رحل زهير ذو الـ 19 ربيعاً بطلقة نارية داخل محل للإطارات

داخل محل للإطارات عثر عليه، جثة مصابة بطلق ناري أسفل الذقن، سقط زهير الحاج حسين غارقاً بدمائه من دون أن يعلم أحد بموته. استفقدته شقيقاته بعد تأخره في العودة الى منزله، حاولن الاتصال به من دون ان يجيب، ليتوجه احد اقاربه الى المحل الكائن على طريق عام كفرشلان ويصدم بالمشهد المريب... ابن التاسعة عشرة ربيعاً رحل في بداية الطريق.

اكتشاف الكارثة

خبر موت زهير بهذه الطريقة المروّعة أصاب كل من عرفه بالذهول، فقد كان كما قال احد اقربائه: "انساناً محباً للحياة على الرغم من الظروف الصعبة التي كان يمرّ بها، فهو مسؤول عن عائلته المؤلفة من اربع شقيقات ووالدته المريضه وذلك بعد وفاة والده، ومع ذلك كان في الامس طبيعياً، ضحك ومزح مع الجميع، انهى عمله من دون ان يعود ادراجه الى منزله. مرّ الوقت وبدأت شقيقاته يطرحنا علامات استفهام عن سبب تأخره حيث كانت والدته تجلس في المستشفى مع شقيقها، ازدادت مخاوفهن لعدم ردّه على اتصالاتهن، عندها توجه ابن خاله الى المحل وجد الباب مغلقاً من دون قفل، حاول الدخول ليكتشف انه مقفل من الداخل، كسر جزء من الحائط ودخل ليصدم بالمشهد المروّع". في حين أكد صاحب المحل حسين هاشم ان "بارودة الصيد تعود لزهير، يبقيها معه لكونه يبقى لساعات متأخرة في المحل"، مضيفاً "أعتقد أن الطلقة خرجت من طريق الخطأ وأدت الى مقتله، اذ من المستحيل ان يقدم على خطوة الانتحار".

حضرت القوى الامنية والادلة الجنائية، وتمت مراجعة كاميرات المراقبة الموجودة في المحل، وقد اظهرت بحسب ما قاله قريبه انه "لم يدخل سواه الى المكان، لكن داخل المكتب حيث لفظ آخر انفاسه لا توجد كاميرا لمعرفة تفاصيل ما حصل معه".

رحيل صادم

رحل ابن الهرمل الذي ولد في دير عمار وسكن في كفرشلان، وبحسب ما اكده احد معارف الضحية خالد غوراني لـ"النهار": "لم يكن زهير يعاني من اية مشاكل عائلية، فهو وحيد على اربع شقيقات، ربتهم والدتهم ايتاما بعد وفاة والدهم، عمل منذ فترة طويلة في محل الاطارات، وقد كان يمتلك نسخة عن المفاتيح، لفتح باب الرزق واغلاقه". ويتابع "اعتاد عند انتهاء العمل ان يجلس لبعض الوقت في المحل بمفرده، يستخدم الانترنت للتسلية على هاتفه، وقبل الحادث المشؤوم أخبر اصدقاءه انه سيلتقيهم في احد المقاهي لكنه رحل قبل ان يتسنى له ذلك". واضاف "كل من يعرف زهير يعلم علم اليقين انه لا يمكن ان ينتحر، فهو شاب مؤمن، متفائل، لذلك من الممكن ان تكون الطلقة النارية خرجت من طريق الخطأ اثناء لهوه بالبارودة". في حين أشار مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار": "على ما يبدو الى الان أن زهير اقدم على الانتحار".

وكان جهاز الطوارئ والاغاثة في الجمعية الطبية الاسلامية قد أعلن عن تعرض شاب بعد منتصف الليل، لحادثة إطلاق نار داخل أحد محال بيع الإطارات على طريق عام كفرشلان في الضنية، ما أدى الى إصابته بطلق ناري في الرأس ووفاته على الفور. وقد عمل الجهاز على نقل جثته إلى مستشفى طرابلس الحكومي، بعد الكشف عليها من الأجهزة المختصة.