تمثال لدونالد ترامب يثير جدلاً في سلوفينيا: فنانون "مشاغبون" يندّدون بالشعبويّة

تشهد #سلوفينيا الوادعة، مسقط رأس #ميلانيا_ترامب، هذا الصيف نقاشات محتدمة بشأن مجسمين غريبين للرئيس الأميركي وزوجته أنجزهما فنانون "مشاغبون" بهدف التنديد بالسياسات "الشعبوية" لـ#دونالد_ترامب.  

فثمة منحوتة نفذت بمنشار كهربائي تظهر ميلانيا على ضفة نهر في شرق البلاد، وتمثال لدونالد ترامب "يدشن" السبت، وهو مصنوع من ألواح خشبية في بلدة قريبة من ليوبليانا.

ولكل تمثال مؤيدوه ومنتقدوه. وقد أثار تمثال السيدة ترامب الذي كشف النقاب عنه، مطلع تموز، ردود فعل متفاوتة في صفوف السكان المحليين. ويبدو أن تمثال الرئيس الأميركي يثير مشاعر متناقضة أيضا.

ويقع التمثال الأخير عند مدخل بلدة سيلا بري كانيكو. وهو من تصميم المهندس المعماري السلوفيني #توماش_شليغل الذي أراد، من خلاله، التنديد بالحركات الشعبوية على ما أوضح لوكالة "فرانس برس".

ويقول شليغل، مبررا تمثاله الساخر من الرئيس الأميركي الذي يظهره ببزة قاتمة اللون، وربطة عنق حمراء مع وجه عبوس وخصلة الشعر الشهيرة المصنوعة من ألواح خشبية تعلو الوجه: "نريد أن يدرك الناس فعلا ما هي الديموقراطية".

ويشير إلى أن "الجيران التقليديين والمزارعين يجدون أن التمثال بشع، وهو سلبي في وسط هذا المنظر الطبيعي الرائع".

ومساء الأربعاء، وفي حين كانت توضع طبقات الطلاء الأخيرة على التمثال البالغ ارتفاعه نحو ثمانية امتار، أتى أحد سكان الى المنطقة غاضبا، وحاول أن يدمره بجراره، مهددا بالعودة لإضرام النار فيه، على ما أفاد مصور وكالة "فرانس برس" كان في المكان.

أما تعليقات رواد الانترنت المرافقة لمقالات صحافية محلية، فلم تكن مرحبة أيضا، ومنها: "من هو الغبي الذي صمم هذا التمثال؟"

إلا أن المهندس المعماري يقول إنه تلقى مساعدة من عمال ومتطوعين متحمسين خلال الصيف.

وتسمح آلية ميكانيكية بإظهار التمثال مبتسما خلال الاسبوع، و"عابسا" خلال عطلة نهاية الاسبوع.

ويوضح توماش شليغل أن تمثال ميلانيا ترامب الذي كشف النقاب عنه في تموز/يوليو في حقل قريب من مسقط رأسه سيفنيتسا دفعه إلى تصميم تمثال دونالد ترامب.

وقد طلب فنان أميركي من حرفي محلي تنفيذ تمثال ميلانيا الذي نُحت في جذع شجرة ليمثل بشكل تقريبي السيدة الأميركية الأولى وعارضة الأزياء السابقة. وقد رأى البعض أنه يشبه "فزاعة" فيما رأى آخرون أنه يكرم "بطلة سلوفينية".

ويعلن شليغل صراحة مناهضته للرئيس الأميركي. ويقول غاضبا: "للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تهيمن الشعبوية مجددا. يكفي ان ننظر إلى جونسون (بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني) وترامب ورئيسنا (بوروت باهور)، و(رئيس الوزراء المجري فيكتور) اوربان. إلى أين يتجه العالم؟"

وهو سؤال قد تتمكن من الرد عليه سفيرة الولايات المتحدة الجديدة في ليوبليانا التي تولت مهماتها هذا الأسبوع، بعد شغور المنصب مدة سنة.

وتقدم الديبلوماسية ليندا س. بلانشار على أنها من كبار مؤيدي دونالد ترامب. ويشكل تعيينها دليلا على عزم واشنطن على تعزيز علاقاتها مع البلد الأم للسيدة الأميركية الأولى.

وفي حين يسعى الرئيس الأميركي الى الفوز بولاية ثانية عام 2020، لن يصمد تمثال دونالد ترامب حتى الشتاء.

فبضغط من بعض السكان، منح صاحب الأرض التي نصب فيها التمثال، حق البقاء لمدة شهرين فقط. وسيحرق التمثال في 31 تشرين الأول في مناسبة عيد هالوين.