حادث مأسوي أنهى حياة جمال... تسرُّب غاز أحرق جسده ومطعمه

توجّه إلى عمله لبدء يومه وكسب لقمة عيشه، فتح المطعم الذي يمتلكه، أشعل الفرن من أجل تجهيز فحم للنراجيل، وإذ بالكارثة تحصل، فاندلع حريق أصابه بحروق بالغة، نُقل إلى المستشفى، قاوم أياماً قبل أن يفارق الحياة... هو جمال لاذقاني صاحب مطعم "منارة الميناء" الذي كتب عليه أن يكون الضحية الجديدة لتسرّب الغاز.

تسرّب قاتل

قبل عشرة أيام كانت المصيبة تنتظر ابن #طرابلس داخل جدران مطعمه. وكما قال ابن عمه إيهاب: "تسرّب الغاز من قارورة كبيرة طوال الليل، وما إن حاول جمال إشعال الفرن حتى وقع الانفجار المروّع والتهمت النار جسده، متسببة بحروق بليغة. كما شاء القدر أن يصاب ولد كان يمرّ بالقرب من المكان بحروق. نقل جمال إلى مستشفى السلام ومنه إلى مستشفى الجعيتاوي، حاول الأطباء القيام بكل ما في وسعهم لإنقاذه، لكن في الأمس انتهى كل شيء بعدما أطبق عند الساعة العاشرة صباحاً عينيه إلى الأبد"، وأضاف: "رحل الوالد لثلاثة أبناء، هم شاب وفتاتان، السند الذي كرّس حياته من أجل تأمين حياة كريمة لهم".

سلسلة خسارات

أملُ عائلة لاذقاني بشفاء جمال بدّده في الأمس الخبر الحزين. ولفت إيهاب إلى أن "خسارتنا كبيرة لإنسان عُرف بأخلاقه الحميدة، شاب عصامي بنى نفسه بنفسه، لكن يا للأسف كُتب أن تكون نهايته بهذا الشكل المروّع، حيث ووري اليوم في الثرى، ودّعه أهله ومحبوه إلى مثواه الأخير وفي القلب غصة وحرقة على فقدانه المرير"... حادثة موت جمال ذكّرت بحادثة رحيل علي دياربي وابن شقيقته محمود الحلاق اللذين فجعا صيدا بوفاتهما بعد أن عانيا من حروق على مدى أيام نتيجة انفجار قارورة غاز في فرن المعجنات الذي كانا يعملان فيه، في شهر أيلول من السنة الماضية، وكذلك الحادث المأسوي الذي تسبّب في رحيل الاستاذ في معهد شمسطار الفني مهدي السبلاني، بعد تسرب غاز في منزله أدى إلى حريق هائل دفع ثمنه حياته في شهر آب الماضي.

أسباب عدة للكارثة

توجد أسباب عدة لانفجار قارورة الغاز، عدّدها رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز، الخبير فريد زينون لـ"النهار"، وهي "اهتراء القارورة وخصوصاً القارورة سعة 35 كيلوغراماً التي غالباً ما يكون الاهتراء في أسفلها. تسرّب في أنبوب القارورة. فتح القارورة وتركها مدة قبل إشعال النار". وأضاف: "كما نحذر محطات البنزين التي تعمل على تعبئة قوارير الغاز من دون ختم، ما يشكل خطراً كبيراً على السلامة العامة".

نصائح للسلامة العامة

جملة نصائح وجّهها زينون إلى المواطن من أجل السلامة العامّة، منها "فحص مقبض، ساعة، مفتاح وأنبوب القارورة، وضرورة تغيير الساعة والأنبوب كل سنة، والجلدة عند استبدال القارورة. وإذا اشتمّ شخص رائحة غاز في منزله فعليه إطفاء الكهرباء وفتح النوافذ، وعند فحص إمكانية وجود تسرّب غاز من القارورة، عليه فعل ذلك بالماء والصابون من خلال وضعها على إسفنجة وتقريبها من القارورة، فإذا ظهرت فقّاعات يعني وجود تسرّب للغاز، ومن الخطأ الكبير فعل ذلك بالنار، ويُمنع حمل الهاتف عند فحص القارورة كونه يُصدر ذبذبات كهربائية".

وأوضح زينون أن "سنة 2015 وقّع الوزير أرثيور نظريان على قرار استبدال 4 ملايين قارورة قديمة بقوارير جديدة على مدى 5 سنوات ونصف السنة، وفي بداية سنة 2016 بدأ تسليم القوارير الجديدة، حيث تسلمنا إلى الآن مليونين و800 ألف قارورة غاز سعة 10 كيلوغرام و82 ألف قارورة سعة 35 كيلوغراماً" بحسب ما قال النقيب، مضيفاً: "في حال وجدنا أن السوق بحاجة إلى أكثر من الـ 4 ملايين قارورة التي تم التوقيع لتغييرها فسنعمل على تعديل القرار".