نتنياهو أمام مهمّة شبه مستحيلة: تشكيل ائتلاف حكومي يواجه صعوبات جمّة

بدأ رئيس الوزراء #بنيامين_نتنياهو مهمة تبدو شبه مستحيلة لتشكيل ائتلاف حكومي بعدما كلّفه الرئيس الإسرائيلي محاولة القيام بذلك، بعدما أفضت الانتخابات إلى طريق مسدود.

وحقّق نتنياهو، من خلال تفويض الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الأربعاء له تشكيل الحكومة، نصرا موقتا. وعليه أن يشكل الائتلاف من دون مؤشرات واضحة الى من سيحصد الأغلبية.

وسيحاول نتنياهو النجاح في المهمة الموكلة إليه. وهو في انتظار جلسة استماع من المقرر عقدها يومي 2 تشرين الأول و3 منه، في مزاعم الفساد المحتملة ضده.

وتشير تحذيرات إلى احتمال ذهاب إسرائيل إلى انتخابات هي الثالثة منذ نيسان الماضي.

فور تكليفه، دعا نتنياهو مجددا خصمه الرئيسي #بيني_غانتس إلى الانضمام إليه في حكومة وحدة. لكن رئيس هيئة الأركان السابق رفض أسلوب نتنياهو التفاوضي، ووصفه بأنه غير جاد.

ويقول غانتس إنه يجب أن يكون هو رئيس الوزراء الإسرائيلي المقبل في اطار حكومة وحدة وطنية، خصوصا أن تحالفه الوسطي أزرق أبيض هو الأكبر. ويصر على أنه لن يشارك في حكومة يواجه فيها رئيس الوزراء لائحة اتهام جدية.

وسعى التحالف الوسطي إلى إقناع أعضاء من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو إلى التخلي عنه، وتشكيل حكومة وحدة معا، لكن لا مؤشرات الى امكان حصول ذلك.

ودفع هذا الوضع منتقدي نتنياهو إلى اتهامه باحتجاز البلاد رهينة، مستندين في ذلك إلى احتمال تشكيل حكومة وحدة إذا تنحى.

ويقول نتنياهو إنه يحظى بدعم أحزاب صغيرة في البرلمان أكثر من غانتس. وتعهد عدم التخلي عنها خلال محادثاته لتشكيل الائتلاف.

ولم يشر رئيس الوزراء إلى احتمال تخليه عن منصبه طوعا بعدما تولاه لاكثر من 13 عاما.

وصرح الرجل الثاني في تحالف أزرق أبيض يائير لابيد الخميس: "لم يفز نتنياهو في الانتخابات، لقد خسر".

وكتب عبر صفحته على موقع الفيسبوك: "بيني غانتس أفضل، وسيصبح رئيس وزراء أفضل منه".

وأضاف: "عدد أكبر من الناس صوتوا لصالح أزرق أبيض بدلا من الليكود. لقد فعلوا ذلك لاعتقادهم أن الوقت  حان لتغيير الاتجاه".

من جهته، قال كبير مفاوضي حزب الليكود، وزير السياحة ياريف لافين، الخميس إن الحزب منفتح على احتمال التناوب. واصاف: "ندرك أنه إذا شكلنا حكومة وحدة، فلن يكون نتنياهو رئيس وزراء لفترة كاملة".

ويلقي أعضاء الليكود باللوم على غانتس في حال اضطروا إلى إجراء انتخابات ثالثة. وهو موقف يصفه أعضاء أزرق أبيض بانه "سخيف".

وأشار لافين إلى أن "خيار الانتخابات الثالثة هو الأرجح في الوقت الحالي".

وحض الرئيس الإسرائيلي كلا من نتانياهو وغانتس على تشكيل حكومة وحدة قبل إعلانه الأربعاء، لكنه لم يستطع أن يقودهما إلى اتفاق.

واقترح ريفلين تغيير القانون للسماح لنتنياهو بالتنحي لفترة غير محددة ليتفرغ لقضاياه القانونية، بينما يتولى غانتس رئاسة الوزراء في هذه الأثناء.

وقال لافين إن الليكود مستعد للتفاوض على هذا الأساس، مشيرا إلى أن الليكود دعا مفاوضي التحالف الوسطي إلى إجراء محادثات الخميس، لكنهم رفضوا.

وقال إن مفاوضي أزرق أبيض رفضوا مساء الأربعاء عقد اجتماع في مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي قبل أن يعلن الشخص الذي كلف تشكيل الحكومة.

بعد انتخابات 17 أيلول، حصل التحالف الوسطي أزرق أبيض على 33 مقعدا، مقابل 32 مقعدا لحزب الليكود في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.

وأمام نتنياهو 28 يوما لتشكيل حكومة مع تمديد محتمل لمدة أسبوعين.

وفي حال فشل في المهمة، يمكن الرئيس الإسرائيلي اختيار شخص آخر لتشكيل الائتلاف، أو مطالبة 61 من أعضاء البرلمان بالموافقة على مرشح.

وصدرت مؤشرات، الخميس، إلى أن غانتس قد يفضل أن يعطى نتنياهو الفرصة الاولى لتشكيل حكومة، مع رهانه على أنه سيفشل.

وأشار أيمن عودة، رئيس القائمة العربية المشتركة التي حصدت 13 مقعدا في البرلمان، إلى أن اتصالات جرت بينه وبين أزرق أبيض.

وقال عودة في مقطع مصور نشره عبر صفحته على الفايسبوك: "طلب أزرق أبيض تأييد ترشيح غانتس لرئاسة الحكومة من عشرة أعضاء فقط من القائمة المشتركة (...) وبالتالي سيحصل نتنياهو على 55 مقعدا مقابل 54 لغانتس، وحينها يكلف نتنياهو تشكيل الحكومة".

وأشار إلى أن "ازرق أبيض يعتقدون أن نتنياهو سيفشل في تشكيل الحكومة، وان ريفلين سيطلب من غانتس القيام بذلك".

وكانت القائمة المشتركة أعلنت، مطلع الأسبوع، تأييدها غانتس لرئاسة الوزراء، على الرغم من رفض أحد الاحزاب المنضوية فيها، والذي لديه ثلاثة مقاعد هذا الامر، ما يعني ان دعمها لغانتس يشمل عشرة مقاعد فقط.