بالصور: إهدن... تجمع فصول السنة في يوم واحد

قد لا توجد منطقة لبنانية مشابهة لعروس مصايف الشمال إهدن من حيث المناخ، وجمال الطبيعة، وعيش فصول السنة الأربعة في يوم واحد، وهو أمر يتكرر تقريباً كل يوم.

فصل الخريف الذي نحن فيه الآن بأوراقه الصفر، ونسيمه البارد، وضبابه ورذاذ مطره، عشناه أيضاً في عز الصيف في شهري تموز وآب، ورغم ورقه الأصفر، لم يحجب خريف أيلول، ربيع إهدن المستمر ألواناً متعددة، وأزاهير متفتحة، وروائح عطرة تعانق ضباب بعد الظهر، الذي يغطي يومياً الجبال، أما قبل الظهر، فصيف مستمر بشمسه، وأشعتة الحارقة، وحرارته المرتفعة التي تأخذ في الانخفاض تدريجياً قبيل المغيب، لتصل الحرارة في الليل إلى عشر درجات فوق الصفر ما يستدعي ارتداء الألسبة الصوفية الشتوية اتقاء للبرد.

كل هذا يحصل في اليوم الواحد، في إهدن "الفردوس الأرضي" حسب وصف البطريرك الدويهي السائر على درب القداسة لمسقط رأسه.

زوار إهدن يكثرون في الخريف، لا سيما أهل الفن والرسم وأصحاب الريش المبدعة، من لبنان وخارجه، يلتقطون الصور لجمال تمازج ألوان ريشة الخالق وإبداعاته الفنية، حيث قال لي الفنان رومانوس مكرزل ذات لقاء "للنهار" منذ فترة، "في خريف إهدن لون ليلكي يلون صخور جبل مار سركيس بلون لا يمكن أن ترى مثيلاً له في العالم".