الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

قطر تكسب تحدي "أم الألعاب"... ارتياح وثقة تنظيمياً قبل مونديال 2022

المصدر: "النهار"
عبدالناصر حرب
قطر تكسب تحدي "أم الألعاب"... ارتياح وثقة تنظيمياً قبل مونديال 2022
قطر تكسب تحدي "أم الألعاب"... ارتياح وثقة تنظيمياً قبل مونديال 2022
A+ A-

حفرت #قطر اسمها من ذهب لناحية التنظيم المميز لبطولة العالم لـ #ألعاب_القوى، التي استضافتها #الدوحة لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، في استاد خليفة الدولي بين 27 أيلول الماضي و6 تشرين الأول الحالي.

نتائج لافتة عدة تحقّقت، منها رقم عالمي جديد للعداءة الأميركية داليلا محمد في سباق 400 م حواجز (سجلت 52.16 ثانية لتتفوق على رقمها القياسي العالمي السابق ومقداره 56.20 ثانية)، وإحراز العداء الإثيوبي ليليسا ديسيسا ذهبية سباق الماراثون، مانحاً بلاده أول لقب عالمي في المسابقة منذ عام 2001 لينهي انتظاراً دام 18 عاماً، بينما لم يخيّب "الصقر" القطري معتز برشم آمال الجماهير الغفيرة التي احتشدت لمتابعة المنافسات، خصوصاً يومي الخميس والجمعة أي خلال عطلة نهاية الأسبوع في قطر، وتوّج بذهبية مسابقة الوثب العالي، مسجلاً 2.37 م.

وحظيت البطولة بمشاركة نحو 2000 رياضي ورياضية من 208 دول تنافسوا في 49 سباقاً ومسابقة.

عاشت الدوحة 10 أيام صعبة مليئة بالإثارة والحماس والانتقادات بسبب الحرارة العالية والرطوبة، لكن الأهم التعامل مع الصعوبات التي واجهتها، والتي نجحت في تخطيها، خصوصاً داخل استاد خليفة، من خلال استخدام نظام تبريد يجعل حرارة الملعب ما بين 23 و26 درجة، لا سيما وأن درجات الحرارة تصل نهاراً إلى 38 مئوية ورطوبة تناهز 50 في المئة، وهو ما أجبر بعض الرياضيين على الانسحاب خلال سباق الماراثون الافتتاحي للسيدات الذي أقيم على كورنيش الدوحة.

والأكيد أن الدوحة حققت علامة عالية تنظيمياً، إن عبر مكان إقامة الوفود، أو الحضور الجماهيري الذي بدأ بشكل خجول، لكن الأعداد ازدادت مع مرور الأيام، وصولاً إلى الأجواء في الملعب التي جذبت أنظار الرياضيين والمشجعين.

ولا شك في أن العوامل الطبيعية لا يمكن تخطيها بشكل كامل، فحرصت اللجنة المنظمة على تأمين أجواء مناخية مناسبة داخل الاستاد الذي يستضيف معظم المنافسات، وهي نجحت في ذلك، بدليل عدم وجود أي أمر سلبي يذكر، بل على العكس شهدت الألعاب منافسة قوية بين المنافسين، جعلت رئيس الاتحاد الدولي للعبة سيباستيان كو يصف نسخة الدوحة بأنها "الأفضل من ناحية أداء الرياضيين. خاض الرياضيون غمار البطولة وهم أكثر استعداداً، وتالياً فإن هذه الرياضة في وضع جيد".

وكشف أن معدل أعمار الرياضيين والرياضيات الذين أحرزوا الألقاب في النسخة الحالية، ما دون الـ24 عاماً، "أي نحن في صدد رؤية جيل جديد في السنوات المقبلة".

وتابع: "حصدت 40 دولة مشاركة ميداليات في نسخة الدوحة، وهذا يبيّن أن رياضتنا عالمية".

وستكون ظروف بطولة ألعاب القوى التي اختتمت في قطر بسيطرة أميركية متوقعة مع 14 ذهبية و11 فضية و4 برونزيات، بفارق مريح عن كينيا التي أحرزت 5 ذهبيات وفضيتين و4 برونزيات، ثم جامايكا في المركز الثالث مع ثلاث ذهبيات و5 فضيات و4 برونزيات، مماثلة بشكل كبير للظروف التي ستقام في ظلها الألعاب الأولمبية في اليابان صيف 2020.

وكان لافتاً متابعة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني معظم المنافسات من أرض الملعب، ولا سيما خلال كتابة برشم اسمه من ذهب في الوثب العالي، إذ قال الأخير: "كنت مع الأمير، كان متحمساً وسعيداً جداً وقال لي: حسناً فعلت، هو سعيد جداً وفخور لأنني حققت ما كان يريده".

البطولة التي امتدت 10 أيام تعد آخر محطة اعدادية كبيرة لرياضيي ورياضيات "أم الألعاب" قبل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة المقررة في طوكيو عام 2020، ومحطة أساسية للدولة المضيفة على صعيد استعداداتها لاحتضان كأس العالم في كرة القدم عام 2022.

وشهدت البطولة العالمية أحداثاً مؤثرة، أبرزها المفاجآت التي تحققت، فضلاً عن الدموع التي انهمرت من بعض المتنافسين، والتي كانت معظمها دموع فرح.

ويمكن الاعتراف أن الدوحة نجحت في التحدي العالمي، وهو ما سيعكس ارتياحاً عند جماهير كرة القدم قبل مونديال 2022، مع التأكيد على أن الحدث الأخير سيشهد حضوراً أكبر للمباريات.

مشهدان لن ينساهما أحد

في كل بطولة عالمية، لا بد وأن يحدث أمر مثير أو غريب أو انساني، وهو ما حصل فعلاً في بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة.

مشهدان سيبقيان في الذاكرة مستقبلاً، أولهما حين كان العداء جوناثان بازبي منهكاً وعلى شفير الانهيار في نهاية تصفيات سباق الـ 5 آلاف متر فهب منافس له لمساعدته، مما جعل جمهور استاد خليفة الدولي يقف مصفقاً للروح الرياضية.

وساعد عداء غينيا بيساو برايما سونكار دابو بازبي في الأمتار الـ25 الأخيرة، عندما أدرك عدم استطاعة الأخير اكمال السباق.

وعلق دابو على الحركة الجميلة التي قام بها: "كل ما أردته هو مساعدته في إنهاء السباق. أردت مساعدته في تجاوز خط النهاية. أعتقد أن أي شخص كان سيفعل الأمر ذاته في هذا الوضع".

المشهد الثاني، تمثّل بحصول العداءة القطرية مريم فريد على تحية المشجعين، بعدما حققت "حلم" الركض أمام الجمهور القطري في استاد خليفة.

وشاركت فريد في تصفيات سباق 400 م حواجز. وعلى رغم أنها أنهتها في المركز الأخير بفارق أكثر من 15 ثانية عن صاحبة المركز الأول، لكنها نالت تحية المشجعين، بعدما حققت الشابة "حلم" الركض أمام الجمهور القطري

وقالت فريد: "انتظرت هذه اللحظة طويلاً، لقد أصبح الحلم حقيقة. أنا فخورة. على المضمار كان الأمر رائعاً، كنت أشعر بالحاجة إلى البكاء".

[email protected]

Twitter: @abedharb2


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم