الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

محمد بن سلمان يدعو إلى "ردع" إيران ويفضل الحل السياسي

محمد بن سلمان يدعو إلى "ردع" إيران ويفضل الحل السياسي
محمد بن سلمان يدعو إلى "ردع" إيران ويفضل الحل السياسي
A+ A-

حذر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" الذي تبثه شبكة "سي بي إس" الاميركية للتلفزيون، الاحد، من أن أسعار النفط يمكن أن ترتفع إلى أرقام خيالية ما لم يتخذ العالم موقفاً قوياً لردع إيران، لكنه أعرب عن تفضيله الحل السياسي على الحل العسكري.

وقال : "إذا لم يتخذ العالم موقفاً قوياً لردع إيران، فسنرى المزيد من التصعيد"، موضحاً أن إمدادات النفط ستتعطل وسترتفع أسعار الخام إلى أرقام خيالية.

وأضاف ولي العهد في المقابلة التي أُجريت معه الثلثاء الماضي في السعودية، إنه يتفق مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على أن هجوم 14 أيلول، الذي أدى الى انخفاض إمدادات النفط العالمية أكثر من خمسة في المئة كان عملاً حربياً من جانب إيران.

لكنه قال إنه يفضل الحل السلمي لأن نشوب حرب في المنطقة سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي. وتتهم الولايات المتحدة وقوى أوروبية والسعودية إيران بالمسؤولية عن الهجوم، لكن طهران تنفي أي دور لها فيه . وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن هذا الهجوم.

وأشار ولي العهد السعودي، إلى أنه على ترامب أن يجتمع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني لصوغ اتفاق جديد في شأن البرنامج النووي الإيراني ونفوذ طهران في الشرق الأوسط.

"بلا شك لا"

وقبل أيام من حلول الذكرى السنوية الأولى لمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بمدينة اسطنبول التركية، سئل الأمير محمد عما إذا كان قد أصدر أمر القتل فأجاب: "بلا شك لا". لكنه أكد أنه يتحمل المسؤولية كاملة " خصوصاً لأن من ارتكبوها كانوا يعملون لمصلحة الحكومة السعودية".

وخلص الى ان: "هذا كان خطأ ويجب علي اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتجنب مثل هذا الأمر في المستقبل".

وتعتقد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إي" وبعض الحكومات الغربية أن الأمير محمد أمر بالقتل، لكن مسؤولين سعوديين نفوا مراراً أي دور له في ذلك. ولدى سؤاله عن تقويم "السي آي إي"، طلب الأمير محمد كشف المعلومات.

وعندما سئل كيف يمكن أن تكون الجريمة ارتكبت من دون علمه، أجاب : "البعض يتوقع أنني يجب أن أعرف ما يفعله ثلاثة ملايين موظف في الحكومة السعودية يوميا! من المستحيل أن يرسل الثلاثة ملايين تقاريرهم اليومية إلى القائد أو ثاني أعلى مسؤول في الحكومة السعودية".

وردا على سؤال عن احتمال تورط اثنين من أفراد الدائرة المقربة منه في الأمر من دون علمه، قال الأمير محمد :"التحقيقات كلها جارية وبمجرد إثبات تهم على أي شخص على أي مستوى فسيحاكم من دون استثناء".

وشوهد خاشقجي كاتب المقالات في صحيفة "الواشنطن بوست" للمرة الأخيرة وهو يدخل القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 تشرين الأول لتسلم أوراق قبل زواجه. وقد قُطِّعَت جثته وأُخرجت من المبنى ولم يعثر على أي أثر لها.

وسئل ولي العهد السعودي خلال المقابلة عن ناشطات تحتجزهن السلطات السعودية باتهامات تتعلق بنشاطهن في مجال حقوق الإنسان وتصفهن وسائل إعلام محلية بالخيانة، بينهن الناشطة لجين الهذلول، فأجاب أنه ينبغي احترام القوانين كي يتم إصلاحها. وأضاف أن قرار إطلاق الهذلول في يد النائب العام، لكنه سيتابع بنفسه اتهامات بأنها تعرضت للتعذيب في السجن.

كذلك سئل عن الانتقادات الموجهة الى الرياض داخل الكونغرس في ما يتعلق بقتل خاشقجي والحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، فأجاب: "العلاقة (بين السعودية والولايات المتحدة) أكبر بكثير".

وجدّد دعوة سعودية لإيران لوقف الدعم لقوات الحوثيين في اليمن، قائلاً إنه منفتح على كل المبادرات للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب اليمنية.

طهران: تلقينا رسائل سعودية

ووقت يتصاعد التوتر بين السعودية وإيران، نقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء شبه الرسمية عن الناطق باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أن السعودية بعثت برسائل إلى الرئيس حسن روحاني بواسطة زعماء دول أخرى.

وقال: "نقل زعماء بعض الدول رسائل من السعوديين إلى حسن روحاني... إذا كانت السعودية تسعى حقاً إلى تغيير في السلوك، فإن إيران ترحب بذلك".

ولم يكشف ربيعي مضمون الرسائل.

"فيتش" تخفض تصنيف المملكة

في غضون ذلك، أعلنت وكالة "فيتش" خفض التصنيف الائتماني للسعودية درجة واحدة بسبب "التوتر الجيوسياسي والعسكري في منطقة الخليج"، بعد هجوم غير مسبوق على منشأتين نفطيتين في المملكة.

وقالت الوكالة في بيان إنها خفضت تصنيف المملكة من A1 "أي إيجابي" إلى ِA "أي"، مع نظرة مستقبلية مستقرة.

وأفادت انه " على رغم معاودة انتاج النفط تماماً بحلول نهاية ايلول، نعتقد أن هناك خطراً ازاء وقوع هجمات إضافية على السعودية ما قد يؤدي إلى أضرار اقتصادية".

وأضافت :"راجعنا تقويمنا في شأن مدى هشاشة البنى التحتية الاقتصادية في السعودية ومدى تعرضها لتهديدات عسكرية إقليمية نتيجة للهجوم الأخير". وأشارت أيضا إلى أن استمرار العجز المالي السعودي الذي بدأ عام 2014 مع انهيار اسعار النفط، يشكل عاملاً إضافياً لخفض التصنيف.

لكن الرياض أبدت "تحفظها" عن تقرير الوكالة، معتبرة أنه لا يعكس الرد السريع للمملكة للتعامل مع الأحداث، وحضتها على إعادة النظر في تقويمها.

رد على الحوثيين

ورداً على مشاهد مصورة بثها الحوثيون اليمنيون لما قالوا إنه عملية برية واسعة الشهر الماضي في منطقة نجران السعودية، قلل الناطق باسم التحالف العسكري في اليمن الذي تقوده الرياض العقيد الركن تركي المالكي الاثنين، شأن هذه المعلومات قائلاً: "هذه حملة إعلامية مضللة". ووصف إعلان الحوثيين بأنه "مسرحية".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم