"لوريال أونيسكو" يكرّم باحثات عربيات: العالم بحاجة إلى العلم والعلم بحاجة إلى المرأة

كرّم برنامج لوريال- الأونيسكو "من أجل المرأة في العلم"، في دورته السادسة ستّ باحثات وإعدات، من لبنان والأردن والعراق وفلسطين، لمساهمتهن والتزامهن في مجال البحث العلمي، في احتفال رعاه رئيس مجلس الوزراء سعد #الحريري، في الجامعة الأميركية في بيروت.

خلال 21 عامًا، سلّط برنامج لوريال الأونيسكو "من أجل المرأة في العلم" الضوء على 107 رائدات ورافق أكثر من 3100 عالمة شابة، من طلاب الدكتوراه ومرحلة ما بعد الدكتوراه، من خلال تقديم المنح البحثيّة سنويًّا في 117 بلداً. 

في مجال البحث العلمي، لا تزال العوائق كثيرة أمام النساء: 28% فقط من الباحثين هم من النساء، و11% من المناصب العلمية العليا تشغلها نساء و3% فقط من جوائز نوبل العلمية تم منحها للنساء. منذ عام 1998، تعمل مؤسّسة لوريال، مع الأونيسكو، على تحسين تمثيل النساء في الأدوار والمناصب العلميّة، انطلاقًا من قناعة بأنّ العالم بحاجة إلى العلم، والعلم بحاجة إلى المرأة.

خلال الحفل الإقليمي، القت وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب فيوليت خيرالله الصفدي كلمة باسم رئيس مجلس الوزراء، دعت فيها النساء لأخذ أماكنهن والانخراط في العمل الجاد لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه مجتمعاتنا".

ويهدف برنامج زمالات لوريال- الأونيسكو "من أجل المرأة في العلم" للمشرق العربي، الذي أطلق في عام 2014 بالشراكة مع المجلس الوطني للبحوث العلمية (CNRS) في لبنان الى تعزيز العالمات العربيات من الأردن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين، وتمكينهن والاعتراف بدورهن الحاسم في تنمية المنطقة.

وقال المدير العام لوريال المشرق العربي فيليب باتساليدس، "إنّ مشاركة النساء في المجالات العامة والسياسية والاقتصادية تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الأخيرة، إلا أنّ هذا التطوّر لا ينطبق على مجال العلوم. هدفنا هو إعطاء النساء المساحة التي يستحقونها فنثبت للعالم أجمع أن التقدم العلمي والتقني لا يمكن تحقيقه من دون النساء. فمن غير الطبيعي أن نحرم أنفسنا من مواهب نصف البشرية". 

في كل عام، يكرّم البرنامج ستة من النساء العربيات الشابات الموهوبات، في مرحلة الدكتوراه وفي مرحلة ما بعد الدكتوراه، لجودة أعمالهن البحثية. تحصل كل من المكرمات على منحة تساعدها على إكمال بحثها في المجال الذي اختارته، وعلى الدعم من أجل تحقيق كامل امكاناتها العلمية.

وهنّأ الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان ورئيس لجنة التحكيم البروفسور معين حمزه الفائزات في نسخة 2019 من برنامج لوريال-الأونيسكو "من أجل المرأة في العلم" على إنجازاتهن. وقال إنّ "القدرات البحثية المتقدمة تدهش أعضاء لجنة التحكيم باستمرار عاماً بعد عام. من التكنولوجيا النانوية إلى الذكاء الاصطناعي، إلى الهندسة الوراثية، هؤلاء العالمات برعن في أبحاثهن التي أثبتت مرة أخرى أنّ المرأة تطور العلم، والعلم يطور العالم". 

تم اختيار ست نساء وإعدات من بين أكثر من 100 مرشحة هذا العام. هن مستقبل العلوم، والاعتراف بتميزهن سيضمن وصولهن إلى كامل إمكاناتهن: من لبنان الدكتورة لورا جوي بولس "علم الأعصاب والذكاء الاصطناعي"، وتم تكريمها لبحثها عن صياغة أدوات تتقاطع بين الصحة العقلية، وعلم الأعصاب، والذكاء الإصطناعي واستخراج خوارزميات لمساعدة المستخدمين على إتخاذ قراراتهم. وتمارا سلوم "علم الجينوم" وكرمت على بحثها الذي يرتكز على دراسة جينوم طفيليات الليشمانيا لاقتراح أهداف علاجية جديدة.

ومن الاردن: الدكتورة نداء أنور عبابنة "علم الأعصاب / الخلايا الجذعية المحفزة والتصحيح الجيني". وتم تكريمها على بحثها، الذي يرتكز على تطبيق تقنيات جديدة لإنتاج الخلايا الجذعية وتعديلها، وذلك لتصحيح طفرة جينية مسببه لمرض تلف الاعصاب الحركية. والدكتورة نوف محمود "تكنولوجيا النانو وتطبيقاته الطبية" وكرمت لبحثها المرتكز على تطوير أنظمة نانوية مبتكرة لعلاج الجروح والالتهابات الجلدية الناجمة عن مرض السكري.

ومن فلسطين: الدكتورة سوسن أبو شرخ "الفيزياء الطبية الحيوية / توصيل الأدوية وتقنية النانو" وتم تكريمها لبحثها الذي يركز على تصميم وتحضير كبسولات نانوية لتوصیل أنواع متعددة من الأدویة للخلایا السرطانية وإجراء القياسات البيوفيزيائية الحديثة لتقييم فعالية هذه الأنظمة على توصيل الأدوية للخلايا.

ومن العراق: إيناس الخفاجي "العلوم الصيدلانية، الكيمياء الطبية" وكرمت على بحثها الذي يرتكز على تطوير معالجة تستهدف الأورام لتحسين نوعية الحياة.