحها الأمضى، قائلة: "يسوع هو قوتي".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم