هذه الصورة "بين الأفضل منذ بداية القرن، وتسبّبت للمصوّر باكتئاب شديد"؟ FactCheck#

تمّت المشاركة، على نطاق واسع، وبلغات مختلفة، في صورة لـ#ظبي عاجز، محاطا بثلاثة #فهود جائعة ومتعطشة الى الدماء، مع زعم أنها تظهر #غزالة ضحّت بحياتها من أجل إنقاذ صغارها. وفي المزاعم ايضا أن هذا المشهد "تسبّب للمصوّر باكتئاب شديد".

ومع ذلك، تقول #أليسون_بوتيجيج Alison_Buttigieg#، المصورّة التي كانت تقف وراء العدسة، لوكالة "فرانس برس"، إن لا صحّة اطلاقا لهذه الرواية. وتعرب عن إحباطها من أن القصة الخاطئة ما زالت منتشرة، رغم أنها تكلمت منذ سنوات لوضع الامور في نصابها.

الرواية ذاتها تم التشارك فيها بلغات عدة. فالى جانب العربية والانكليزية (أعلاه)، هناك ايضا البرتغالية (هنا) والاسبانية (هنا)... باستخدام البحث العكسي عن الصور بواسطة اداة TinEye، أمكن تحديد مكان الصورة في مدوّنة (هنا) تملكها أليسون بوتيجيج Alison Buttigieg. وهي مصوّرة مالطية، تلتقط صورا للحياة البرية، ومستقرّة في فنلندا.

تقول بوتيجيج لوكالة "فرانس برس"، عبر البريد الإلكتروني، إن "المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي خاطئة"، مشيرة الى انه "من المحبط أنه، رغم توضيح ما يشاهد في الصورة، قبل سنوات، إلا أنه بدا ان المنشورات المضللة هي التي تجذب المستخدمين عبر الإنترنت".

في أيلول 2013، التقطت بوتيجيج هذه الصورة في محمية ماساي مارا Maasai Mara الوطنية في كينيا. وتشرح ما يُشاهد فيها هنا: "لقد شاهدت هذا الفهد يقتل في ايلول 2013، في ماساي مارا بكينيا. ناراشا، انثى الفهد، كانت تعلّم صغارها كيفية قتل فريسة. لكنهم كانوا بطيئين بعض الشيء في فهم الامر، وكانوا يلعبون مع الفريسة السيئة الحظ، وهي إمبالة (ظبي إفريقي)، بدلاً من قتلها.

ناراشا، انثى الفهد، هي التي تمسك بالإمبالة، من رقبتها، في جميع الصور. ويمارس صغارها بعض المهارات، مثل الانقضاض والتعثر، وقد قاموا بها في شكل صحيح، لكن لا يبدو أنهم غير قادرين على فهم كيفية خنق الإمبالة في شكل فعال...". وفي النهاية... اراحت انثى الفهد الإمبالة من بؤسها، وقد امكن القطط التمتع بتناول وجبة لطيفة".

وتقول بوتيجيج ان "هذه الصورة أصبحت منتشرة على نطاق واسع منذ أكثر من عامين الى 5 اعوام، ودائمًا مرفقة بالقصة الزائفة ذاتها"، علما انها وضعت الامور في نصابها في منشور على الفايسبوك في شباط 2017.

"رغم توضيح القصة الحقيقية مرات عدة، فإن الناس يفضلون نشر النسخة الزائفة، لأنها مثيرة وتحظى بالكثير من الإعجابات"، على قولها. وتضيف: "بصفتي مصوّرة تهتم بحماية الحياة البرية، فإن هذا الأمر مزعج، لأنني أسعى الى نشر معلومات صحيحة عن سلوك الحيوانات".

تعبّر بوتيجيج عن اشمئزازها من كيفية استخدام مرض عقلي (الاكتئاب) لنشر رواية خاطئة. "بالنسبة الى الجزء في المنشور المتعلق بالاكتئاب (المصوّر)، ليست لدي الكلمات لأعبّر. أن يتمّ التكلم على مرض عقلي زائف لجعل القصة أكثر انتشارا، ينمّ عن افتقار الى الحس، بالنسبة اليّ (لقد تسبب لي ذلك بمشاكل في مكان عملي)، وكذلك الى الأشخاص الذين يعانون هذا المرض".

كذلك، تعبّر عن احباطها من تشارك منشورات في صورتها من دون إذنها. العلامة المائية التي تظهر اعلى الصورة الاصلية في الجهة اليمنى، والتي تعرّف أنها لها، تمّ اقتصاصها في النسخة التي تمّت المشاركة فيها مع القصة الكاذبة.

وتبدي قلقها ازاء "انتشار المعلومات المضللة في شكل أسرع من الحقائق، وشعور الناس بالحرية في سرقة صور، وتلفيق قصص زائفة لها ومشاركتها. لقد تعرضت لمضايقات من بعض هذه الصفحات عندما تجرأت على الإبلاغ عنها لازالة الصورة".

وفقا لما تذكر في مدونتها، فازت صورة بوتيجيج هذه بجائزة، في اطار مسابقات "جوائز سيينا الدولية للصور"، في تشرين الثاني 2016.