كلية الإعلام تطلق اختصاصاً جديداً يحاكي التطور

في وقت يرزح لبنان تحت وطأة البطالة والتحديات الاقتصادية، تسعى كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية إلى فتح كوّة أمل في جدار الصعوبات التي تواجه الشباب اللبناني، وأطلقت "علم البيانات" كاختصاص جديد في الكلية. وتتجلى أهمية هذا الاختصاص الذي يصفه الدكتور بول الخويري منسق الاختصاص في الكلية "بالنفط" في الأعوام العشرة المقبلة.

أهمية الاختصاص

ويشرح لـ "النهار" أن "علم البيانات موجود في كل الاختصاصات، لأنه يقوم على تحليل البيانات التي تجمع عن أي موضوع، لان البيانات التي لم تحلل بعد جمعها ليس لها اي قيمة، وبعد التحليل نصل الى معلومة محددة نستخدمها في الطب، في ادارة الاعمال، في تشخيص الامراض، في الإعلام وتطوره وما هي الاهتمامات الجديدة، وهذا يساعد في بناء مستقبل قريب للواقع بناء على تحليل البيانات المحددة".

وأضاف: "برنامج علم البيانات فريد من نوعه وموجود فقط في الجامعة اللبنانية بفرعي كلية الإعلام الاول والثاني، وميزته أنه سيكون الطلب عليه كثيفاً في السنوات العشر المقبلة وفق دراسة أميركية أكدت أنه سيكون نفط السنوات المقبلة".

ويتضمن هذا الاختصاص مهارات علمية خصوصاً في عالم المعلوماتية، ومهارات إحصائية وعلم الرياضيات، ويحصّلها الطالب عليهم في السنة الاولى، وفي الثانية والثالثة يأخذ مواد تقنية اكثر.

وبهدف دعم هذا الاختصاص وإعطائه صدقية عالية وجعله أهم من غيره، مواكباً التكنولوجيا والتطورات الوظيفية حول العالم، أكد الخويري أن " البرنامج يرتكز على دعائم ثلاث:

- الدعامة الأكاديمية: عقدنا اتفاقات دولية مع جامعات أجنبية، نتشارك من خلالها المهارات والخبرات والأساتذة والطلاب...

- الدعامة التكنولوجية: عقدنا اتفاقية كبرى مع شركة "ساس" ليس فقط على صعيد كلية الإعلام بل على صعيد الجامعة اللبنانية ككل. تقدم "ساس" للجامعة اللبنانية بموجبها كل البرامج الإلكترونية التي تحتاجها في مختبراتها تلبيةً لحاجات الجانب التطبيقي لكل مقرّر، من دون أي رسوم، وبهدف إيصال المعلومات كاملةً إلى الطالب. من ضمنها برنامج علم البيانات (Data science) في كلية الإعلام.

- الدعامة الثالثة: نحن في صدد عقد اتفاقية مع مجموعة كبيرة من أنواع الشركات كافة، لمساعدتنا في معرفة حاجات السوق، نوعية الطلاب، ولمساعدة الطالب في تحضير مشروع تخرّجه، لئلا يكون مجرد بحث مقترح عليه من اللجنة الأكاديمية. يهمنا أن تقترح الشركات مواضيع واقعية ملموسة، تشرف عليه اللجنة ليتناسب مع الاختصاص. وهكذا، تتعرف الشركات إلى الطالب وقدراته في العمل، وعلى أساسها يحصل على وظيفة بأجر أعلى من غيره".

مجالات العمل

ثمة وظائف تقليدية تزول مع الوقت وتولد بعدها وظائف جديدة مبنية على التكنولوجيا وتوجهات المجتمعات. وفي هذا الإطار، اعتبر الخويري أن مجالات العمل في هذا الاختصاص لا تعد ولا تحصى. وأوضح أن "السوق بحاجة ماسة لمحلل بيانات في جميع مجالات العمل (إدارة، طب، هندسة، مال، دولة...). فمع وجود التكنولوجيا، بات جمع المعلومات والبيانات أمراً سهلاً، وباتت معظم الشركات تتوجّه لجمع البيانات للاستفادة منها في السنوات المقبلة (lesson learned). وهنا يأتي دور محلل البيانات، حيث يقدّم للشركة رؤيته ويتوقّع لهم المستقبل. مع انتهاء السنة الأولى لهذا الاختصاص في الجامعة اللبنانية، انهالت علينا الاتصالات من الشركات لطلب محللي البيانات المتخصصين فيها".

ويشرح: "ما يبطّئ التطور الوظيفي في لبنان هو التكنولوجيا والبنى التحتية التي نعاني منها، والتي لم نواكب التطور على صعيدها خلال السنوات العشرين والثلاثين المنصرمة. وهذا ما أثّر على التطور في المجالات كافة. مثلاً، تغيّر التقدّم للوظائف من الطريقة التقليدية إلى الأونلاين، حيث بات يمكن الاستفادة من البيانات الشخصية التي يملأ بها المرشّح للوظيفة البرنامج الالكتروني الخاص بالشركة، مع تدخّل الذكاء الاصطناعي الذي يحلل هذه المعلومات ويحل محل قسم الموارد البشرية".

هذا الاختصاص سيبقى الأكثر طلباً حتى 10 سنوات قادمة، فبات التدخّل الانساني اليوم خجول، مع توافر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. وهذا ما استنتجته من خلال الجامعات التي عقدنا اتفاقيات معها.

وشكر الخويري عميد كلية الإعلام الدكتور جورج صدقة على اهتمامه الكبير الذي يوليه للكلية، بهدف تطويرها ورفعها أكاديمياً. كما شكر رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد ايوب على دعمه لكل خطوة تطويرية في كلية الاعلام.